الثلاثاء 2020/01/28

آخر تحديث: 10:31 (بيروت)

حصار المعرة:النظام يحكم الطوق.. والمعارضة صامدة

الثلاثاء 2020/01/28
حصار المعرة:النظام يحكم الطوق.. والمعارضة صامدة
© Getty
increase حجم الخط decrease
لا تزال المعارك مستعرة بين قوات النظام والمليشيات المختلفة التي تواصل تقدمها في محاور عديدة جنوب شرق إدلب، وبين فصائل المعارضة التي تحاول استعادة شيء من توازنها العسكري، في مهمة تصعّبها كثافة التمهيد الصاروخي والجوي من الطائرات الروسية.
وتعد قوات النظام خطة ميدانية واسعة من أجل حصار مدينة معرة النعمان، وقطع طرق الإمداد عنها، في حين فتح وصول رتل تركي عسكري وصف بالضخم إلى منطقة صوامع الحبوب جنوب مدينة سراقب وإقامته نقطة مراقبة جديدة فيها، باب التكهنات واسعاً حول الهدف العسكري منه.

ومن غير المعلوم حتى الآن، وفق تأكيد مدير المكتب الإعلامي في "فيلق الشام" سيف الرعد ل"المدن" طبيعة الهدف من تثبيت الرتل التركي لنقطة المراقبة الجديدة في هذه المنطقة التي باتت تحت مرمى قوات النظام.

واستناداً إلى المؤشرات السابقة، فإن وصول الرتل التركي، لا يعني شيئاً أمام التطورات العسكرية، ما يدعو إلى التساؤل حول جدوى انتشار نقاط المراقبة التركية في محيط إدلب.
إحكام الطوق على المعرة
واصلت قوات النظام تقدمها على أطراف مدينة المعرة الجنوبية، لتسيطر على بلدات الحامدية وبسيدا وكفرباسين وتقانة والدير الغربي، بالتوازي مع تقدمها على المحاور الشمالية الشرقية، متجاوزة الطريق الدولي شمال المعرة محكمة بذلك الطوق على الأخيرة، من الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية، بحسب ما أفاد مراسل "المدن" مصطفى محمد.

ومن الواضح من سير عمليات المعارك في محيط المعرة، أن قوات النظام لا زالت تتفادى اقتحام المدينة والدخول في حرب شوارع، وبدلاً عن ذلك تعمل بقوة لمواصلة التقدم نحو جبل الزاوية، لإجبار الفصائل على الانسحاب من المعرة، بعد كشف الأحياء السكنية فيها.

مصادر عسكرية أكدت ل"المدن" أن خطة قوات النظام تهدف بعد السيطرة على بلدة الدانا غربي المعرة، إلى الالتفاف نحو قرية حنتوتين التي تعتبر طريق إمداد الفصائل نحو جبل الزاوية.

ورغم النزيف الكبير في صفوفها، لا تبدو الفصائل في وارد الانسحاب من المعرة، إذ دعا قائد "الجبهة الوطنية للتحرير" عناصره إلى الثبات والبقاء في الثغور، وأضاف في كلمة مكتوبة، مخاطباً إياهم، "كلنا ثقة بأنكم ما زلتم قادرين على ترتيب الصفوف وتجميع القوى وإعادة الكرة للسيطرة على ما خسرناه في الأيام القليلة الماضية".
ريف حلب
ومقابل المعارك التي تدور في جبهات المعرة جنوب شرق إدلب، سجّل مقاتلو المعارضة في جبهات حلب موقفاً دفاعياً صلباً، وتمكنوا من إحباط أكثر من محاولة تقدم لقوات النظام في محاور جبهة الشويحنة وإكثار البذار والصحفيين وخلصة وخان طومان، كذلك استعادوا السيطرة على نقاط  كانت قد تقدمت إليها قوات النظام في منطقة الراشدين الخامسة غرب حلب.

وقال الناشط وحيد قرنفل ل"المدن"، إن الوضع على كل جبهات حلب لا زال تحت السيطرة الكاملة، رغم كثافة النيران التي تتعرض لها مناطق التماس. كما أشار إلى صعوبة إحصاء حجم الخسائر اليومي الذي تتكبده قوات النظام والمليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، في جبهات ريف حلب.

مصدر عسكري من المعارضة، عزا خلال حديثه ل"المدن" فشل النظام في تحقيق تقدم واضح في جبهات ريف حلب، إلى عدم وضع روسيا كامل ثقلها في ريف حلب، كما هو الحال في جبهات إدلب. وقال: "لا وجود برياً للمليشيات الروسية، والتشكيلات التي تتولى عمليات التقدم البري في جبهات حلب هي عبارة عن مليشيات تابعة لإيران، محدودة التدريب".

القيادي السابق في "الجيش السوري الحر"، المقدم سامر الصالح، رأى أن الطبيعة الجغرافية للجبهات في ريف حلب تعتبر عاملاً مساعداً على الصمود للفصائل، إذ يكثر وجود التلال والمناطق الصخرية الوعرة في هذه الجبهات، خلافاً للجبهات السهلية شرق إدلب.

وقال ل"المدن": "لا يمكن القول أن المقاومة التي تبديها الفصائل في جبهات حلب أكبر من نظيرتها في معرة النعمان، غير أن خسارة أي نقطة في جبهات ريف حلب تعتبر كارثة على الفصائل، ولذلك تبدي الأخيرة شراسة منقطعة النظير فيها".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها