تعفيش خان شيخون
تواصل مليشيات النظام الروسية تعفيش ممتلكات المدنيين في مدينة خان شيخون جنوبي إدلب. وما تحويه المدينة يعتبر صيداً ثميناً، فهي من أكبر مدن جنوبي إدلب وشمالي حماة، وكانت مركزاً صناعياً وتجارياً في المنطقة. والأهم من ذلك، أن الأهالي لم يتمكنوا أثناء إخلائهم السريع للمدينة من أخذ أمتعتهم ومقتنياتهم معهم، خوفاً من القصف الروسي الداهم.
أرتال مليشيات النظام التي دخلت المدينة الخالية من المعارضة، لم تتألف من الدبابات والرشاشات الثقيلة والمدافع، بل سيارات شحن مدنية سرعان ما تمّ تحميلها بمحتويات المنازل. المليشيات توغلت في الأحياء لا لتمشيطها، بل لاقتحام البيوت بيتاً بيتاً، وسرقتها. "مليشيا النمر"، خاصة "فوج الطراميح" اختص بتعفيش الأحياء الشمالية والغربية، وبقية المليشيات توزعت على بقية الأحياء.
الإعلامي هاني قطيني، من أبناء خان شيخون، قال لـ"المدن"، إن التعفيش بدأ من الأحياء الغربية والشمالية الغربية من المدينة، ومن ثم توسع إلى بقية الأحياء. وبينما كان قادة مليشيات النظام يلتقطون الصور التذكارية داخل المدينة، كان عناصرهم منشغلين بتعفيش ممتلكات آل قطيني ونجم وسرماني وكيال وتلاوي ومذبوح وديوب، ومحلات الرحمون لقطع السيارات والآلات الزراعية، وغيرها من المحلات الكبيرة.
وأضاف القطيني إن سيارات التعفيش تخرج من المدينة بعد مرورها على حواجز المليشيات على مداخلها، للتأكد من حصص المليشيات، ثم تتوجه إلى بلدة الهبيط غرباً ومنها إلى مدن وبلدات السقيلبية ومحرده وصوران والطيبة وقمحانة معقل "فوج الطراميح".
الناشط أبو محمد الإدلبي من ريف إدلب الجنوبي، قال لـ"المدن"، إن كل مليشيا تقوم بالتعفيش في منطقة محددة، بعدما قُسّمت المدينة في ما بينها. والتعفيش بدأ قبل إعلان المليشيات السيطرة على المدينة. إذ رُصِدَ خروج سيارات شحن كبيرة وسيارات نقل زراعية "كيا 2700" وفاو، وهونداي، محمّلة بالشبابيك والأبواب والآثاث باتجاه بلدة الهبيط.
وتشير التقديرات إلى أن 60 في المائة من سكان خان شيخون الـ100 ألف لم يحظوا بفرصة لاخراج محتويات منازلهم ومحالهم ومزارعهم، أثناء إخلائهم السريع لها. والمليشيات تعمل منذ يومين على نهب محال قطع التبديل والصيانة والغذائيات، ولم تفرغ بعد منها.
وتقوم المليشيات بتجريد المنازل والمزارع والمحال الصناعية والتجارية حتى من توصيلات الكهرباء. فما تحويه المدينة يفوق محتويات جميع البلدات التي سيطرت عليها المليشيات في ريف حماة الشمالي. بل أن المليشيات سيطرت مباشرة على بساتين الفستق الحلبي الذي حان قطافه.
الناشط الاعلامي محمد العلي، قال لـ"المدن"، إن التعفيش هو سياسة تحفيز لمقاتلي المليشيات، خاصة من غير التابعين لقوات النظام. وتعفيش خان شيخون يعتبر المكافأة الكبرى لتلك المليشيات بعد أكثر من 110 أيام من القتال المتواصل.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها