الأربعاء 2020/10/28

آخر تحديث: 14:20 (بيروت)

روسيا هاجمت فيلق الشام انتقاماً لأرمينيا..مقدمة لحرب شاملة؟

الأربعاء 2020/10/28
روسيا هاجمت فيلق الشام انتقاماً لأرمينيا..مقدمة لحرب شاملة؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
توقع محللون سوريون أن تكون الضربة الجوية الروسية التي استهدفت معسكراً تابعاً لفيلق الشام الاثنين، رداً على تقدم أذربيجان المدعومة من تركيا في حربها ضد أرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء، إن القوات المسلحة التركية قد تنفذ عملية جديدة في سوريا إذا لم يبتعد "الإرهابيون" عن الحدود التركية. وأضاف أن "التهديدات من سوريا ضد بلدنا مستمرة، ومؤخراً تم تحييد الإرهابيين الذين كانوا يخططون لشن هجمات إرهابية على أراضينا. ومن الواضح أن الولايات المتحدة تحاول إنشاء منطقة حرب جديدة على طول الحدود السورية العراقية، وهي نذير لمآسي جديدة".

وتابع الرئيس التركي أن "القوات المسلحة التركية قادرة على تطهير سوريا من كل التنظيمات الإرهابية".

من جهته، ناشد المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن الدول المتدخلة في الصراع السوري العمل على تثبيت التهدئة، في وقت أجرى فيه الرئيس التركي اتصالات مع نظيريه الروسي والايراني جرى خلالهما التباحث حول الشأن السوري بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في أذربيجان وليبيا.

بيدرسن وفي إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء، تحدث عن "تطورات إيجابية يمكن أن أن تُبنى عليها عملية أوسع"، منوهاً بتصريحات سابقة لوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قال فيها إن "المرحلة العسكرية من الصراع في سوريا انتهت".

واعتبر المبعوث الدولي أن ثبات خطوط التماس بين قوات النظام والمعارضة خلال الأشهر ال8 الماضية يعتبر مؤشراً إيجابياً، بالإضافة إلى أن "عدد القتلى المدنيين في الأشهر الأخيرة وصل إلى أدنى مستوياته منذ بدء الحرب عام 2011".

لكن بيدرسن نبّه إلى أن "ذلك لا يعني زوال الأخطار"، وأشار إلى الغارة الجوية التي استهدفت يوم الاثنين معسكر "فيلق الشام" على الحدود التركية في ريف إدلب ورد فصائل المعارضة، مناشداً كلاً من روسيا وتركيا العمل من أجل احتواء الموقف.

ومن المؤكد أن العمل من أجل احتواء الموقف في سوريا كان هدف الاتصالات التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اليومين الماضيين مع نظيريه الروسي والإيراني، بالإضافة إلى التطورات على الساحة الآذرية التي تعتبر ملفاً شديد الأهمية بالنسبة للدول الثلاث، ويربط الكثيرون بين التطورات هناك وفي ليبيا أيضاً وبين تطورات الشأن السوري.

وبينما لم يصدر أي تعليق من أنقرة حول الضربة التي أودت بأكثر من مئة مقاتل من الفيلق المقرب منها، قال بيان صادر عن الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث هاتفياً مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان سبل تسوية الأزمة الليبية وتطورات النزاع في إقليم قره باغ.

وأضاف أن الجانب الروسي عبّر عن قلقه البالغ إزاء "استمرار القتال والانخراط المتزايد للإرهابيين من الشرق الأوسط في النزاع" في إشارة واضحة إلى الاتهامات الموجهة لأنقرة بإرسال مقاتلين سوريين للقتال إلى جانب الجيش الآذري ضد أرمينيا.

وهو ما يتفق والتحليلات التي تحدثت عن أن الهدف من الغارة الجوية التي نفذتها روسيا دون أن تعترف بها على معسكر "فيلق الشام" هو الانتقام من هذا الفصيل المسؤول، حسب روسيا، عن تجنيد العدد الأكبر من السوريين الذين يتم إرسالهم إلى أذربيجان.

ويبدو أن الجانبين الروسي والتركي تمكنا مرة أخرى من إحتواء الأمور وإن كان مؤقتاً، حيث كشف بيان الكرملين عن أن الرئيسين بوتين وأردوغان بحثا "التعاون بين روسيا وتركيا في سوريا، مع الإشارة إلى أهمية الجهود المشتركة من أجل تنفيذ التفاهمات بشأن إحلال الاستقرار في إدلب وشرقي الفرات".

كما بحث أردوغان القضيتين الآذرية والسورية مع نظيره الإيراني حسن روحاني، وقال بيان مقتضب صادر عن الرئاسة التركية إن "أردوغان أكد على ضرورة انصاف أذربيجان من الطرف الذي يحتل أراضيها". وحول سوريا اكتفى البيان بالإشارة إلى تعاون الجانبين في "مكافحة الإرهاب المتمثل بحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الذين يهددان وحدة سوريا".

ويرى المعارض السوري سمير نشار أن "دول محور أستانة بدأت تظهر بوضوح مصالحها المختلفة في كل من سوريا وأذربيجان". وأضاف في تصريح ل"المدن"، أنه "في سورياً ورغم مرور ما يقارب ثلاث سنوات على توقيع تفاهمات سوتشي، إلا أن الروس يأخذون على تركيا عدم الإيفاء بالتزاماتها حول أمرين جوهريين هما: فتح الطرق الدولية بين حلب-دمشق وحلب-اللاذقية، والقضاء على المنظمات المصنفة إرهابية في مناطق سيطرة المعارضة".

ويتفق نشار مع الكثيرين في أن تفجر الأوضاع بين أذربيجان وأرمينيا زاد من تعقيد الأمور في سوريا بين الدول المؤثرة، ما جعل من دمشق ساحة معارك وتصفية حسابات وممارسة ضغوط. وقال: "إذا حققت أذربيجان انتصاراً وسيطرت على الإقليم وانتزعته من أرمينيا حليفة روسيا، فإن الأخيرة ستقوم بهجوم في إدلب بذريعة عدم تنفيذ التزامات سوتشي، لكن بهدف السيطرة على الطريق الدولي حلب-اللاذقية، وللضغط على تركيا رداً على تقدمها في ملف أذربيجان".

وتابع: "تحسباً لذلك قامت تركيا بسحب نقاطها التي تقع ضمن مناطق سيطرة النظام خشية استهدافها واعادة انتشارها في مناطق جبل الزاوية لتحسين مواقعها في حال توسعت المعارك كما هو متوقع، وأعتقد أن الرسالة الروسية القاسية بقصف معسكر فيلق الشام، الفصيل الأساسي المحسوب على تركيا، هي مقدمة لعمل عسكري سيأتي لاحقاً، خاصة اذا سقط اقليم ناغورنو قرباخ في أيدي أذربيجان".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها