اغتيال سليماني:ترامب راغب بالحوار..ومهدد بنزع سلطاته الحربية

قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت إن واشنطن "مستعدة للدخول دون شروط مسبقة في مفاوضات جادة مع إيران لمنع تعريض السلام والأمن الدوليين لمزيد من الخطر أو للحؤول دون حدوث تصعيد من جانب النظام الإيراني".

وأضاف كرافت في رسالة إلى الأمم المتحدة، أن واشنطن مستعدة لاتخاذ إجراء جديد "إذا اقتضت الضرورة" لحماية جنودها ومصالحها، كما بررت قتل قاسم سليماني بأنه دفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

لكن سفير طهران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي قال إن بلاده تعتقد بأن "دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتعاون لا يمكن تصديقها" في ظل فرض واشنطن عقوبات على طهران. وأضاف أن واشنطن بقتلها قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني "بدأت سلسلة جديدة من التصعيد والعداء تجاه إيران".

فيما قال القائد الجديد لفيلق القدس إسماعيل قاآني إنه سيواصل السير على النهج الذي حدده سلفه. وقال: "سنواصل على هذا الطريق المنير بقوة"، مشيراً إلى أن الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران على أهداف أميركية في العراق سيؤدي في نهاية المطاف إلى طرد الولايات المتحدة من المنطقة".

يأتي ذلك فيما فشل مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إقناع المشرعين الديموقراطيين وبعض الجمهوريين بأن خطراً وشيكاً كان المبرر لقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.

وعقد وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي ومديرة المخابرات المركزية الأميركية جينا هاسبل جلسات سرية مع جميع أعضاء الكونغرس وعددهم 535 لبحث قرار ترامب توجيه ضربة بطائرة مسيرة قتلت سليماني في العراق.

وبعد الجلسات، أشاد معظم الجمهوريين بالمسؤولين وترامب لشن الضربة وطريقة عرض المعلومات. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور جيم ريش إنه حضر واحدة من أفضل الجلسات التي حضرها في حياته وإن المسؤولين قدموا معلومات "واضحة وضوحاً لا لبس فيه".

بينما قال الديموقراطيون واثنان من الجمهوريين على الأقل، بشكل حاسم إن المسؤولين لم يقدموا أدلة تدعم تأكيدات ترامب والقادة العسكريين بأن سليماني كان يشكل "خطراً وشيكاً" على الولايات المتحدة. وشككوا في حجج الإدارة بأن قتل قائد أجنبي في بلد ثالث كان عملاً مبرراً قانونياً.

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إليوت إنغل: "الفكرة الأساسية هي أن الإدارة كانت تقول ثقوا بنا وهذه هي الخلاصة. أنا لست متأكداً في من أثق أو ما أثق به عندما يتعلق الأمر بهذه القضايا لأنه تم إبلاغنا بأشياء مختلفة حقاً تثير انزعاجي".

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن المجلس الذي يسيطر عليه الديموقراطيون سيصوت على قرار بشأن سلطات الحرب الخميس. وأضافت أن "أعضاء الكونغرس لديهم بواعث قلق ملحة بشأن قرار الإدارة تنفيذ أعمال عدائية ضد إيران وبشأن افتقارها لاستراتيجية للمضي قدما".

وسيلزم التشريع الخاص بسلطات الحرب ترامب بعدم استخدام الجيش الأميركي في إيران أو ضدها ما لم يعلن الكونغرس الحرب أو يوافق على تشريع يجيز استخدام القوة ضد الجمهورية الإسلامية.

ومن المتوقع أن يمر القرار بسهولة في مجلس النواب لكنه سيواجه وقتا أصعب في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون. وقال السيناتور الجمهوري روي بلانت إن سليماني كان "العقل الإرهابي المدبر رقم 1". وعبّر عن اعتقاده بأن ترامب بعث برسالة قوية ومهمة لخصوم الولايات المتحدة وأصدقائها مفادها "بأن الرئيس سيتخذ القرارات الصعبة".