الإثنين 2019/08/19

آخر تحديث: 14:24 (بيروت)

نقاط مراقبة تركية في خان شيخون؟

الإثنين 2019/08/19
نقاط مراقبة تركية في خان شيخون؟
Getty ©
increase حجم الخط decrease
قصفت الطائرات الحربية، الاثنين، رتلاً عسكرياً لـ"فيلق الشام" مكلفاً بحماية الرتل العسكري التركي الذي كان متوجهاً إلى محيط خان شيخون جنوبي إدلب. وتسبب القصف بمقتل عدد من مقاتلي "الفيلق" وتدمير آليات له، ما تسبب بتوقف الرتل التركي في محيط معرة النعمان على الطريق الدولي حلب-دمشق.

وبعد استهداف طائرات النظام الحربية للرتل، حلّق طيران الاستطلاع التركي في أجواء ريف إدلب الجنوبي، وحلقت مقاتلات F-16 تركية فوق المنطقة الحدودية شمالي إدلب. ودخل بعد ذلك رتل عسكري تركي ثانٍ من معبر كفر لوسين، وتبع خط سير الرتل الأول. وأعقب ذلك تحرك لآليات عسكرية تركية من نقاط المراقبة في الصرمان والعيس باتجاه جنوبي إدلب.

المعارضة رصدت مكالمة لا سلكية بين قائد طائرة حربية تابعة للنظام ومقر عمليات النظام جنوبي إدلب، يتلقى فيها الطيار تعليمات لاستهداف الرتل التركي بعد قطعة بلدة حيش على الطريق الدولي.

"شبكة المحرر" التابعة لـ"الجبهة الوطنية"، قالت إن الجيش التركي ينوي إقامة نقطتي مراقبة جديدتين جنوبي إدلب، وأكدت أن الجيشَ التركي بدأ بالتجهيزِ الفعلي والفوري للنقطتين بالقرب من مدينة خان شيخون.

ومن المفترض أن تتمركز النقطة الأولى في تلة النمر والثانية في منطقة طبيش على أطرافِ المدينة، أي بين النقطة التاسعة في مدينة مورك والنقطة العاشرة في شير مغار.

الطيران الحربي التركي تابع تحليقه، ظهر الإثنين، ووصل إلى الأجواء جنوبي خان شيخون ومعرة النعمان، وسط معارك عنيفة تخوضها المعارضة مع المليشيات في أطراف خان شيخون. وتمكنت المعارضة من تدمير 3 آليات للمليشيات بصواريخ مضادة للدروع. كما أن الرتل التركي ما زال متوقفاً قبل حيش، على الطريق الدولي.

الخان تحت النار

فشلت المعارضة المسلحة في استعادة حاجز الفقير في الأطراف الشمالية الغربية لمدينة خان شيخون التي تعرضت خلال الساعات القليلة الماضية لأكثر من 100 غارة جوية من طيران النظام. وقصفت الطائرات الحربية الروسية بأكثر من 50 غارة جوية أحياء خان شيخون، واستخدمت في غاراتها صواريخ ارتجاجية مدمرة وقنابل خارقة للتحصينات وامتد قصف الطائرات إلى البلدات الواقعة على جانبي الطريق الدولي حلب–دمشق شمالي خان شيخون وصولاً إلى مدينة معرة النعمان التي تعرضت لحملة قصف عنيفة.

مدير المكتب الإعلامي في "الجبهة الوطنية للتحرير" محمد رشيد، أكد لـ"المدن"، أن أكثر من 10 طائرات حربية تتناوب على قصف أحياء مدينة خان شيخون، مستخدمة قنابل وصواريخ تحدث انفجارات هائلة. وتغير الطائرة لمرة واحدة ملقية كامل حمولتها في موقع واحد، ما يتسبب بدمار كلي لمواقع الاستهداف. وتعرضت خان شيخون لقصف بري عنيف، بأكثر من 2000 قذيفة وصاروخ أرض-ارض ومدفعية ثقيلة.

أصوات الانفجارات في خان شيخون سمعت في كامل مناطق ادلب، وسمعها أهالي ريف حلب الشمالي. وأكدت مصادر عسكرية معارضة لـ"المدن"، أن المليشيات استخدمت في قصف خان شيخون صواريخ أرض-أرض متوسطة وقصيرة المدى من نوع توشكا ولونا المعدلة، التي لها قواعد اطلاق متحركة وثابتة، وتتواجد بعض قواعدها في مطار حماة ومهبط المروحيات في جب رملة غربي حماة.

حاجز الفقير

وتتواصل محاولات المليشيات دخول خان شيخون من محور حاجز الفقير في الأطراف الشمالية الغربية، وهو موقع يتوسط منطقة المزارع وتحيط به مجموعة من الأبنية والمداجن. وتمكنت المليشيات من التقدم نحو الحاجز والسيطرة عليه ليل الأحد/الاثنين، انطلاقاً من مواقعها في كفرعين وأطرافها الشرقية. والمنطقة التي تقدمت فيها المليشيات هي أراضٍ زراعية مكشوفة لم تستطع المعارضة الثبات فيها بسبب القصف الجوي والبري الذي استهدف مواقعها وتحصيناتها بشكل مركز طيلة 48 ساعة قبل الهجوم البري. ولم تفلح المعارضة في هجماتها المعاكسة بعد منتصف الليل، باستعادة الحاجز. وجرت معارك عنيفة ين الطرفين قتل فيها أكثر من 20 عنصراً من المليشيات و10 مقاتلين على الأقل من الفصائل المعارضة والإسلامية.

مهاجمة المليشيات لخان شيخون من محور حاجز الفقير بدت مقصودة وتحمل دلالة رمزية. فالحاجز كان موقعاً عسكرياً دفاعياً للمليشيات قبل سيطرة المعارضة على المدينة في العام 2014. وكانت "الجبهة الإسلامية" قد بدأت هجومها للسيطرة على الخان شيخون في شباط/فبراير 2014 من حاجز الفقير ومن ثم حاجز السلام وتمكن مقاتلو المعارضة حينها من طرد مليشيات النظام من المدينة.

القائد العسكري في "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور، أكد لـ"المدن"، أن القوات الروسية هي من تقود المعارك في أطراف خان شيخون الشمالية الغربية وتستخدم أسلحة مدمرة بهدف الوصول إلى مشارف المدينة. وتستخدم الطائرات قنابل روسية يزيد وزن الواحدة منها عن 1000 كغ، تلقيها بشكل مكثف في محاور التقدم البري بهدف إحراق وتدمير المواقع بشكل شبه كامل تمهيداً للسيطرة عليها.

الطريق الدولي وعقدة الخان

يقع الجزء الأكبر من العمران في خان شيخون غربي الطريق الدولي حلب-دمشق، لذلك دفعت المليشيات بالجزء الأكبر من عددها وعتادها في الجبهات الغربية، في حين بقيت الجبهات الشرقية محاور إشغال وضغط ميداني بهدف تشتيت المعارضة. ويزيد عدد سكان الخان قبل القصف والنزوح عن 70 ألف نسمة، وهي اليوم خالية بشكل كامل من السكان بسبب حملة القصف التي دمرت منازلها وأسواقها بنسبة 80%.

وتتوسط خان شيخون ريف ادلب الجنوبي وهي أكبر مدنه بعد معرة النعمان. وتحيط بالخان مجموعة من التلال والمرتفعات. وهي منطقة فاصلة بين ريفي ادلب الجنوبي وحماة الشمالي وقد تحولت لعقدة استراتيجية وضعتها المليشيات هدفاً بارزاً لعملياتها العسكرية في أيار/مايو، لتطويق المعارضة شمالي حماة وفي الوقت ذاته بوابة للدخول إلى ادلب والسيطرة على كامل الطريق الدولي.

محاور القتال شمال غربي الخان شهدت معارك عنيفة خلال اليومين الماضيين، وحاولت المليشيات الوصول إلى الطريق الدولي شمالي الخان من ثلاثة محاور؛ تل النار وكفر يدون والصباغية، وهاجمت في الوقت نفسه بلدة الركايا. العمل في المحاور الشمالية كان بهدف حصار الخان وإجبار المعارضة على الانسحاب في مراحل لاحقة. رصدت المليشيات بالفعل بنيرانها البعيدة الطريق الدولي شمالي الخان لكن معاركها كانت مكلفة في الساعات الـ24 الماضية بعد تفجير سيارتين مفخختين قتلتا أكثر من 50 عنصراً من صفوفها. لذا، فقد قررت المليشيات مهاجمة المدينة بشكل مباشر وتكثيف النيران الجوية والبري لتفادي المواجهة المباشرة مع مقاتلي المعارضة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها