الأحد 2020/12/27

آخر تحديث: 12:03 (بيروت)

عين عيسى..تركيا تعطي فرصة لروسيا والنظام

الأحد 2020/12/27
عين عيسى..تركيا تعطي فرصة لروسيا والنظام
increase حجم الخط decrease
أبلغ مصدر مسؤول من "الفيلق الأول" التابع للجيش الوطني السوري "المدن"، أن فصائل الجيش الوطني لا زالت تستقدم التعزيزات العسكرية إلى جبهات المنطقة. ووضع المصدر استقدام التعزيزات في إطار إنهاء الاستعدادات لبدء معركة تحرير عين عيسى من سيطرة قسد.

وقال: "لا معطيات لدينا عن توقيت المعركة، ومن الواضح أن هناك بعض التفاصيل السياسية التي تعيق إعلان ساعة صفر المعركة".

وقبل أيام، كان "الفيلق الأول" قد أعلن عن بدء عملية اقتحام عين عيسى، بعد يومين من المعارك على أطرافها، والتمهيد بالقصف المدفعي، لكن يبدو أن تركيا لا زالت تتريث في اتخاذ قرار ساعة الصفر، وهو ما يعزوه الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، إلى محاولة أنقرة إعطاء الوقت الكافي لموسكو، لتنفيذ تفاهمات مذكرة "سوتشي" التي جرى توقيعها بين الجانبين التركي والروسي في تشرين الأول/أكتوبر 2019، عقب عملية "نبع السلام"، وأضاف ل"المدن"، "أن تركيا تأخذ وقتها لإيجاد صيغ مقبولة وتفاهمات مع روسيا".

وفي السياق ذاته، ذكرت شبكات إخبارية محلية أن القوات الروسية أنشأت قاعدة عسكرية جنوب شرق بلدة عين عيسى. وأوضح موقع "نهر ميديا" أن روسيا أنشأت قاعدة عسكرية في قرية "الكالطة" جنوب شرق عين عيسى بريف الرقة الشمالي، بالتزامن مع حشود لفصائل "الجيش الوطني" في المنطقة.

ويبدو أن قسد متجهة للرضوخ لمطالب روسيا، حيث ذكرت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام السوري، أن قسد باتت أقرب إلى الموافقة على العرض الروسي، الذي يقضي بتسليم المدينة لجيش النظام، ورفع علمه فوق مؤسساتها، لتفادي هجوم تركي محتمل عليها.

والأرجح أن تركيا لن تعارض ذلك، لأن سيطرة النظام وروسيا على المدينة سيفقد قسد واحداً من أهم معاقلها. لكن المسؤول الإعلامي في منصة "INT" الإخبارية جوان رمّو استبعد أن تقدم قسد على الانسحاب بضغط روسي من عين عيسى. وقال ل"المدن": "الواضح أن مصير عين عيسى أقرب إلى مصير عفرين، حيث ستزيد روسيا من الضغط لتسليم المدينة للنظام، وهو ما ترفضه قسد، ولذلك ستخوض الأخيرة جولات قتالية مع الجيش الوطني والجيش التركي، للظهور بمظهر المقاوم، ومن ثم تعلن الانسحاب".

وفي وقت سابق، أكدت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن النظام السوري وروسيا طلبا من قسد الانسحاب من كامل مدينة عين عيسى ومحيطها، ورفع علم النظام فوق مؤسساتها الحكومية، وتسليمها إلى النظام بشكل كامل حتى يتسنى منع الهجمات التركية على المدينة، إلا أن مسؤولي قسد حاولوا تسويق نموذج اتفاق مدينة منبج أمام الجانب الروسي، مبدين استعدادهم لتسليم مداخل ومخارج عين عيسى فقط إلى جيش النظام، الأمر الذي رفضه النظام وروسيا بشكل قطعي.

كذلك لا يزال القرار الأميركي حاضراً في تحديد مصير عين عيسى، وهو ما عبرت عنه زيارة الجنرال الأميركي فرانك ماكنزي الأخيرة إلى الحسكة، والرسالة التي سلمها لقائد قسد مظلوم عبدي، والتي مفادها إيقاف هذه المحادثات بأسرع مع يكون لأنها تتعارض مع سياسة واشنطن وطريقة تحركها في الملف السوري، وفق ما سربت مصادر.

يُذكر أن خريطة السيطرة في محيط عين عيسى لم تتغير منذ التقدم الأخير للجيش الوطني بدعم تركي، وسيطرته على مناطق في مدخل عين عيسى الشمالي الشرقي، قبل أيام.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها