الأربعاء 2019/07/31

آخر تحديث: 18:11 (بيروت)

هل إسطنبول كبيرة "بما يكفي لنا جميعاً"؟

الأربعاء 2019/07/31
هل إسطنبول كبيرة "بما يكفي لنا جميعاً"؟
(المدن)
increase حجم الخط decrease
نشرت المراكز الصحية التابعة لمديرية صحة ولاية إسطنبول، والمعنية باستقبال المراجعين من اللاجئين الأجانب، تعميماً ينصّ على وقف قبول وتسجيل الحالات المرضية الخاصة باللاجئين السوريين من حملة كيملك الولايات الأخرى، بحسب مراسل "المدن" أحمد طلب الناصر.

"مركز صحة المهاجرين 3" في منطقة كيراج التابعة لحي أسنيورت، أصدر بياناً رسمياً بأن المركز سيتابع تقديم خدماته الطبية لحملة كيملك إسطنبول حصرياً، ويعتذر لكل المهاجرين الذين لا يملكون كيملك اسطنبول. وأضاف أن المركز سيضطر آسفاً لإبلاغ السلطات المختصة في حال قدوم أي مهاجر "غير شرعي"، أو غير مقيم في إسطنبول، لـ"اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه".

أحد مراجعي مشفى الأسنان الحكومي في حي أوك ميدان، أكّد لـ"المدن"، اقتياد الشرطة لمراجعين سوريين كانوا داخل المشفى وإخراجهم منه بعد تكبيل أيديهم، إلى حافلة كانت تقف بالجوار. ويُرجّح المراجع، أن شبكة معلومات المشفى مرتبطة بشبكة معلومات الشرطة، وبمجرد إدخال بيانات المراجعين يتم معرفة أماكن صدور بطاقات الكيملك الخاصة بهم.

ومؤخراً، عمّمت مديرية تربية إسطنبول على جميع مدارس الولاية قراراً بوقف تسجيل الطلاب السوريين للعام الدراسي المقبل ممّن لا يحملون كيملك إسطنبول، وإبلاغهم بضرورة التسجيل ضمن الولايات المسجلين فيها.

وفي السياق، عقدت منظمة "كلنا مهاجرون-لا للعنصرية" التركية، الأربعاء، مؤتمراً صحافياً بعنوان "أوقفوا جميع عمليات الترحيل، لا تلمسوا السوريين". وأصدر المجتمعون في ختام المؤتمر بياناً طالب بوقف عمليات الترحيل إلى الشمال السوري، بالإضافة إلى شجب الوسائل المتّبعة من قبل الجهات المختصة أثناء توقيفهم للمخالفين.

وحصلت "المدن" على نسخة من البيان الذي تم توزيعه بالتركية والإنكليزية والعربية والكردية، وجاء فيه: "لقد صدمتنا جميعاً صور الحافلات المليئة بالمهاجرين وهي تتجه نحو مراكز الترحيل بأياد مكبلة، وتُركت دون طعام أو ماء". وأضاف البيان: "سمعنا أيضاً قصة شاب تم ترحيله إلى إدلب لأنه غادر المنزل لشراء الخبز دون أن تكون أوراقه بحوزته، ونتيجة للردود العامة المناهضة للقرار، تمكن الشاب الذي يُدعى أمجد طبلية، من العودة إلى تركيا. وأعلن وزير الداخلية أنه لا يوجد خطر للترحيل حالياً".

وأوضح البيان بأنه، وبالرغم من التحرك العام المناهض للهجرة المتزايد، إلا أن وسائل الإعلام وتصريحات السياسيين الذين يدينون المهاجرين بوصفهم "مشكلة"، قد أدت إلى ممارسات خاطئة في تنفيذ القانون، والإجراءات الإدارية جعلت ظروف الحياة للاجئين أكثر صعوبة.

وأضاف البيان: سوريا اليوم ليست آمنة "خلال الشهر الماضي نزح نحو 550.000 شخص نتيجة للحرب في إدلب". وأشار إلى أنّ "السوريين الذين يتم استهدافهم ويتعرضون للكراهية، هم أولئك الذين فروا وتركوا وظائفهم ومنازلهم وكل شيء بسبب منطقة الصراع التي قُتِلَ فيها مئات الآلاف".

وذكّر أن "البحث عن ملجأ هو حق من حقوق الإنسان وفقاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولكل إنسان الحق في الهجرة بحثًا عن حياة أفضل. والمهاجرون الذين يلتمسون اللجوء في تركيا هم أشخاص لديهم حقوق تستند إلى القانون الدولي، وإلى جانبهم يجب أن نكافح من أجل نمط معيشي مسالم وسلمي".

وطالبوا في نهاية البيان بـ"الوقوف ضد كل أشكال التمييز والحدود التي ترسمها الدول القومية، وأن يعيش الجميع بمساواة وحرية وتكافل. والتخلي عن طريقة التفكير في تصور المهاجرين على أنهم مجرد ضيوف". وكذلك التوقف عن "جعل السوريين كبش فداء وأنهم السبب الوحيد لإنهاء كل ما هو بخير في المجتمع"، والعمل على "تنفيذ السياسات التي تهدف إلى توفير وتسهيل الاندماج للاجئين، وتوفير الحقوق للاجئين مثل السكن والتغذية والخدمات الصحية والتعليم.. وإسطنبول كبيرة بما يكفي لنا جميعاً".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها