الأحد 2019/08/25

آخر تحديث: 13:01 (بيروت)

ريف حماة: السقيلبية ومحردة المسيحيتان..واحتفالات "النصر"!

الأحد 2019/08/25
ريف حماة: السقيلبية ومحردة المسيحيتان..واحتفالات "النصر"!
Getty ©
increase حجم الخط decrease
بعد إعلان النظام سيطرته على ريف حماة الشمالي وخان شيخون، أقيمت الاحتفالات في مدينتي محردة والسقيلبية المسيحيتين في ريف حماة، بحسب مراسل "المدن" خليل إبراهيم.

نادر، أحد سكان السقيلبية، قال لـ"المدن": "نعم احتفل البعض، بعضهم عبّر عن فرحه بتوزيع الحلويات في الشوارع، وآخرين اكتفوا بالفرح في بيوتهم أو وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك من قام بإطلاق النار ابتهاجاً، فأصيبت طفلة بجروح". إلا أن الكثيرين من المحتفلين، هم من مقاتلي قوات النظام أو مليشياتها الرديفة، وأهاليهم.

يوافق غسان، في جوابه على رأي نادر، لكنه يضيف: "الأخبار المتداولة قد توحي بأن هناك كرنفال فرح يعم المدينة كلها، لكن الكثيرين من الناس لم يشاركوا فمنهم من يجد أن كل ما يحدث هو عبث بعبث، وأن البلاد قد ذهبت إلى غير رجعة، وهناك أيضا العائلات التي قتل أبناؤها في المعارك أو نتيجة القصف الذي طال المدينة من قبل الفصائل المسلحة". وقد ذهب نتيجة القصف مدنيون بينهم أطفال ونساء وشبان. "هذه العائلات بالتأكيد لا زالت حزينة على فقدان أبنائها"، بحسب غسان.

تقول سلمى لـ"المدن": "هناك من يعتقد أن الاحتفالات هي ثأر لمن قُتِلَ من أهالي المدينة، وهناك من يحتفل لأن الحرب ابتعدت عنهم، خاصة أن مسلحي المعارضة، كلهم إسلاميون". وعندما وصلت المعارضة منذ فترة قريبة إلى طريق محردة-السقيلبية وقطعته، وأصبحت تقريباً على المسافة ذاتها من المدينتين "كنت تستطيع أن تلاحظ القلق في عيون الكثيرين من سكان المدينة، لذلك من الطبيعي أن تجد هؤلاء أنفسهم فرحين بعد أن زال الخطر عنهم".

يروي نادر قصة حدثت معه، بالقول: "عندما كنت في الخدمة الإلزامية في الجيش، ترافقت وشاب سُنّي من إحدى القرى القريبة التي كانت تحت سيطرة المسلحين". ويتابع نادر: "هو شاب محترم ومثقف، التقينا مرات بعد التسريح، كان يزورني عندما كان يأتي إلى المدينة، ودعاني إلى حفل زواجه وذهبت. وقد بدأ تواصلنا يقل بعد الأحداث الأخيرة، لكنه لم ينقطع". يتابع نادر: "بعد أخبار الاحتفالات في السقيلبية، بعث برسالة يسألني فيها إن كنت أحتفل وأوزع الحلوى؟". سؤال آلم نادر؛ "فمن ناحية شعرت بألمه وهو المهجر الذي تدمرت حياته وفقد أعزاء عليه، ومن ناحية أخرى فإن سؤاله يُظهِرُ كم باتت الهوة بيننا كبيرة بسبب الحرب".

تالا من سكان مدينة محردة، ترى أن "من حق الناس أن يحتفلوا! هناك العشرات من أهالي محردة والسقيلبية الذين قضوا في هذه الحرب، الكثيرون منهم لم يكونوا من المقاتلين. ألا يحق للناس أن تحتفل لأن الموت ابتعد عنهم وعن أطفالهم؟"، وتتابع: "لو أن مسلحي المعارضة دخلوا إلى مدينتنا، ألن يحتفلوا؟ كيف كانوا سيدخلون إلى مدينتنا؟ أليس عبر المعارك التي سيقتل فيها الكثير من الناس؟ وسيحتفلون بعد ذلك لأن الله فتح عليهم". وتابعت: "نحن أناس مسالمون ومن رفع السلاح منا فعل ذلك ليدافع عن مدينته!".

يشير أحد شباب المدينة إلى أن "لا أحد ينكر أن هناك من احتفل من سكان المدينة، ولكن ما يُنشرُ في وسائل التواصل الاجتماعي لا يعكس الواقع تماماً". ويتابع: "كان أبي ضد هذه الاحتفالات والمبالغة فيها، البعض يقول إن هذا الاحتفال هو تعبير عن الفرح وإن دم الذين قتلوا لم يذهب هدراً، لكنه في الطرف الآخر توجد كوارث؛ أطفال ونساء قتلوا وشردوا"، ويختم بالقول: "ما يحدث عموما يجب أن يجعلنا نبكي للحال الذي وصلنا إليه لا أن نفرح!".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها