الأحد 2020/11/29

آخر تحديث: 13:59 (بيروت)

اغتيال محسن زاده: هل تقصف إيران حيفا؟

الأحد 2020/11/29
اغتيال محسن زاده: هل تقصف إيران حيفا؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
صوّت مجلس الشورى الإيراني الأحد، لصالح إلزام الحكومة برفع نسبة تخصيب اليورانيوم، في تطور جديد، يأتي بعد يومين على اغتيال أحد أبرز العلماء النوويين في إيران محسن فخري زاده، فيما طالبت صحيفة إيرانية محافظة بضرب حيفا رداً على اغتيال زاده.

ويلي القرار الإيراني الجديد قراراً سابقاً قضى بتخفيف الالتزامات ضمن الاتفاق النووي لعام 2015 رداً على الانسحاب الأميركي منه. وذكرت وكالة "سبوتنيك" أن البرلمان الإيراني صوت بالأغلبية على مشروع قانون يلزم الحكومة برفع نسبة تخصيب اليورانيوم في البلاد إلى 20 في المئة. ويشمل القانون إعادة التصميم القديم لمفاعل "أراك" للماء الثقيل.

وأيّد مشروع القانون 232 نائباً في البرلمان من مجموع النواب المشاركين في اجتماع اليوم، والذين بلغ عددهم 246 عضوا، فيما امتنع 14 نائباً عن التصويت.

وقال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إن دماء العالم النووي فخري زادة "ستزيل القيود عن البرنامج النووي، وستمهد الطريق لرفع العقوبات عن البلاد". وحذر مغتالي زادة قائلاً: "لن يندم العدو المجرم على اغتيال فخري زادة، إلا برد قوي يردعه عن أي أخطاء أخرى مستقبلية".

لا مفاوضات
وكان مدير مكتب الرئيس الإيراني، محمود واعظي، قد أعلن في وقت سابق، بعد اجتماع للحكومة، أنه "لن تكون هناك مفاوضات جديدة حول الاتفاق النووي مع الإدارة الأميركية الجديدة. لقد جرى التفاوض على الاتفاق النووي وانتهت مراحل التفاوض". وتابع: "لم تفِ الولايات المتحدة بالتزاماتها تجاه الاتفاق النووي، وأهم شرط لنا هو أن يحترم جميع أعضاء مجلس الأمن التزاماتهم تجاه الاتفاق".

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن اغتيال فخري زاده قد لا يكون له تأثير كبير على البرنامج النووي الإيراني، الذي شارك في إنشائه، ولكنه سيجعل من الصعوبة بمكان إنقاذ الاتفاق النووي الذي يهدف إلى تقييد هذا البرنامج، وهو الدافع الأكثر منطقية وراء عملية الاغتيال.

ورأت الصحيفة أن هناك شبه إجماع على أن إسرائيل تقف خلف عملية الاغتيال، حيث تشير التقارير إلى أن الموساد كان وراء سلسلة اغتيالات لعلماء نوويين إيرانيين آخرين، وألمح مسؤولون إسرائيليون من حين لآخر إلى صحة تلك التقارير.

وإذا ثبت أن الموساد وراء اغتيال فخري زاده -كما يقول التقرير- فإن إسرائيل تكون استغلت الفرصة لتنفيذ العملية بضوء أخضر من رئيس أميركي، وليس هناك شك في أن دونالد ترامب، الذي يسعى للعب دور المفسد خلال الأسابيع الأخيرة من فترة حكمه، سيوافق على عملية الاغتيال، إن لم يساعد في تنفيذها.

وأورد تقرير الصحيفة رأي دينا اسفندياري، الباحثة في مؤسسة القرن للأبحاث، حيث رأت أن إسرائيل لا يمكنها تنفيذ عملية الاغتيال من دون الحصول على الضوء الأخضر من واشنطن، موضحة أنه "في ما يتعلق بالدوافع، فأعتقد أنها لدفع إيران للقيام بعمل غبي لضمان تقييد يدي إدارة بايدن عندما تسعى لاستئناف المفاوضات ووقف التصعيد".

وأوضحت الصحيفة أن اغتيال العالم الإيراني يخدم غايات أخرى، وإن بدرجة أقل؛ فقد كان فخري زاده العالم النووي الإيراني الوحيد الذي ورد ذكره في التقييم النهائي للجانب العسكري للبرنامج النووي الإيراني الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، باعتباره العقل الذي يقف وراء "مشروع أماد" الهادف إلى تطوير قدرة إيران على بناء قنبلة نووية.

ضرب حيفا
وفي السياق، اقترح مقال رأي نشرته صحيفة "كيهان" الإيرانية المتشددة الأحد، أن على إيران مهاجمة مدينة حيفا الساحلية الإسرائيلية إذا كانت إسرائيل مسؤولة عن مقتل محسن زاده. واقترحت الصحيفة تنفيذ أي هجوم بطريقة تدمر المنشآت و "تتسبب أيضًا في خسائر بشرية كبيرة" لإسرائيل.

وقالت "كيهان" إن ردود الفعل الإيرانية السابقة على الغارات الجوية الإسرائيلية المشتبه بها التي قتلت قوات الحرس الثوري في سوريا لم تكن كافية لردع إسرائيل.

وكتبت أن ضرب حيفا وقتل عدد كبير من الناس "سيؤدي بالتأكيد إلى الردع، لأن الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي وعملاءه ليسوا مستعدين بأي حال للمشاركة في حرب ومواجهة عسكرية". وقالت إن الهجوم على حيفا يجب أن يكون أكبر من هجوم إيران بالصواريخ الباليستية على القوات الأميركية في العراق في أعقاب الضربة الأميركية بطائرة مسيرة التي قتلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني في كانون الثاني/يناير.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها