الخميس 2020/10/01

آخر تحديث: 10:45 (بيروت)

إدلب:المعارضة تستعد للمعارك الليلية

الخميس 2020/10/01
إدلب:المعارضة تستعد للمعارك الليلية
increase حجم الخط decrease
شارفت فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة للجيش الوطني السوري المعارض على الانتهاء من البرنامج التدريبي الخاص بالمعارك الليلية. 

وشارك في التدريبات المئات من عناصر تشكيلات وألوية الجبهة التي باتت مستعدة لخوض معارك من هذا النوع مع قوات النظام والمليشيات الموالية بعد أن كانت تعاني من ضعف في المعارك الليلية خلال المواجهات، وهو أمر أدى إلى تكبدها خسائر كبيرة لحساب النظام شمال غربي سوريا خلال العمليات العسكرية في الفترة الممتدة من أيار/مايو 2019 وحتى نهاية شباط/فبراير 2020.
وأشرف على التدريبات عدد من الضباط المنشقين من أصحاب الخبرة، وضباط آخرون خضعوا لتدريبات عسكرية في تركيا. وتضمن البرنامج الذي بدأ قبل شهرين تقريباً، تدريبات على استخدام مناظير الرؤية الليلية بأنواعها المختلفة، أهمها الحرارية، وآليات عمل واستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في المواجهات، وتحسين آليات التواصل والتنسيق مع القيادة المركزية وغرف العمليات الفرعية.
تدريبات ليلية للجيش الوطني
كما شمل البرنامج التدريب على الاستخدام الأمثل للبنادق والأسلحة الخفيفة الأخرى المزودة بأجهزة رؤية ليلية، وتدريبات خاصة بإفشال هجمات الخصوم الليلية، الذين يمتلكون من الوسائل والمعدات الروسية ما يكفي لاستخدام وتكرار هذا النوع من الهجمات بسبب ما يوفره من عنصر المفاجئة ويجنب القوات المهاجمة الخسائر في الأعداد والعتاده الحربي.

وقال الناشط الإعلامي محمد رشيد ل"المدن"، إن تدريبات مقاتلي "الجبهة الوطنية" قُسمت على مستويات عديدة، وركزت على تخصص المجموعات القتالية باستخدام نوع أو نوعين من الأسلحة على الأقل في تكتيك المعارك الليلية، وطرق استخدام المعدات وآليات تحسين عمل هذه الأسلحة في الأجواء المعتمة، وبالشكل الذي يرفع من مستوى تأثيرها في خطوط العدو الأمامية أثناء الهجمات الغادرة التي اعتادت قوات النظام وحلفائها على اتباعها في معظم المعارك خلال العامين 2019 و2012.

وسبق أن عانت فصائل المعارضة خلال المعارك السابقة من عدم قدرتها على تحقيق أي تقدم على الأرض خلال الليل، وغالباً ما تحولت المعارك الليلية إلى كوارث بالنسبة لها. وقال الناطق الرسمي باسم "الجيش الوطني" الرائد يوسف حمود ل"المدن"، إن "التدريبات مهمة للغاية في هذه المرحلة ويمكن اعتبارها نقلة نوعية بالنسبة لمقاتلي الفصائل تمكّنهم من الثبات في المعارك والتصدي للهجمات الليلية، ويمكن اعتمادها لاحقاً كتكتيك هجومي ضد مواقع العدو"، مشيراً إلى أن البرنامج التدريبي لا يركّز فقط على التدريب على آليات التصدي، إنما يشمل جميع تفاصيل التكتيك الحربي المميز وسبل استخدامه في موقعي الصد والهجوم.

الهجمات الليلية كانت التكتيك الحاسم في العمليات العسكرية التي بدأتها قوات النظام في أيار/مايو 2019 شمالي حماة، ومكّنها هذا التكتيك الذي أشرفت القوات الروسية على تنفيذه وقيادة عملياته في الميدان، من الزحف بشكل متسارع والسيطرة في وقت قياسي على مساحات واسعة من مناطق سيطرة المعارضة على جانبي الطريق الدولي "إم-5"، الممتد من مورك القريبة من مدينة حماة وحتى مشارف مدينة حلب شمالي سوريا، مروراً بمناطق معرة النعمان وسراقب وخان شيخون ومئات القرى والبلدات، ولولا تدخل الطائرات التركية المسيّرة والميزات الهجومية التي تتمتع بها ليلاً لاستمرت القوات المهاجمة في قضم المناطق وصولاً إلى معبر باب الهوى عند الحدود السورية التركية.

نجح تكتيك المعارك الليلية الذي اتبعته قوات النظام في التقليل من أهمية دفاعات المعارضة وتحصيناتها وأجبرها على الانسحاب من دون مقاومة من عدد كبير من القرى والبلدات في المعارك الليلية، خصوصاً وأن قوات النظام وميليشياتها استخدمت مناظير رؤية ليلية وأسلحة مزود بأنظمة الرؤية الحرارية، بالإضافة إلى عمليات الرصد والاستطلاع الليلي.

وحقق تكتيك المعارك الليلية لقوات النظام هدفاً مهماً، وهو التقليل من خسائرها، لأن قواتها لم تعد بحاجة للاشتباك المباشر مع مقاتلي المعارضة في معظم المواجهات، وبات الاعتماد على الاستهداف البعيد وتقطيع أوصال المناطق وحصارها، واستهداف آليات ومركبات المعارضة التي تتحول إلى هدف سهل ليلاً.

وقال الباحث في "مركز جسور للدراسات" فراس فحام ل"المدن"، إن " المعارك الليلية شكلت هاجساً كبيراً للفصائل في إدلب منذ انطلاق المعارك في صيف العام 2019، وهو تكتيك حربي خطير اتبعته القوات الخاصة الروسية ومليشيا فاغنر معتمدة على المعدات العسكرية المتطورة الخاصة بالمواجهات الليلية، كبدلات التخفي التي لا يمكن كشفها ليلاً، والأسلحة الموجهة وباقي المعدات المعروفة في مثل هذا النوع من التكتيكات".

وأضاف فحام أن "المعارضة على قناعة تامة بأن إدلب لا تزال على صفيح ساخن واتفاق وقف إطلاق النار هو اتفاق هش وفي أي لحظة يمكن أن تعود المعارك الى الميدان مجدداً، لذلك بدأ العمل منذ آذار/مارس على تطوير ورفع مستوى مقاتلي الفصائل وسد الثغرات وتقوية نقاط الضعف التي كانت تعاني منها في المواجهات السابقة، وأهمها تكتيك الحرب الليلية".

يبدو أن فصائل المعارضة باتت تمتلك ترسانة لا بأس بها من الأسلحة والمعدات العسكرية الدفاعية، وبالأخص تلك التي كانت تفتقدها في معاركها السابقة، وقد يسمح التسليح النوعي المفترض في تعديل ميزان القوى في ميدان المعركة في حال اندلعت مرة أخرى.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها