حجم الخط
مشاركة عبر
نقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مسؤولين كبار في البنتاغون أن الولايات المتحدة ستنقل قريباً ست قاذفات استراتيجية من طراز "بي-52" إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي تحسباً لهجوم إيراني محتمل. وتبعد الجزيرة عن إيران مسافة 4842 كيلومتراً.
واعتبروا أن تحريك وزارة الدفاع الأميركية هذه القاذفات، يأتي تحسباً لهجوم إيراني محتمل، على خلفية مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني. لكنه لا يعني بالضرورة أن هناك أوامر لتوجيه أي ضربة إلى إيران.
وكان البنتاغون أعلن أن كتيبة من فرقة ال82 المجوقلة، (والكتيبة تراوح ما بين 3000 إلى 4000 عنصر) ستتجه في الساعات المقبلة إلى الشرق الاوسط، وستنتشر في الكويت لرفع قدرات القوات الأميركية وجهوزيتها ضد التهديدات الإيرانية.
وأعلن البنتاغون أنه بتوجيهات من ترامب، قام الجيش الأميركي "بعمل دفاعي حاسم" لحماية الأفراد الأميركيين في الخارج بقتل الجنرال الإيراني".
ومنع أفراد الفرقة 82 المجوقلة من اصطحاب هواتفهم الخلوية وأجهزة الكومبيوتر المحمولة والحواسيب اللوحية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، إلى الشرق الأوسط.
واتخذ هذا الإجراء لضمان الحفاظ على أمن العمليات خلال عملية الانتشار الطارئة، التي شهدت إرسال 3500 مظلي من فريق اللواء الأول من فورت براغ، بولاية نورث كارولينا، إلى قاعدة علي السالم الجوية في الكويت، خلال الأسبوع الأول من كانون الثاني/يناير.
وذكرت وسائل إعلام أميركية الاثنين أن السفارة في الرياض أصدرت تنبيهًا أمنيًا حذرت فيه من "خطر متزايد لإمكانية وقوع هجمات بصواريخ وطائرات من دون طيار". وأوضحت السفارة أن السعودية لديها نظام صافرات الإنذار من الدفاع المدني، كما أشارت إلى أنه قد لا يكون هناك تحذير مسبق من هجوم صاروخي أو طائرة من دون طيار.
من جهة أخرى، طالبت السفارة الأميركية في إسرائيل رعاياها بالتعامل بجدية مع صافرات الإنذار عند إطلاقها، واتباع تعليمات السلطات المحلية، والبحث عن مأوى عند حدوث هجوم.
وتأتي هذه التحركات بعد أن ألمح وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إلى أن الجيش الأميركي لن ينتهك قوانين الصراع المسلح باستهداف مواقع ثقافية إيرانية، رغم تهديد الرئيس دونالد ترامب بضربها.
وقال إسبر للصحافيين، إن واشنطن سوف تتبع قوانين النزاع المسلح، في حال استهداف مواقع في الأراضي الإيرانية، حيث يعد استهداف المواقع الثقافية والتاريخية والتي لا يتم استخدامها كمواقع عسكرية "جريمة حرب".
وفي ما يتعلق بالتقارير التي تناولت خيارات الرئيس الأميركي عند الموافقة على استهداف سليماني، قال وزير الدفاع الأميركي: "لم نضع أي خيار على الطاولة لم نؤمن به ولا يمكننا تنفيذه، ومع كل خيار نقدم إيجابيات وسلبيات، التكاليف والفوائد. هذا ما نقوم به طوال الوقت، هذا واجبي، والتزامي".
وفيما طلبت وزارة الأمن الداخلي الأميركي صباح الثلاثاء من الشركات والمؤسسات الأميركية الجاهزية، تحسباً لهجوم سيبراني إيراني، يبدو أن قرار اغتيال سليماني لم يعجب الكثيرين داخل الإدارة الأميركية.
وقال زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن وزيري الدفاع مارك إسبر والخارجية مايك بومبيو ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي ومديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل سيقدمون إحاطة لأعضاء المجلس الأربعاء، بشأن آخر التطورات في ملف إيران.
من جهته، قال السيناتور الجمهوري راند بول لقناة "سي أن أن"، إن ترامب حصل على مشورة سيئة بقتل سليماني، معتبرا أنه بات مؤكداً الآن أن يُستهدف الأميركيون بمزيد من الهجمات انتقاماً لمقتله.
ووصف بول قتل سليماني بالعمل الحربي الذي يحتاج لترخيص من الكونغرس، معرباً عن اعتقاده بألا مخرج من هذا الوضع، كما وصف مقتل سليماني بنهاية الدبلوماسية مع إيران. وقال: "من الغباء الاعتقاد أن إلغاء الاتفاق النووي وفرض حصار وقتل جنرال سيدفع إيران للزحف نحو طاولة المفاوضات، من أجل تلبية ما تطلبه واشنطن".
من جانبه وصف رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آدم شيف قرار قتل سليماني بأنه استفزازي وخطير، وقال في تغريدة، إن "التهديد بقصف مواقع ثقافية وباستعمال القوة المفرطة أفعال رئيس لا يملك نهجاً عملياً للأمن القومي".
وفي السياق، دعت افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الكونغرس إلى منع ترامب من الاندفاع إلى حرب مع إيران، وقالت إن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين هم الوحيدون الذين يتمتعون بسلطة كبح جماح الرئيس.
وأضافت أن على ترامب أن يشك في ادعاءات إدارته بأنها ردعت المخاطر الإيرانية من خلال قتلها سليماني. وتساءلت: "هل كان تهديد ترامب على تويتر بضرب 52 موقعاً إيرانياً ضرورياً؟ ألم يوقف قتل الجنرال سليماني التهديدات التي يزعم الرئيس الآن أن أميركا لا تزال تواجهها؟".
وقالت الصحيفة إن قتل الولايات المتحدة لسليماني لم يوقف أي تصعيد ولم يردع إيران، وإلا لماذا نصحت وزارة الخارجية جميع الرعايا الأميركيين بمغادرة العراق؟.
وأشارت إلى قانون صلاحيات الحرب في الولايات المتحدة، ودعت أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين المؤثرين مثل ليندسي غراهام وماركو روبيو وميتش ماكونيل الذين استمع إليهم ترامب بشأن وعده بإبقاء بلاده خارج المستنقعات الأجنبية، وذلك كي يمنعوه الآن من التعثر أكثر من خلال الحرب مع إيران.
وقالت إن هناك أسباباً تجعل ترامب يستمع إليهم، وذلك مع اقتراب محاكمة عزله في مجلس الشيوخ. وأضافت أن الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران لم تصل بعد إلى نقطة اللاعودة، وأن أصوات العقل يمكن أن تمنع الوصول إليها.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها