الجمعة 2020/02/21

آخر تحديث: 10:59 (بيروت)

الرسالة التركية وصلت في النيرب..فانسحبت الفصائل

الجمعة 2020/02/21
الرسالة التركية وصلت في النيرب..فانسحبت الفصائل
© Getty
increase حجم الخط decrease
انتهت العملية العسكرية التي شنتها فصائل المعارضة السوري بتنسيق ودعم تركي، بانسحاب الفصائل من البلدة الواقعة إلى الغرب من طريق حلب اللاذقية (إم4) بريف إدلب الشرقي، بعد أن سيطرت على أجزاء منها.

وكان واضحاً من حجم التمهيد الناري الذي تمّ على عجل، أن الفصائل بصدد عملية محدودة، بهدف اختبار حجم ردود الأفعال العسكرية الروسية، في حال بدأت تركيا تحركاً عسكرياً أكبر وأكثر جدية ضد قوات النظام في إدلب.

وبالنظر إلى إعلان الخارجية التركية قبل ساعات من بدء العملية العسكرية، عن إجراء المزيد من المحادثات بين وفدها والوفد الروسي لكيفية الحد من التوتر من إدلب، يمكن اعتبار هذه التحركات رسالة تركية لاستخدامها على طاولة المفاوضات، إذ من الواضح أن تركيا لا زالت تعول على انسحاب النظام السوري من سراقب قبل نهاية شباط/فبراير، حتى لا تضطر إلى تنفيذ تهديدها بإعلان الحرب على قواته في إدلب.

ولم يتأخر رد روسيا كثيراً، حيث بدأت طائراتها بشن غارات جوية على المناطق التي تقدمت إليها المعارضة في النيرب، داعية بالمقابل تركيا إلى وقف دعمها ل"الإرهابيين".

وعزا القيادي العسكري في "الجيش السوري الحر" النقيب عبد السلام عبد الرزاق في حديث ل"المدن"، انسحاب الفصائل من بلدة النيرب، بعد سيطرتهم على أجزاء واسعة منها، إلى كثافة الضربات الجوية التي شنتها المقاتلات الروسية على محاور الاشتباك، والبلدات المحيطة.

وحول سبب اختيار الفصائل لبلدة النيرب كمحور رئيسي للهجوم، رغم حالة الاستعصاء العسكري والمحاولات المتكررة، أوضح أن التركيز على النيرب نابع من أهميتها وكذلك تموضعها العسكري، الذي يشكل خط دفاع الفصائل، ونقطة انطلاق العمليات الهجومية للنظام. لكنه أوضح أنه بكل الأحوال فاختيار أي محور في إدلب لن يعني غياب الطائرات الروسية.

غير أن هناك من ذهب إلى عدم ربط الانسحاب من النيرب، بالشأن العسكري وحده، مشيراً إلى أن أي محاولة جدية لإشغال قوات النظام في محاور أخرى، لم تُبذل من جانب الفصائل.

وفي هذا الصدد، أكد مصدر عسكري ل"المدن"، أن تغييراً طرأ على الخطط الموضوعة مسبقاً للتحرك. وقال: "كان من المقرر أن يتم فتح المحاور الغربية والجنوبية لسراقب (داديخ، سان)، بالتزامن مع عمليات اقتحام النيرب، بهدف تشتيت دفاعات النظام، غير أن ذلك لم يحصل".

كذلك، لم تستطع المعارضة توسيع نطاق هجومها واقتصر على المحاور الشمالية والغربية انطلاقاً من مزارع سرمين المكشوفة وقميناز، مما سهل على قوات النظام استيعاب الهجوم، مستفيداً من مشاركة الطائرات الروسية.

الهجوم على بلدة النيرب قد لا يكون الأخير، وخصوصاً أن المعارضة تؤكد أنها أحكمت سيطرتها على مواقع متقدمة في المحاور الغربية للبلدة، تمكنها عسكرياً من شن هجمات مباغتة، والانسحاب تكتيكياً لاستنزاف قوات النظام.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها