الإثنين 2020/11/30

آخر تحديث: 19:09 (بيروت)

لقاء عباس-السيسي: السلطة تبحث عن مخرج

الإثنين 2020/11/30
لقاء عباس-السيسي: السلطة تبحث عن مخرج
© Getty
increase حجم الخط decrease
قال قيادي فلسطيني مقرب من الرئاسة الفلسطينية ل"المدن"، إن زيارة رئيس السلطة محمود عباس إلى الأردن ومصر الأحد والاثنين، تأتي في سياق ترتيبات مرتبطة بتطورات سياسية جديدة مرتقبة بعد تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن منصبه رسمياً.

وأوضح القيادي أنه "لا يمكن لنا أن نحصل على موقف نريده من إدارة بايدن بخصوص تأييد حل الدولتين والخروج من صفقة القرن من دون دعم عربي لنا، ونحن نريد من العرب ذلك"، موضحاً أن الزيارة كانت مطلوبة "حتى نتجاوز المرحلة المتوترة السابقة بالرغم من أن الدول العربية خذلتنا في عهد ترامب".

وتابع القيادي الفلسطيني: "مصر عملت ضدنا في السنوات الماضية.. لكن التطورات القادمة بحاجة لتجاوز مرحلة التوتر في العلاقة، لاسيما في ظل وعود مصرية لنا بذلك".. ورغبة مصرية بأن تكون حاضرة في الملف الفلسطيني.

ويفيد المصدر بأن زيارة عباس الى القاهرة وعمّان هي تنسيقية تندرج ضمن جهود لإطلاق حوار عربي-عربي، تمهيداً لاستلام بايدن منصبه رئيساً للولايات المتحدة، كاشفاً عن تلقي السلطة خلال حوارات سرية مع فريق بايدن السياسي رسائل طمأنة، ما جعل القيادة في رام الله تعول على نافذة لفرصة سياسية ما.

ولذلك، يريد عباس تفعيل اللجنة الرباعية العربية التي تضم مصر والسعودية والأردن والإمارات؛ خشية أن يتسبب التطبيع بتقسيم الموقف العربي تجاه دعم حل الدولتين.

بيدَ أنّ زيارة عباس إلى مصر-على وجه التحديد- بدت وكأنها استكمال لنزول السلطة عن الشجرة، بدءاً من إعادة التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل، ومروراً بإعادة سفيري فلسطين إلى الإمارات والبحرين بعد سحبهما في وقت سابق احتجاجاً على اتفاقات التطبيع الأخيرة.. وذلك بعدما شعرت السلطة أن هذه المواقف والخطوات لم تنجح في تشكيل الضغط المطلوب.

مصدر سياسي مطلع أفاد "المدن"، بأن زيارة عباس الى القاهرة وعمّان جاءت في سياق "إصلاح الوضع القائم وتذليل الفجوة"، لاسيما وأن عمّان والقاهرة لعبتا دوراً اساسياً ل"تحسين الأجواء وعودة الأمور إلى مجاريها بشأن العلاقة وعودة سفيري فلسطين إلى أبو ظبي والمنامة" مؤخراً.

وبحسب المعلومات المتوفرة ل"المدن"، فإن المخابرات المصرية تولت منذ ساعة الصفر لإعلان التطبيع الإماراتي مع إسرائيل ثم البحريني، مهمة رئيسية لكبح ردة فعل القيادة الفلسطينية "الغاضبة" من خلال نقل رسائل جمعت بين التحذير والترغيب في آن بواسطة رئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج كي يقوم الأخير بإيصالها إلى عباس.

وكانت نتيجة هذه الرسائل أن تم وقف كافة التقارير على شاشة تلفزيون "فلسطين" الرسمي باعتبار انها "تحرّض على زعماء الإمارات والبحرين على نحو خطير، من شأنه أن يؤسس لضرر كبير للقضية الفلسطينية".
وبعد ذلك، تصاعد دور القاهرة لإقناع السلطة بضرورة اتباع طريقة مختلفة من أجل القضية الفلسطينية، بحجة ان الأفضل هو "استثمار التطبيع العربي مع إسرائيل للمصلحة الفلسطينية"؛ بإعتبار أن الطريقة السابقة وهي انتظار الحل ثم التطبيع غير مُجدية، وفق منظور مصر ودول عربية طبعّت مؤخراً.

ولذلك، فإن العنوان غير المعلن للقاء عباس-السيسي، هو "استثمار العلاقة العربية-الإسرائيلية الجديدة لمصلحة القضية الفلسطينية بطريقة ناجعة خلال مرحلة الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن".

وبحسب مصادر "المدن"، فإن التوجه الجديد لتحريك المياه الراكدة للخروج من الجمود السياسي بين السلطة وإسرائيل على مدار سنوات، يدعمه الاتحاد الأوروبي والدول العربية المطبعة علناً او سرّاً وحتى الدول الخارجة عن ركب التطبيع، بحجة أن "الأدوات الفلسطينية التي تم استخدامها سابقاً من قبيل وقف التنسيق مع إسرائيل أو اشتراط المفاوضات قد فشلت، ما يستدعي تغييرها وكسرها بشكل آخر ومؤثر، خاصة في ظل انعدام عامل الضغط الميداني الجدّي في الداخل أو الحراك العالمي الملموس".

وتسعى مصر  تحت عنوان "تطوير فرصة التطبيع ومجيء بايدن لتحريك العملية التفاوضية"، أن يتم توسيعها وذلك بأن تعطي حركة "حماس" الضوء الأخضر لعباس للذهاب إلى المفاوضات الجديدة مع إسرائيل. 


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها