الخميس 2020/11/26

آخر تحديث: 16:09 (بيروت)

مؤتمر أبناء الجزيرة والفرات..ومساعي قسد نحو الشرعية

الخميس 2020/11/26
مؤتمر أبناء الجزيرة والفرات..ومساعي قسد نحو الشرعية
© Getty
increase حجم الخط decrease
عقدت الإدارة الذاتية مؤتمر "أبناء الجزيرة والفرات" في مدينة الحسكة بعد ثلاث عشرة جلسة حواريّة شملت الريف الشرقي والغرب والوسط من المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" شرق الفرات. وقالت إنه يهدف لضمان المواطنة المتساوية وحقوق كل المكوّنات في سوريا موحّدة، فضلاً عن تعزيز التشاركيّة في مؤسّسات الإدارة الذاتيّة.

هذا المؤتمر وإن كان المراد منه حشد الرأي العام من خلال دعوة منصّات المعارضة مثل منصّة موسكو التي حضر عنها قدري جميل ومنصّة القاهرة التي حضر عنها جمال سليمان فضلاً عن  شخصيات معارضة من أوروبا وأميركا (عبر تطبيق زوم)، إلّا أن مقاطعة شيوخ أكبر عشيرتين في المنطقة وهم حاكم البشير أحد شيوخ عشيرة البقارة وجميل الهفل أحد شيوخ عشيرة العكيدات، فضلاً عن غياب التحالف الدولي وممثل الخارجية الأميركية، كانت السمة البارزة له،  ما رأى فيه ممثلون عن الإدارة الذاتيّة محاولة لإفراغ المؤتمر من محتواه وعدم إعطائه الشرعيّة العشائريّة أو الدولية.

ممثل منصّة موسكو قدري جميل اعتبر في حديث ل"المدن"، أن نموذج الإدارة الذاتيّة هو نموذج جيّد يمكن تعميمه في سوريا، وأن حضورهم المؤتمر الوطني كان من خلال العلاقة المبنية على أساس مذكرة التفاهم مع مسد.

ورداً على سؤال حول أن مذكرة التفاهم الموقعة مع مسد وأثارت احتجاجاً من المكون العربي في المنطقة، قال إن المنصّة تحاورت مع المكون العربي من خلال التيار العربي المستقل في الجزيرة والفرات ولديهم مذكّرة تفاهم معهم.

ورقة عمل وبيان ختامي
المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات عقد من خلال توصية مؤتمر"الحوار العربي-الكردي" الذي طلبت مسد تغييره لاسم "حوار أبناء الجزيرة والفرات" بعد مطالبات لإعطاء المكون العربي حق المشاركة في القرار السياسي.

وقال أحد المؤتمرين ل"المدن"، إنه كان من المقرر أن تدعم الخارجية الأميركية هذا المؤتمر من خلال حضور ممثلها وممثلين عن التحالف الدولي، إلا أن تأخير المؤتمر لما بعد الانتخابات الأميركية وفوز جو بايدن يبدو أنه أثّر على القرار حول المؤتمر، لذا لم يحصل على الزخم الدولي المطلوب، مضيفاً أن ورقة العمل والبيان الختامي لم تُناقش من قبل اللجان المختصّة بمناقشة الوثائق وإنّما أُقرّت من قبل مسد وطُلب الالتزام بها من قبل الحضور.

وأصدر مجلس سوريا الديمقراطية بياناً ختامياً لأعمال مؤتمر "أبناء الجزيرة والفرات"، أكد على "وحدة الأراضي السورية واحترام سيادتها، والإقرار الدستوري بحقوق كافة المكونات القومية والدينية والاجتماعية". و"حل الازمة السورية وفق بيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254 وجميع القرارات الأممية ذات الصلة والتأكيد على ضرورة إشراك مجلس سوريا الديمقراطية في كامل العملية السياسية وتحقيق أهداف الشعب السوري في الدولة الديمقراطية التعددية اللامركزية".

كما دعا البيان إلى "متابعة الحوار مع كافة الأطراف السورية المؤمنة بالحل السياسي الوطني والتغيير الجذري الديمقراطي دون استثناء، والتحضير لانتخابات محلية في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا خلال مدة لا تتجاوز العام".

ودعم البيان قسد في حربها ضد الإرهاب والتطرف بدعم من التحالف الدولي بما يحفظ الأمن والاستقرار. وطالب المجتمع الدولي بإعادة الإعمار في المناطق المحررة من قبل قوات سوريا الديمقراطية من أجل عودة المهجرين والنازحين إلى ديارهم.

وبجانب البيان الختامي أصدرت مسد قرارات داخلية مرتبطة بالإدارة الذاتية بهدف التحضير لانتخابات محلية في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، وإعادة هيكلة مؤسسات النظام الإداري التابع للإدارة وإصلاح الجهاز القضائي وإلزام الأجهزة الأمنية بالقانون والأمر القضائي، وتطوير عملها وأدائها ومكافحة الفساد وتفعيل جهاز الرقابة والتفتيش المركزي في مؤسسات الإدارة الذاتية ووضع خطط إستراتيجية تنموية للاقتصاد وتسهيل الاستثمارات وإعطاء الأولوية للاستثمارات الوطنية.

محاولة للشرعنة
الباحث في شؤون المنطقة الشرقيّة سقراط العلو قال ل"المدن"، إن هذا السلوك معتاد من قبل الإدارة الذاتية التي تعاني من أزمة شرعية تتمثّل باحتكار الأكراد وهيمنتهم على مسد وقسد، لذلك منذ تأسيسها عام 2015 تحوّلت حركة المجتمع الديمقراطي بإرادة أميركية إلى مجلس سوريا الديمقراطية وتحوّلت وحدات حماية الشعب إلى قسد. وأضاف أن "قسد تحاول الانفتاح على الأطراف السورية باسلوب شكلي لتوحي بإطارها الشرعي أنها منفتحة على الحوار، وهذا المؤتمر يأتي امتداداً لمحاولة قسد شرعنة نفسها وتوسيع التمثيل شكلياً".

وبحسب الشخصيات التي حضرت ف"يمكن وضع الأمر في إطار الصراع الإقليمي إذ إن قسد أصبحت أداة بيد الإمارات والسعودية ومصر للضغط على خصومهم وهذا واضح من الزيارات المتكرّرة للوزير السعودي ثامر السبهان لمناطق الإدارة الذاتية". وأضافوا أن "مقاربة المؤتمر مع تصريحات لمظلوم عبدي منذ أيام اعترف فيها بوجود كوادر العمال الكردستاني غير السورية في الأراضي السورية هي محاولة شرعنة وانفتاح من أجل الانضمام لمؤسّسات المعارضة وعلى رأسها هيئة المفاوضات".

يبدو أن جوهر المشكلة بين العشائر العربيّة في المنطقة والإدارة الذاتية ما زال قائماً، إذ لا يشير البيان الختامي ولا ورقة العمل لإعطاء المكون العربي أي دور في اتّخاذ القرار السياسي وهذا السبب الرئيسي لعقد المؤتمر، مما يفسّر إعلان الرئيس المشترك للإدارة الذاتية عبد المهباش عن عقد مؤتمر آخر لم يتم تحديد موعده بعد.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها