الجمعة 2019/08/23

آخر تحديث: 14:23 (بيروت)

النظام يدخل حماة الشمالي بلا قتال..ومليشياته تُعفّش خان شيخون

الجمعة 2019/08/23
النظام يدخل حماة الشمالي بلا قتال..ومليشياته تُعفّش خان شيخون
Getty ©
increase حجم الخط decrease
بدأت مليشيات النظام الروسية، الجمعة، دخول بلدات وقرى ريف حماة الشمالي، بعدما انسحبت منها المعارضة بشكل غريب منذ أكثر من 3 أيام. ويتزامن ذلك مع غارات جوية وقصف مدفعي يستهدف جنوبي إدلب ومرتفعات كبانة في اللاذقية.

ووسط غموض كبير يحيط بطريقة اخلاء المعارضة للريف الشمالي المحاصر، وبقاء نقطة المراقبة العسكرية التركية التاسعة في بلدة مورك، دخلت مليشيات النظام، صباح الجمعة، بلدة لطمين وتل فاس بريف حماة الشمالي انطلاقاً من بلدة الصياد، بعدما دخلت مدينة كفرزيتا قادمة من منطقة وادي العنز غربها. وتتقدم المليشيات حالياً إلى اللطامنة ومعركبة واللحايا والبويضة. وتحركت أرتال عسكرية للمليشيات من مدينة خان شيخون باتجاه ريف حماة الشمالي.

ودخلت المليشيات أيضاً مدينة مورك قادمة من بلدة لطمين غرباً، ووصلت إلى أطراف النقطة التركية التاسعة.

مصدر عسكري معارض، قال لـ"المدن"، إن فصائل المعارضة أخلت جيب ريف حماة الشمالي منذ 3 أيام. وكان بامكان مليشيات النظام دخول مدن وبلدات الريف في أي وقت، ولكنها أخرت ذلك لأسباب غير واضحة.

وكانت الطائرات الحربية قد استهدفت مرتفعات كبانة بشكل مكثف تمهيداً لعملية اقتحام جديدة، كما استهدفت بلدة جرجناز بريف معرة النعمان الشرقي، بالتزامن مع قصف الطيران الحربي الروسي لبلدة كفرسجنة جنوبي إدلب التي استهدفتها أيضاً مدفعية النظام بالإضافة الى بلدتي ركايا والعامرية.

وقتل 3 مدنيين في استهداف لمروحيات البراميل، بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة، لمدينة معرة النعمان. كما استهدفت الغارات بالبراميل بلدة الدير الشرقي التي تعرضت لقصف بالقذائف الصاروخية من مواقع مليشيات النظام الجديدة في مدينة خان شيخون.



تعفيش خان شيخون

تواصل مليشيات النظام الروسية تعفيش ممتلكات المدنيين في مدينة خان شيخون جنوبي إدلب. وما تحويه المدينة يعتبر صيداً ثميناً، فهي من أكبر مدن جنوبي إدلب وشمالي حماة، وكانت مركزاً صناعياً وتجارياً في المنطقة. والأهم من ذلك، أن الأهالي لم يتمكنوا أثناء إخلائهم السريع للمدينة من أخذ أمتعتهم ومقتنياتهم معهم، خوفاً من القصف الروسي الداهم.

أرتال مليشيات النظام التي دخلت المدينة الخالية من المعارضة، لم تتألف من الدبابات والرشاشات الثقيلة والمدافع، بل سيارات شحن مدنية سرعان ما تمّ تحميلها بمحتويات المنازل. المليشيات توغلت في الأحياء لا لتمشيطها، بل لاقتحام البيوت بيتاً بيتاً، وسرقتها. "مليشيا النمر"، خاصة "فوج الطراميح" اختص بتعفيش الأحياء الشمالية والغربية، وبقية المليشيات توزعت على بقية الأحياء.

الإعلامي هاني قطيني، من أبناء خان شيخون، قال لـ"المدن"، إن التعفيش بدأ من الأحياء الغربية والشمالية الغربية من المدينة، ومن ثم توسع إلى بقية الأحياء. وبينما كان قادة مليشيات النظام يلتقطون الصور التذكارية داخل المدينة، كان عناصرهم منشغلين بتعفيش ممتلكات آل قطيني ونجم وسرماني وكيال وتلاوي ومذبوح وديوب، ومحلات الرحمون لقطع السيارات والآلات الزراعية، وغيرها من المحلات الكبيرة.

وأضاف القطيني إن سيارات التعفيش تخرج من المدينة بعد مرورها على حواجز المليشيات على مداخلها، للتأكد من حصص المليشيات، ثم تتوجه إلى بلدة الهبيط غرباً ومنها إلى مدن وبلدات السقيلبية ومحرده وصوران والطيبة وقمحانة معقل "فوج الطراميح".

الناشط أبو محمد الإدلبي من ريف إدلب الجنوبي، قال لـ"المدن"، إن كل مليشيا تقوم بالتعفيش في منطقة محددة، بعدما قُسّمت المدينة في ما بينها. والتعفيش بدأ قبل إعلان المليشيات السيطرة على المدينة. إذ رُصِدَ خروج سيارات شحن كبيرة وسيارات نقل زراعية "كيا 2700" وفاو، وهونداي، محمّلة بالشبابيك والأبواب والآثاث باتجاه بلدة الهبيط.

وتشير التقديرات إلى أن 60 في المائة من سكان خان شيخون الـ100 ألف لم يحظوا بفرصة لاخراج محتويات منازلهم ومحالهم ومزارعهم، أثناء إخلائهم السريع لها. والمليشيات تعمل منذ يومين على نهب محال قطع التبديل والصيانة والغذائيات، ولم تفرغ بعد منها.

وتقوم المليشيات بتجريد المنازل والمزارع والمحال الصناعية والتجارية حتى من توصيلات الكهرباء. فما تحويه المدينة يفوق محتويات جميع البلدات التي سيطرت عليها المليشيات في ريف حماة الشمالي. بل أن المليشيات سيطرت مباشرة على بساتين الفستق الحلبي الذي حان قطافه.

الناشط الاعلامي محمد العلي، قال لـ"المدن"، إن التعفيش هو سياسة تحفيز لمقاتلي المليشيات، خاصة من غير التابعين لقوات النظام. وتعفيش خان شيخون يعتبر المكافأة الكبرى لتلك المليشيات بعد أكثر من 110 أيام من القتال المتواصل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها