الأحد 2019/09/15

آخر تحديث: 19:05 (بيروت)

محمد علي يؤرق السيسي: سأشعل ثورة

الأحد 2019/09/15
محمد علي يؤرق السيسي: سأشعل ثورة
السيسي عقد مؤتمران للشباب خلال أقل من شهرين (انترنت)
increase حجم الخط decrease
يبدو أن فشل آلة الإعلام الرسمي المصرية في رد الهجوم الذي يشنه رجل الأعمال المصري الهارب محمد علي، على الرئيس عبد الفتاح السيسي وزوجته وبعض قادة الجيش، دفع بالسيسي للرد بنفسه على الرجل الذي أثار عاصفة من التساؤلات حول ما تعيشه مصر من فساد في عهد رئيس لا يمل من الحديث عن زهده ونزاهته.

الحجر الضخم الذي ألقاه علي في مياه الحياة السياسية المصرية الراكدة، بإضاءته على فساد السيسي وزوجته وقادة في الجيش، أثار عاصفة كبيرة رسمية وشعبية، واستدعى آلة الإعلام الرسمي المصرية للدخول في معركة تكسير عظام لكنها فشلت فيها، ما حدا بالسيسي لخوض المواجهة بنفسه.

وبعد صمت رسمي مطبق، أعلنت رئاسة الجمهورية الأسبوع الماضي إقامة مؤتمر الشباب الثامن، فجأة، ولمدة يوم واحد فقط، على الرغم من مرور أقل من شهر ونصف الشهر على انعقاد المؤتمر السابع في آب/ أغسطس الماضي.

ما كان شكاً جعله السيسي يقينا؛ عندما تحدث السبت خلال المؤتمر، في الموضوع مباشرة واصفاً ما يقال عنه بالأكاذيب والافتراءات، وإن لم ينطق اسم محمد علي صراحة.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور حسن نافعة، علق على كلام السيسي بقوله: "تأكد أمس أن المؤتمر عقد للرد على محمد علي، وأن الأجهزة اعترضت كي لا يتحول إلى مواجهة بين رئيس ومقاول، وأن السيسي يصر على بناء قصور في مصر الفقيرة لأن القديمة تحمل اسم محمد علي (الوالي)". وأضاف: "وهو زعلان من الشعب لأنه ينشر فديوهات المقاول. المحصلة: ازدياد فجوة الثقة بين السيسي والشعب".

وكعادته، لجأ السيسي إلى إطلاق شعارات عامة لتفنيد ما وجهه المقاول الهارب له ولزوجته ولرجاله من اتهامات، كما أنه جدد التأكيد على أن هذه المقاطع تهدف إلى هدم الجيش وتحطيم ما تم من إنجازات خلال السنوات الماضية.

كما لم ينسَ السيسي التأكيد على قوة الجيش بقوله: "جيش مصر هو أقوى جيش في المنطقة وهو مؤسسة منغلقة ولا تقبل بنشر الأكاذيب حول قادتها لأن هذا الأمر من شأنها زعزعة ثقة صغار الضباط في قادتهم".

السيسي اعتبر ان اتهامات علي "كذب وافتراء يهدف لزعزعة الثقة في الجيش وفي شخص الرئيس". لكنه اعترف بصحة ما قيل بشأن بناء قصور وفيلات واستراحات، قائلاً: "أنا أبني هذه القصور فعلا وسأبني قصورا جديدة.. أنا أبنيها لمصر وليس لنفسي".

وتعمد السيسي التأكيد على ان أجهزة الدولة طلبت منه عدم الحديث في هذا الامر في محاولة على ما يبدو للقول إن كافة الأجهزة تقف في ظهره ولا تكترث بما يقال.

أحد أعضاء المكتب السياسي لحركة "6 أبريل" قال لـ"المدن"، إن رد السيسي على اتهامات محمد علي "كان صادماً، لأنه بدا متوتراً".

وأضاف المتحدث، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، "لم أكن أتوقع أن يرد السيسي مباشرة على محمد علي، لكنه خرج بشكل فج ليؤكد كل الاتهامات الموجهة إليه، وليعترف ببناء قصور خاصة، دون ذكر لتكلفة هذه القصور أو الجهة التي تحملت بناءها". 

وتساءل: "إذا كانت القصور والاستراحات لمصر، فهل مقبرة والدة الرئيس كانت لمصر أيضا؟ وهل وضع مصر الاقتصادي والسياحي كان بحاجة لبناء فندق بملياري جنيه؟".

وتابع "هناك خبراء عقاريون يقولون إن تكلفة الدور الواحد في القصر الرئاسي الذي يبنيه السيسي بالعاصمة الجديدة تصل إلى مليار و200 مليون جنيه، وهو رقم يكفي لبناء مستشفى مركزي عملاق أو 125 مدرسة".

وتواجه مصر عجزاً شديداً في عدد المستشفيات والمدارس والبنية التحتية، كما أنها تواجه أكبر دين خارجي في تاريخها، فقد كشفت بيانات للبنك الدولي عن ارتفاع الدين الخارجي لمصر بقيمة 9.6 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري ليبلغ 106.2 مليار دولار بنهاية آذار/مارس مقابل 96.6 مليارا بنهاية كانون الأول/ديسمبر 2018.

وسريعا رد المقاول الهارب على كلام السيسي، قائلاً إن الأخير بدلاً من أن يتحدث عن الاتهامات التي وجهها له بشأن إهدار المال العام على حياته الخاصة فإنه راح يتحدث عن الإرهاب، لتخويف المصريين من الحديث عما يحدث لهم ولبلادهم.

وسأل علي السيسي: "لماذا لم ترد على أسلتي بشكل محدد؟ لماذا لم تتحدث عن المشروعات التي ذكرتها لك ولم تذكر أهدافها أو تكلفتها؟ لماذا لم تقل لهم لقد أنشأنا قصر المعمورة بتكلفة كذا وكان الهدف من إنشائه كذا؟ لماذا لم تشرح لهم لماذا بدأت العمل في مشروع الشويفات وما هي تكلفته؟".

وفي مقطع مصور نشره عقب انتهاء السيسي من حديثه، تساءل علي: "لماذا لم يتجه داعش للإمارات التي تمارس فيها الدعارة علناً، ولماذا لم يذهب للبحرين رغم ما فيها من فساد؟ ولماذا يضرب الإرهاب مصر ما دامت تمتلك أقوى جيوش المنطقة كما تقول؟".

واعتبر علي أن إصرار السيسي على تصدير فكرة الإرهاب للمصريين ليس إلا محاولة لتخويفهم ولترسيخ حكمه. وهدد علي، السيسي قائلاً: "لقد انتهينا من الكلام وسنبدأ في الفعل.. لن أتركك.. سأصنع ثورة ضدك". وطالب المصريين بالوقوف معه لمواجهة السيسي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها