الأربعاء 2020/12/30

آخر تحديث: 13:10 (بيروت)

لجنة روسية للتسوية في السويداء..استنساخ تجربة درعا

الأربعاء 2020/12/30
لجنة روسية للتسوية في السويداء..استنساخ تجربة درعا
40 ألف شاب من السويداء مطلوبون للخدمة العسكرية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا  نيته تفعيل ما يسمى "لجنة تسوية الأوضاع" في محافظة السويداء جنوب سوريا بعد أن بدأت عملها في درعا مطلع كانون الأول/ديسمبر.

وأرسلت روسيا وفداً يتكون من جنرال ومساعدين ومترجم إلى محافظة السويداء قام بزيارات متعددة خلال الشهر الحالي كانت أولها في دار عرى. واستهدفت الزيارات وجهاء اجتماعيين منهم الأمير لؤي الأطرش، ورجال دين بينهم الشيخ حكمت الهجري والشيخ يوسف جربوع.

وطرح هذا الوفد نية روسيا إجراء تسوية في محافظة السويداء للمتخلفين عن الخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام والمطلوبين بقضايا أمنية على غرار محافظة درعا، الأمر  الذي لم يلقَ رداً بالسلب او الإيجاب من قبل الوجهاء في محافظة السويداء.

أهداف اللجنة
ويقول  مسؤول التحرير بموقع "السويداء 24" ريان معروف ل"المدن": "لمسنا حالة من النأي بالنفس لدى المشايخ والوجهاء، أما بالنسبة للمجتمع فالتسوية تهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة المتخلفين والمنشقين للخدمة في صفوف الجيش السوري".

كما أن الوفد الروسي لم يقدم أي حلول أو تطمينات للذين تخلفوا أو رفضوا الانضمام إلى جيش النظام، ومن المتوقع أن لا يكون هناك تجاوب حقيقي من المجتمع، ومن الشريحة التي تستهدفها روسيا تحديداً، بحسب معروف.

حالة الاستقرار النسبي التي تسعى إليها روسيا من خلال تفعيل هذه اللجان تهدف بشكل مباشر إلى إعادة تأهيل النظام تمهيداً للانتخابات الرئاسية القادمة منتصف 2021، عبر طرح تسويات ونشر ضمانات لأوضاع المطلوبين بقضايا أمنية والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية.

ويؤكد معروف أن روسيا لا تسعى من خلال عروضها التي قدمتها إلى أي إصلاح في بنية النظام، إنما تسعى لإعادة المجتمع إلى بيت الطاعة فقط، وهذا ما لاحظناه من أحاديثهم في زياراتهم المتكررة مؤخراً.

ورجح معروف فشل الخطوات الروسية في السويداء لعوامل وأسباب عديدة أبرزها عدم مراعاة روسيا للأسباب التي تدفع الشباب بالسويداء للتخلف عن الخدمة، وعدم بحثها عن حلول اقتصادية وحلول للأوضاع المعيشية المتدهورة. كما أنه في كل زيارة يطرح الوفد الروسي تسوية درعا كمثال.

وترى روسيا حسب رواية وفدها، أن جهودها في درعا نجحت واستطاعت خلق تسوية، وتسعى لتسوية مماثلة في السويداء حالياً، علماً أن القاصي والداني يعلم كيف تدهورت الأوضاع في درعا منذ إشراف روسيا على التسويات فيها.

تجربة درعا
ويقول مسؤول التواصل في مؤسسة "نبأ" الإعلامية اسماعيل مسالمة إنه من الصعب جداً استنساخ تجربة درعا في السويداء في ظل التدهور الأمني الذي تعيشه المحافظة، نتيجة تصفية الحسابات القديمة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام أمنياً والتي تخضع لسيطرة فصائل وتتبع بشكل مباشر لروسيا مثل الفيلق الخامس.

كما أنه يجب الأخذ بالحسبان الفشل الذريع الذي لحق بملف التسويات بدرعا، حيث أن فصائل النظام والميليشيات التابعة له لا تزال مستمرة في عمليات الخطف والاغتيال لعناصر سابقين في الجيش الحر على الرغم من حصولهم على بطاقات تسوية يستطيعون من خلالها التنقل "بحرية" بحسب ادعاءات الروس.

ويضيف مسالمة أنه في غالب الاحيان عند أي صدام مسلح يحدث بعد تعدّي قوات النظام على العناصر الخارجة عنه تنظيمياً، يكون دور الروس وسيطاً لمنع تقدم العناصر المسلحة على حساب قوات النظام، وسط تخوف كبير للأهالي من حملات المداهمة والاعتقال، التي تجريها القوات النظامية، بحجة ضبط الأمن.

وتضم محافظة السويداء تضم قرابة 40 ألف شاب مطلوبين للخدمة الإلزامية، يرفض مشايخ ووجهاء المنطقة انخراطهم في صفوف النظام لعدم رغبتهم في التورط بدماء السوريين.

كما تجدر الاشارة إلى أن محافظتي السويداء ودرعا تشهدان مظاهرات مناهضة للنظام بين الفينة والآخرى، احتجاجاً على تردي الاوضاع المعيشية وتشديد القبضة الأمنية فيهما، بالإضافة إلى المطالبة بخروج روسيا وإيران بشكل كامل من الأراضي السورية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها