الأربعاء 2020/10/28

آخر تحديث: 14:15 (بيروت)

الثأر لفيلق الشام..بنك أهداف المعارضة لم ينتهِ بعد

الأربعاء 2020/10/28
الثأر لفيلق الشام..بنك أهداف المعارضة لم ينتهِ بعد
© Getty
increase حجم الخط decrease
توعدت المعارضة السورية بمواصلة قصفها لمواقع قوات النظام والمليشيات الموالية لها رداً على المجزرة التي أوقعها قصف الطائرات الروسية في معسكر لفصيل "فيلق الشام" أكبر فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" في منطقة جبل الدويلة غربي إدلب.

وقال الناطق الرسمي باسم "الجبهة الوطنية" النقيب ناجي مصطفى: "نعد عدونا بالمزيد ثأراً لدماء شهدائنا الأبرار". وأضاف أن "حملة القصف التي بدأت بعد وقوع مجزرة الدويلة مباشرة ركزت على استهداف مواقع قوات النظام والمليشيات الإيرانية والروسية المهمة والتي يتركز فيها القسم الأكبر من أعداد والعتاد الحربي لقوات العدو، وفي مختلف الجبهات والمواقع الخلفية، واستخدم في حملة القصف مختلف صنوف الأسلحة الثقيلة".

وأشار مصطفى في حديث ل"المدن"، إلى أن "الحملة حققت نتائج مهمة من ناحية الخسائر في صفوف العدو، وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من الضباط الروس في محور كفرنبل جنوبي إدلب، وقتل 10 ضباط آخرين من قوات النظام من مختلف الرتب في القصف الذي استهدف مواقعهم المتقدمة في جبهات جنوب وشرقي إدلب، بالإضافة الى مقتل 50 عنصراً من قوات النظام والمليشيات بعد أن استهدفت مرابض مدفعيتهم الثقيلة وثكناتهم العسكرية".

وتوزع قصف الفصائل المعارضة على أربعة جبهات، وشهدت جبهات إدلب الجنوبية والشرقية القصف الأعنف حيث استُهدف 35 موقعاً تتمركز فيه مجموعات من "الفرقة 25 مهام خاصة" و"الفيلق الخامس" و"حزب الله" والمليشيات الإيرانية. ومن بين المواقع المستهدفة غرف عمليات متقدمة وتجمعات للسلاح الثقيل، الصاروخي والمدفعي.

وفي مناطق حلب استهدف قصف المعارضة مواقع حساسة لقوات النظام في الأكاديمية العسكرية والفوج 46 و10 مواقع أخرى غرب وجنوبي حلب، ووصلت نيران المعارضة الصاروخية إلى مواقع قوات النظام والمليشيات الإيرانية في محيط مطار حلب الدولي وأطراف المدينة الصناعية شمال وشرقي المدينة حلب، واتهم "فيلق المدافعين عن حلب" النقاط العسكرية التركية المتمركزة في ريف حلب بالمشاركة بحملة القصف.

أما في سهل الغاب شمال غربي حماة فقد استهدف قصف المعارضة الكتيبة الروسية في جورين والمعسكرات التابعة للمليشيات في محيطها، وعدداً من القرى الواقعة على خط التماس مع المعارضة، وتنتشر فيها مجموعات من "الفرقة 11" والفرقتين التاسعة والسابعة، وامتد القصف نحو جبال الساحل في ريف اللاذقية الشمالي في كبانة وتلة أبو أسعد وسلمى.

وقال الناشط الإعلامي محمد رشيد ل"المدن"، إن "لدى فصائل المعارضة بنك أهداف غني بالمواقع العسكرية لقوات العدو، وهو حصيلة فترة طويلة من عمليات الرصد والاستطلاع". ومن المفترض أن يمكّن بنك المعلومات، الفصائل من استمرار حملتها لفترة أطول، والثأر لمقاتليها من خلال توجيه ضربات موجعة ومركزة.

وشاركت "هيئة تحرير الشام" في حملة الثأر لقتلى "فيلق الشام"، وتحدث الجناح العسكري عن عمليات قصف مكثفة طالت مواقع قوات النظام في محيط إدلب. وأطلقت الجبهة اسم "الثأر موعدنا" على عملياتها.

رد قوات النظام والمليشيات الموالية لها على قصف المعارضة بدأ يتصاعد بشكل تدريجي خلال الساعات القليلة الماضية، واستهدفت مدفعية النظام بلدات مدنية في ريف حلب الغربي قُتل فيها شخصين، وطاول القصف أيضاَ مناطق جبل الزاوية وأريحا وريف جسر الشغور والمرتفعات الجبلية في ريف الساحل.

وأبلغ الناشط الإعلامي عبد الفتاح الحسين ل"المدن"، أن "أحد أهداف القصف الروسي لمعسكر فيلق الشام هو جرّ المعارضة للتصعيد وفتح معركة وبالتالي إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار من جانبها".

وأضاف أن "احتمال نجاح المسعى الروسي المفترض وعودة المعارك بسبب حادثة الدويلة لن يتحقق لأن رد المعارضة كان محدوداً على القصف، أي الرد بالمثل، وهو توجه تدعمه تركيا، ولم نرى أي تحركات برية أو اشغال فعلي للمحاور من قبل الفصائل مؤخراً".

يبدو أن المعارضة ستحاول الاستفادة من تقنيات الاستطلاع خلال الفترة القادمة لاستنزاف قوات النظام والمليشيات، والتوجه المفترض للفصائل قد تدعمه تركيا من خلال توفير كميات أكبر من العتاد والذخائر الحربية الثقيلة. السيناريو المفترض مكلف لكنه يطمئن الأوساط المدنية المعارضة التي بدت غاضبة من التطورات العسكرية في محيط إدلب، كانسحاب النقاط التركية وخسارة المهجرين لآمال العودة إلى منازلهم في المناطق التي سيطر عليها النظام.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها