الأربعاء 2019/09/25

آخر تحديث: 19:44 (بيروت)

مصر:النظام يتخبط..ويعتقل رموزاً ليبرالية ويسارية

الأربعاء 2019/09/25
مصر:النظام يتخبط..ويعتقل رموزاً ليبرالية ويسارية
getty
increase حجم الخط decrease
في تسارع جديد للأحداث، اتجهت حملة الاعتقالات التي بدأتها السلطات المصرية قبل نحو أسبوع نحو رموز سياسية وحقوقية معروفة، وهو ما اعتبره نشطاء انعكاسا لحالة الفزع التي تنتاب السلطات من التظاهرات المرتقبة يوم الجمعة المقبل.


ورغم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حمَّل الإسلام السياسي مسؤولية الاضطرابات الأخيرة، إلا أن حملة الاعتقالات الأخيرة شملت أكاديميين ونشطاء وأعضاء أحزاب سياسية ينتمون للتيار الليبرالي أو اليساري.

واعتقلت السلطات أستاذي العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة وحازم حسني، والرئيس السابق لحزب الدستور (ليبرالي) خالد داوود، بالإضافة إلى 9 من أعضاء حزب الاستقلال (إسلامي) بينهم الأمين العام للحزب الدكتور محمد قرقر، والأمين العام المفوَّض أحمد الخولي.

وقبل يومين، اعتقلت السلطات المحامية والناشطة اليسارية البارزة ماهينور المصري، بعد حضورها التحقيق مع بعض المعتقلين في نيابة أمن الدولة العليا.

هذا التوجه لاعتقال أسماء بهذا الحجم جاء بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمه للسيسي الذي وصفه بالقائد العظيم، وهو ما اعتبره نشطاء مباركة أمريكية لحملة القمع التي تشهدها مصر منذ التظاهرات التي خرجت الجمعة الماضية للمطالبة برحيل السيسي، فيما اعتبره آخرون محاولة أخيرة لمنع تظاهرات الجمعة المقبلة.

وهذه هي المرة الأولى التي يعتقل فيها الدكتور حسن نافعة، الذي كان من أشد مؤيدي السيسي في بداية ظهوره، قبل ينتقل إلى جانب المعارضة. وقد اعتقل بعد تغريدة طالب فيها برحيل السيسي وإيجاد آلية لنقل السلطة بشكل يتجنب الفوضى.

الدكتور حازم حسني، أيضا، محلل سياسي معروف بمعارضته للسيسي، وكان متحدثا رسميا للحملة الانتخابية للفريق سامي عنان المحبوس حاليا.

أما خالد داوود، فهو الرئيس السابق لحزب الدستور (الليبرالي)، وكان متحدثا باسم جبهة الإنقاذ التي قادت المعارضة ضد الرئيس الراحل محمد مرسي.

ورغم أنها الاحتجاجات الأولى في عهد السيسي الذي حكم البلاد بالحديد والنار منذ وصوله للحكم عام 2014، إلا أنها الأخطر على حكمه برأي نشطاء ومحللين لأنها تعكس تخبطا وصراع أجنحة متعاظم داخل النظام نفسه.

تخبط أم صراع أجنحة

الناشط السياسي محمد عباس، قال لـ"المدن"، إن سلوك النظام يؤكد معرفته الكاملة بحالة الغليان المسيطرة على الشارع ومن ثم فهو يسعى للقضاء على كل الأسماء التي يمكنها قيادة المشهد حال خروجه عن السيطرة.

لكن هناك من يعتقد أن هذه الاعتقالات تأتي في صميم لعبة الأجنحة، ومن بينهم عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 أبريل محمد مصطفى، الذي قال لـ"المدن"، إن هذه الممارسات ليست إلا استفزازا الغرض منه تحريض الناس للنزول الجمعة المقبلة.

وأكد مصطفى أن حالة تخبط شديد تسيطر على السلوك الأمني؛ حتى إنه لم يعد هناك تهديد بالاعتقال كما كان يحدث مع الأسماء المعروفة، لافتا إلى أن عمليات الاعتقال تتم بلا تفاهم وبشكل عنيف ولا تخضع لأي نقاش.

هذه التطورات الدراماتيكية في الشارع المصري الذي يعيش موتا سريريا منذ ست سنوات، جاءت على خلفية دعوة المقاول المصري المقيم في إسبانيا محمد علي الناس للثورة على السيسي بعدما كشف عمليات فساد وإهدار للمال العام يقوم بها السيسي وزوجته وبعض القادة العسكريين القريبين منه.

وكان علي، الذي يقترب من التحول الى بطل شعبي، نشر أمس الثلاثاء مقطع فيديو حمَّل فيه الحكومة الإسبانية مسؤولية سلامته، مؤكدا أن النظام المصري تمكن من تحديد مكانه وأرسل من يقتله.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها