الخميس 2019/08/01

آخر تحديث: 17:09 (بيروت)

أستانة: لا خفض للتصعيد في إدلب

الخميس 2019/08/01
أستانة: لا خفض للتصعيد في إدلب
روسيا ارتكبت أفظع الانتهاكات في منطقة خفض التصعيد (غيتي)
increase حجم الخط decrease
انطلقت الدورة الـ13 من اجتماعات أستانة، الخميس، في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، لبحث تشكيل "اللجنة الدستورية" السورية، ووقف التصعيد العسكري على إدلب، بالإضافة الى ملف المعتقلين.

واجتمعت الوفود ضمن لقاءات ثنائية في مستهل جولة المحادثات. والتقى وفد النظام باجتماعات ثنائية مع وفود إيران وروسيا والعراق. واجتمع الوفد الروسي بالإيراني، والروسي بالوفد التركي. ومن المقرر أن تستمر اجتماعات اليوم الأول في الغرف المغلقة، بغياب الصحافة، في مجموعات ثنائية وأخرى متعددة الأطراف. وستعقد الجلسة العامة في اليوم الثاني، الجمعة، ليتم تقديم النتائج في بيان مشترك للدول "الضامنة".

ومثلت المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، نائبته خولة مطر. وترأس وفد المعارضة أحمد طعمة، رافقه نائب الائتلاف الوطني السوري وممثل الكتلة الكردية عبدالحكيم بشار، في حين ترأس وفد النظام بشار الجعفري. كما حضر ممثل "الضامن" التركي برئاسة نائب وزير الخارجية سدات أونال، وممثل "الضامن" الإيراني نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية علي أصغر حاجي، إضافة للوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرانتيف. وحضر الأردن ولبنان والعراق بصفة مراقبين، فيما يشارك وفدان عن الصليب الأحمر الدولي ومفوضية شؤون اللاجئين، لمناقشة ملفي المعتقلين واللاجئين.

خولة مطر، قالت إن ملف اللجنة الدستورية "حُل بشكل مبدئي"، وسيتم الإعلان عنه خلال الأسبوعين المقبلين، بعد تعافي بيدرسن، الذي ينوي إنهاء هذا الملف "الموروث" قبل الانتقال إلى ملفات أخرى. وأضافت مطر أن التصعيد العسكري على إدلب، وملف المعتقلين، هما محور المحادثات، لكنها "غير متفائلة حيالهما"، في ظل الحملة العسكرية المستمرة على ريفي إدلب وحماة.

وأشارت مطر إلى أنهم يعملون على إيجاد صيغة عملية لحل أزمة اللاجئين السوريين، خاصة في لبنان، مشيرة إلى عدم إحراز أي تقدم في هذا الملف، كما أبدت تخوفها حيال وضع اللاجئين في تركيا، في ظل التصريحات الرسمية الأخيرة.

وقال السفير العراقي لدى روسيا حيدر منصور هادي، إن مشاركة الوفد العراقي "مهمة"، لنقل وجهة نظر الحكومة العراقية في الشأن السوري، مشيراً إلى أن "العراق كان من البداية داعماً للحل السلمي في سوريا ولوحدة الأراضي السورية وعودتها إلى الجامعة العربية"، مشيراً إلى أن "هناك تنسيق عالٍ مع الحكومة السورية، وهناك تنسيق أمني عالي المستوى مع الأصدقاء الروس والإيرانيين والأتراك، ومع الأردن كدولة مراقبة".

وأضاف هادي أن موضوع اللاجئين "تم طرحه في العديد من الاجتماعات، ولبنان من أكثر الدول التي تطرح هذا الموضوع، لذلك من المهم قبل إعادة النازحين، تهيئة بنية لإعادتهم من خلال دعم الدول، ومن خلال تقريب وجهات النظر".

رئيس وفد المعارضة أحمد طعمة، كان قد قال في مؤتمر صحافي، الأربعاء، أن مشاركة المعارضة في المباحثات أفضل من عدمها، وأن "المرحلة الزمنية الحالية هي أفضل فترة ترافق بها السياسيون والعسكريون، وهي في أوجها، وهذه نقطة بالغة الأهمية"، مضيفاً: "نحن نثق بالأمم المتحدة للوصول إلى عدالة القضية السورية".

وحول جدوى مشاركة المعارضة في المباحثات، أشار طعمة إلى أن دورهم في أستانة "أن يصل صوت محاربينا إلى المحافل الدولية، وسنكون مكملين لعملهم، ولن نضيع ما سطره الأبطال في ميادين الوغى، هي معركتان، الأولى عسكرية والثانية سياسية، ولكل دوره وأجره، وأي عمل عسكري ناجح ما لم يتم استثماره سياسياً، سوف يضيع". وأضاف: " لدينا الجرأة لمواجهة أعدائنا وخصومنا، لذلك لن نتوانى في مواجهتهم سياسياً في المحافل الدولية، وتعريتهم سياسياً".

تبادل معتقلين

أجرت المعارضة والنظام، عشية الجولة الـ13 من أستانة عملية تبادل "محدودة" للأسرى شرقي حلب. وجرت العملية عند معبر أبو الزندين شرقي مدينة الباب، وسلّمت فصائل "الجيش الوطني" النظام 14 معتقلاً من عناصره، مقابل استلامها 15 معتقلاً في سجون النظام.

وجرت العملية بوجود وفد من منظمات الأمم المتحدة، والصليب الأحمر الدولي، والهلال الأحمر السوري، إلى جانب وفود الدول "الضامنة" لاتفاقات أستانة؛ إيران وتركيا وروسيا.

جرائم روسيا والنظام

وتزامناً مع اجتماعات أستانة، نشرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" تقريراً، وثّق مقتل 781 مدنياً على الأقل، بينهم 208 أطفال و140 سيدة، خلال الشهور الثلاثة الماضية، جراء غارات النظام وروسيا الجوية على "منطقة خفض التصعيد الرابعة" شمالي سوريا.

وذكرت الشبكة أن النظام وروسيا ارتكبا، منذ 26 نيسان/أبريل، "أفظع الانتهاكات في منطقة خفض التصعيد، بدءاً من عمليات القتل خارج نطاق القانون، والقصف العشوائي والمتعمّد، والتشريد القسري، وقصف المباني السكنية والمنشآت الحيوية، وصولاً لاستخدام الأسلحة الكيماوية".

ميدانياً

واصلت روسيا تصعيدها في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" رغم بدء اجتماعات أستانة، ورغم الاشاعات السابقة عن "هدنة" أو وقف لإطلاق النار، ليومين. واستهدف الطيران الحربي التابع لروسيا والنظام، ظهر الخميس، بالصواريخ الفراغية تلال كبانة ومحيطها بريف اللاذقية الشمالي، بالتزامن مع استهداف طيران حربي الرشاش لبلدتي التح وبابولين ما حولهما بريف ادلب الجنوبي.

واستولت مليشيات النظام على بلدتي أبو رعيدة وحصرايا بريف حماة الشمالي، بعدما انكشافهما نارياً، بالتزامن مع قصف عنيف وبكافة انواع الأسلحة والغارات الجوية من الطيران الحربي الروسي وطيران النظام على ريف حماة الشمالي.

غرفة عمليات "الفتح المبين" بدأت بعد ظهر الخميس، التمهيد والهجوم المعاكس على محور حصرايا وأبو رعيدة. وقصفت بالمدفعية الثقيلة والصواريخ مواقع وتجمعات مليشيات النظام في قرى الحماميات والجبين وشليوط وأبو رعيدة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها