الثلاثاء 2019/07/23

آخر تحديث: 16:17 (بيروت)

هل تبدأ تركيا "المنطقة الآمنة" من تل أبيض؟

الثلاثاء 2019/07/23
هل تبدأ تركيا "المنطقة الآمنة" من تل أبيض؟
Getty ©
increase حجم الخط decrease
أصيب 6 مدنيين أتراك بجروح في مدينة جيلان بينار التابعة لولاية أورفة التركية، ليل الإثنين/الثلاثاء، إثر سقوط قذيفة هاون مصدرها مدينة رأس العين السورية التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديموقراطية".

وردّت المدفعية التركية بقصف مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية، العمود الفقري لـ"قسد"، في مدينة رأس العين وضواحيها، واستهدفت كذلك نقطة في قرية علوك قرب رأس العين. وأكدت وزارة الدفاع التركية أن عملية الرد "أسفرت عن تدمير7 أهداف بالجانب السوري، كان قد تم تحديدها مسبقاً".

وبشكل عاجل عقب القصف، أعلن المتحدث الرسمي باسم "قسد" كينو كبريئل، عبر وكالة "هاوار"، أن "جهات مجهولة وبهدف خلق الفتنة وإلحاق الضرر بالمنطقة أطلقت قذيفة من شمال سوريا سقطت في بلدة جيلان بنار داخل الأراضي التركية"، وتابع "نحقق في الأمر لمعرفة تلك الجهات"، وأوضح أنهم ألقوا القبض على مشتبه به، وتمنى "الشفاء للجرحى في جيلان بينار".

القصف على جيلان بينار جاء بعد ساعات من وصول تعزيزات عسكرية تركية ضمّت دبابات ومدرعات ووحدات من القوات الخاصة، لتتمركز بالقرب من مدينة رأس العين وعلى الحدود المقابلة لها. كما وصلت تعزيزات مشابهة، ظهر الاثنين، إلى مدينة أكجه قلعة التركية المقابلة لمدينة تل أبيض السورية، التي تسيطر عليها "قسد"، وسط تحليق متواصل لطائرات الاستطلاع التركية في فوق المدينتين.

مصادر "المدن" قالت إن "قسد" دفعت بقوات من ريف الحسكة والقامشلي، ونشرتها على طول الحدود السورية-التركية، من نهر الفرات المحاذي لمدينة جرابلس وحتى مدينة تل أبيض، كما أنهت حفر عشرات الأنفاق التي تربط المنطقة ببعضها، على ما يبدو استعداداً لعملية عسكرية قد تشنها أنقرة في أي وقت.

وأوضحت مصادر "المدن" أن الاجتماع بين ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣيرﻜﻴﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻛﻴﻨﻴﺚ ﻣﺎﻛﻴﻨﺰﻱ، ﻭﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻷﻣيرﻜﻲ ﻭﻟﻴﺎﻡ ﺭﻭﺑﺎك، الإثنين، مع قيادة "قسد" في مدينة عيسى، لم يتمخض عنه شيء. بل رفضت "قسد" فكرة المنطقة الآمنة التي تجري مباحثات حولها حالياً بين واشنطن وأنقرة. وتشير مصادر "المدن" إلى أن "قسد" رفضت الابتعاد عن الحدود مسافة 25 كيلومتراً، من المفترض أن تخضع لسيطرة تركية. كما رفضت "قسد" دخول الجيش التركي إلى المنطقة الآمنة، مفضلة تشكيل قوات عربية لإدارة المنطقة.

وأضاف المصدر، أن قائد "قسد" مظلوم عبدي، اقترح على الوفد الأميركي، نشر المجالس العربية والأفواج العسكرية المشكلة من قبل "قسد"، على الحدود مع تركيا، لسحب الذرائع التركية بالتدخل العسكري. وأكد عبدي أنهم "لا يعادون تركيا ويحافظون على حدودها"، وهو "ما بدا أنه إدراك لحقيقة التحركات العسكرية التركية الأخيرة"، بحسب مصدر "المدن".

ومع انتشار القوات التركية قرب مدينة تل أبيض بشكل كثيف، فمن الواضح أن أنقرة تسعى لشن عملية عسكرية محدودة تمكنها من التغلغل شرقي الفرات، لتبدأ بعدها عمليات عسكرية أخرى. ووفقاً لمصادر "المدن"، فإن العملية العسكرية التركية ستكون بمساحة 10 كيلومترات مربعة بهدف السيطرة على مركز مدينة تل أبيض ومحيطها، لقطع إمدادات "الوحدات" بين مدن عين العرب والقامشلي ورأس العين. كما ستتقدم قوات تركية للسيطرة على مدينة منبج، خاصة بعدما أعادت القوات التركية تموضعها بشكل كامل على خط نهر الساجور الفاصل بين مناطق سيطرتها وسيطرة "قسد" شمالي منبج.

وتعتمد القوات التركية على قوة استخباراتها واختراقها الأمني لـ"قسد" شرقي الفرات، ومن المفترض أن تبنى قوة محلية فور دخولها للمنطقة من أبناء تل ابيض المنضويين في "قسد".

ومجدداً، اختارت المخابرات التركية فصائل معارضة غالبيتها من أبناء المنطقة الشرقية، لتدريبها في معسكرات مغلقة ضمن مدينة أورفا، لتكون مرافقة للقوات التركية. وتم اختيار أعداد قليلة من كل فصيل، لم تتجاوز 20 مقاتلاً، في تدارك للأخطاء السابقة التي حصلت في مدينة عفرين، والتي حصلت فيها انتهاكات كثيرة نتيجة كثرة الفصائل والمقاتلين.

في المقابل، زادت "قسد" إجراءاتها الأمنية في منبج، التي تشهد استنفاراً عسكرياً. ويتواصل "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد"، مع قوات النظام والقوات الروسية، وقد التقى منذ يومين، وفداً عسكرياً روسياً وآخر تابعاً للنظام في بلدة العريمة غربي منبج، في محاولة ربما للالتفاف على خلاصات "لجنة العمل المشتركة" بين أنقرة وواشنطن.

ومن الواضح أن التحركات العسكرية التركية، باتت أكثر جدية هذه المرة، ما دفع الإدارة الأميركية الى إيفاد الممثل الأميركي الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري، إلى أنقرة، لمناقشة مسألة أقامة المنطقة الآمنة شرقي الفرات، مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار.

وشدد أكار خلال اللقاء على ضرورة اقامة المنطقة الآمنة بالتنسيق بين تركيا والولايات المتحدة، وإخراج مقاتلي "الاتحاد الديموقرطي" من المنطقة وتدمير التحصينات فيها. كما أكد ضرورة سحب الأسلحة الثقيلة من يد عناصر التنظيم، و"تهيئة الظروف المناسبة لعودة أشقائنا السوريين المُهجرين إلى منازلهم".

وأشار بيان صادر عن الدفاع التركية إلى أن تركيا والولايات المتحدة اتفقتا على مواصلة الأعمال المشتركة في مقر الوزارة بأنقرة، اعتباراً من الثلاثاء، بخصوص إقامة منطقة آمنة في سوريا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها