الجمعة 2019/09/20

آخر تحديث: 12:52 (بيروت)

الانتخابات الإسرائيلية:ساعة نتنياهو تدق..وليبرمان يعقّد المفاوضات

الجمعة 2019/09/20
الانتخابات الإسرائيلية:ساعة نتنياهو تدق..وليبرمان يعقّد المفاوضات
نتنياهو عالق بين غانتس وليبرمان من جهة وتهم الفساد من جهة ثانية (Getty)
increase حجم الخط decrease
قال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، الذي بات ينظر إليه على أنه "صانع الملوك" في إسرائيل، إنه لم يتحدث مع أي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس في ما خص تشكيل الحكومة.

وكتب ليبرمان على "فايسبوك": "لكل المهتمين، أنا لم أتحدث مع نتنياهو أو غانتس، ولا أنوي التحدث إلى أي منهما حتى بعد اجتماع الأحزاب يوم الأحد".

وكان ليبرمان يشير بذلك الى بدء الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين الأحد، المشاورات مع قادة الأحزاب الفائزة في الانتخابات لتحديد هوية المكلف بتشكيل الحكومة القادمة.

ونفى ليبرمان التوصل الى اتفاق مع "أزرق أبيض" على تشكيل حكومة وقال: "هذا الأمر غير موجود".

وعزا ليبرمان حصول القائمة العربية المشتركة على 13 مقعداً في الكنيست الى نتنياهو وقال: "أقترح أن يرسل أيمن عودة (رئيس القائمة المشتركة) باقة من الورود الى نتنياهو".

وأضاف أن "المقاعد الثلاثة عشر أتت بفضل النسخة الجديدة من حملة توافد العرب على صناديق الاقتراع.. إن صرخة نتنياهو بشأن الكاميرات والتزوير في مراكز الاقتراع في المجتمعات العربية فعلت ما فعلته، فقد احتشد الجمهور العربي حول القائمة المشتركة وصوت لها بشكل مرتفع".

وجدد ليبرمان موقفه من الأحزاب الدينية اليهودية وقال: "الأحزاب الدينية ليست عدواً ولكنها خصم سياسي، لقد وصلنا الى مفترق طرق يتطلب اتخاذ قرار بين النهجين، ليس حلاً وسطاً وإنما قرار".

يأتي ذلك في وقت يخيم الغموض على مصير الكنيست المنتخب ومصير نتنياهو ومدى قدرته على الاستمرار في العمل السياسي ومواجهة تهم الفساد، بعد فشله في تحقيق الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة، ما تركه تحت رحمة ليبرمان.

وبحسب النتائج شبه النهائية، بعد فرز 99.8 في المئة من مجموع الأصوات، فإن الحزب الأكبر هو "أزرق أبيض"، حيث وصل إلى 33 مقعداً، يليه "الليكود" 31 مقعداً.

وأصبحت القائمة المشتركة القوة الثالثة في الكنيست حيث حصلت على 13 مقعداً، يليها "شاس" 9 مقاعد، و8 مقاعد لكل من "إسرائيل بيتنا" و"يهدوت هتوراه"، و7 مقاعد ل"إلى اليمين"، و6 مقاعد ل"العمل – غيشر" و5 مقاعد ل"المعسكر الديموقراطي".

وبهذه النتائج لم يصل نتنياهو مع تحالف اليمين والمتطرفين إلى رقم ال61 عضواً في الكنيست المطلوب لتشكيل حكومة. ودعا نتنياهو، غانتس إلى الانضمام إليه في حكومة وحدة وطنية، لكن غانتس ردّ بأنه سيشكل حكومة ليبرالية موسعة برئاسته.

وأجمعت الصحف الإسرائيلية الجممعة، على ان نتنياهو لا ينوي التخلي عن القتال على كرسي رئيس الوزراء. 

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الجمعة، إن "النظام السياسي غير واضح، لكن بعد ثلاثة أيام من الانتخابات، هناك شيء واحد واضح: على الرغم من فشله، فإن نتنياهو لا ينوي التخلي عن القتال على كرسي رئيس الوزراء".

وبعد إشارتها الى أنه "يرفض الاعتراف بخسارته" قالت صحيفة "هآرتس" الجمعة: "بنيامين نتنياهو لن يغادر بهدوء، سوف يقاتل من أجل منصبه كرئيس حتى يتم إزاحته قسراً عن المسرح".

كما أشارت صحيفة "إسرائيل اليوم" الجمعة، إلى أن إسرائيل تقف أمام أحد خيارين فإما حكومة وحدة او انتخابات ثالثة. وقالت: "لا أحد يريد انتخابات ثالثة، لكن بشكل لا يصدق، قد يكون خياراً أفضل لشخصيات سياسية معينة أكثر من بعض سيناريوهات حكومة إئتلافية".

وإلى جانب ذلك، تلاحق نتنياهو تهمة الفساد، إذ يخشى عدم إمكانية تكليفه قانونياً في حال الذهاب إلى انتخابات ثالثة بعد تقديم لائحة اتهام فساد ضده متوقعة في تشرين الثاني/ نوفمبر، فيما لن تجري الانتخابات في حال إعادتها قبل آذار/مارس.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن الحديث عن مسألة قضائية معقدة، حيث أنه في حال قرر رئيس الدولة تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة، فإن ذلك سيكون، بحسب القانون، بحكم منصبه كعضو كنيست وليس كرئيس للحكومة.

وبالنظر لأنه لا يمكن تعيين شخص تقرر تقديم لائحة اتهام ضده تتصل بالنزاهة في منصب عام، فإن هناك أساساً قانونياً لاعتبارات رئيس الدولة أن تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة بوصفه عضو كنيست، ستكون مقيدة في حال تقرر تقديم لائحة اتهام ضده في مخالفات رشوة بعد جلسة الاستماع.

يذكر أن جلسة الاستماع لدى المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت قد تقررت في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر، بينما تشير التقديرات إلى أن القرار بشأن تقديم لائحة اتهام ضده سيكون في تشرين الثاني.

وفي السياق، قال محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس" يوسي فيرطر إن "ساعة نتنياهو تدق مع اقتراب جلسة الاستجواب، والتي بعدها ستكون بانتظاره، بالتأكيد، لوائح اتهام".

وأضاف أن نتنياهو "يستل الآن الأرنب الأخير والوحيد الذي تبقى في جعبته، وهي لعبة الاتهامات القديمة والجيدة، من أجل الوصول، ربما، إلى جولة انتخابات ثالثة مدعومة بتأييد شعبي ما. وهذا وهم مطلق. فهو رئيس حكومة مشتبه بمخالفات جنائية ويرفض إخلاء كرسيه والتفرغ لشؤونه، كما أنه ليس مرشحا شرعيا".

ووصف فيرطر أقوال نتنياهو بعد رفض غانتس لدعوته بأنه فوجئ وخاب أمله، بأنها "رجفة الموت". "وهو يحاول خلق مشهد كاذب بأنه يسيطر على الوضع، لكن خدعته مكشوفة". وأضاف أنه لا يوجد مخرج لهذا المأزق غير المسبوق، "ربما فقط صفقة ادعاء لنتنياهو، تسمح له باعتزال محترم، قياساً بوضعه، من دون عقوبة السجن، يمكن أن تشق طريق النجاة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها