الجمعة 2019/09/06

آخر تحديث: 19:02 (بيروت)

"تحرير الشام" تحاول احتواء مظاهرات إدلب!

الجمعة 2019/09/06
"تحرير الشام" تحاول احتواء مظاهرات إدلب!
(المدن)
increase حجم الخط decrease
تحت شعار "لا لسوتشي نعم للشرعية الدولية"، خرج آلاف المتظاهرين في إدلب وريف حلب الشمالي، للجمعة الثانية، رغم الإجراءات المشددة من قبل "هيئة تحرير الشام"، بالتزامن مع تعزيزات أمنية تركية على المنافذ الحدودية، بحسب مراسل "المدن" محمود الشمالي.

وتجمّع أكثر من 8 آلاف متظاهر في ساحة باب الهوى القديمة في مدينة سرمدا، بالقرب من معبر باب الهوى. ورفع المتظاهرون علم الثورة السورية والراية الإسلامية البيضاء. وعمدت إدارة معبر باب الهوى، الذي تسيطر عليه "هيئة تحرير الشام" من الجانب السوري، إلى اغلاقه منذ الصباح، بطبقتين من الحواجز الاسمنتية. كما فرضت "تحرير الشام" تشديداً أمنياً كبيراً في المنطقة، وعززت الحواجز الموجودة بالقرب من المعبر على طريق أطمه وبابسقا وسرمدا، ومنعت المتظاهرين من اجتيازها ولكنها سهلت دخولهم إلى مكان المظاهرات.

كما تجمع أكثر من 5 الاف شخص في ساحة السبع بحرات داخل مدينة إدلب، وقاد المظاهرة قاسم جاموس، المعروف بـ"قاشوش درعا". واحيط مكان التجمع بحراسة أمنية واغلاق للطرقات المؤدية اليها أمام حركة السيارات، وتوافد متظاهرون من المناطق المحيطة بالمدينة الى مكان التجمع.

وشهدت مناطق بنش وكللي وكفر تخاريم وأريحا ومعرة النعمان مظاهرات مشابهة، وذلك بعد دعوة من ناشطي إدلب للتظاهر بشكل مضبوط وسلمي لا يقود الى الفوضى التي شهدها معبر باب الهوى ومعبر أطمه الجمعة الماضية، من اقتحام المتظاهرين لهذه المعابر والتحامهم مع حرس الحدود التركي الذي تعامل معهم بالغاز المسيل للدموع.

وطالب المتظاهرون بتوحيد الفصائل ونبذ كل الخلافات، وأن يكونوا "على قدر المسؤولية تجاه الشعب الذي يدعون حمايته"، كما طالبوا الضامن التركي بحماية المدنيين من القتل والتهجير واحتلال الأرض الذي تمارسه مليشيات النظام الروسية.

في ريف حلب الشمالي، تجمّع المتظاهرون بالقرب من معبر باب السلامة شمالي مدينة إعزاز، وبلدات ارشاف وبزاعة، وكذلك في مدينة عفرين ورفعوا اعلام الثورة السورية، وعبروا عن موقفهم الداعم لأهالي إدلب.

ومن جانبها، عمدت قوات الحدود التركية "الجندرمة" إلى استقدام تعزيزات من القوات الأمنية في ولاية هاتاي، ونقلت مركبات الأمن التركي هذه التعزيزات إلى منطقة قريبة من معبر أطمه ومعبر كفرلوسين ومعبر باب الهوى، في إجراء منها لاستيعاب أي دخول محتمل للمتظاهرين إلى الأراضي التركية كما حدث الجمعة الماضية.

وازدادت رقعة التظاهر هذه الجمعة، بحسب الصحافي السوري عمر حاج أحمد، الذي قال لـ"المدن"، للمظاهرات رسائل خارجية وداخلية؛ فالشعب هو محور أي حراك او اتفاق مستقبلي، ولن يرحم من يخونه أو يتلاعب بمقدراته، والمظاهرات طالما كانت شعبية عفوية ستحقق مبتغاها، وتوصل رسائلها للقاصي والداني، وأقل ما يمكن تحقيقه هو إيصال صوت المقهورين والمظلومين للعالم أجمع، وأن الشعب السوري هو الفيصل بالنهاية.

ومنعاً لأي فوضى تقود إلى ترديد شعارات ضد "تحرير الشام" أو قادتها، عمد عناصر "الهيئة" الى نصب مكبرات الصوت في ساحة باب الهوى القديمة، في ظل انتشار أمني في محيط الساحة، ووزعوا لافتات مكتوب عليها عبارات داعمة للمجاهدين داعية الى الصبر في وجه الحملة العسكرية، هذا ما حاولوا تكراره في أكثر من نقطة تظاهر.

وفي الوقت ذاته، خرج مؤيدون لـ"تحرير الشام" في مدينة سلقين غربي إدلب بإشراف وحماية من عناصر "الهيئة"، وحملوا في ساحة الساعة اعلام "الهيئة" ورددوا شعارات مؤيدة لها. في بلدة عنجارة بريف حلب الغربي خرج أمنيون وموظفون من "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ"الهيئة" بمظاهرة مشابهة بقيادة آل الحابون وبكرو والشب.

وتهدف اجراءات "تحرير الشام" إلى منع توجيه الغضب الشعبي نحوها بعد الخسارة العسكرية في حماة إدلب، ومنع المتظاهرين من إطلاق شعارات ضدها، كما وجّهت خطباء المساجد لحض الناس على القتال والتحذير من مغبة الفتنة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها