الإثنين 2019/07/22

آخر تحديث: 13:16 (بيروت)

المعارضة توسّعُ بنك أهدافها: القواعد الروسية في مصياف وحميميم

الإثنين 2019/07/22
المعارضة توسّعُ بنك أهدافها: القواعد الروسية في مصياف وحميميم
Getty ©
increase حجم الخط decrease
واصلت مليشيات النظام الروسية قصفها الجوي والبري لمدن وبلدات أرياف حماة وادلب وحلب واللاذقية، في حين تابعت المعارضة عملياتها النوعية، واستهدفت نيرانها البعيدة والمتوسطة المدى عمق مناطق المليشيات.

القصف والاستهداف النوعي

استهدف تنظيم "أنصار التوحيد"، منتصف ليل الأحد/الاثنين، القاعدة العسكرية الروسية شمال غربي مدينة مصياف بريف حماة، بصواريخ غراد بعيدة المدى. وطال القصف عدداً من المواقع ومستودعات الأسلحة التابعة لـ"الفيلق الخامس" في محيط مصياف. وقال التنظيم إن القصف تسبب بمقتل عناصر وضباط، وأسفر عن تدمير مواقع عسكرية.

وقالت المواقع الإعلامية الموالية إن أصوات انفجارات عنيفة دوت في محيط مصياف، وأكدت إن قصفاً مجهول المصدر استهدف مواقع عسكرية في المنطقة. دفاعات المليشيات الجوية أطلقت صواريخ مضادة أرض-جو.

وقد تفوقت المعارضة المسلحة والتنظيمات الإسلامية على مليشيات النظام في الأيام القليلة الماضية من حيث عدد الهجمات البرية المحدودة، التي استهدفت نقاط تمركز المليشيات بالقرب من خطوط الاشتباك. وركزت نيران المعارضة الموجهة على استهداف مستودعات المليشيات ومرابض المدفعية والصواريخ. ولم توفر المعارضة الصواريخ المضادة للدروع باستهداف المجموعات المتحركة وعربات نقل الجنود والتحصينات والدوريات.

وتمكنت "الجبهة الوطنية للتحرير" من تدمير عربة نقل للمليشيات في البحصة في سهل الغاب بعدما استهدفتها بصاروخ مضاد للدروع. ودمرت قاعدة إطلاق صواريخ في محور الحماميات، وقتل في العمليتين أكثر من 8 عناصر. ودمر "جيش العزة" 5 آليات عسكرية، بينها دبابة في حاجز الجسر في محيط قرية شيزر في ريف حماة الشمالي، ومدفعية متحركة وعربة فوزديكا في قرية الجديدة. وزاد عدد قتلى المليشيات عن 20 عنصراً قتلوا في عمليات استهداف المعارضة لآلياتهم المدرعة مواقعهم.

الناطق باسم "الجبهة الوطنية" النقيب ناجي مصطفى، أكد لـ"المدن" أن لدى المعارضة بنك معلومات حول نقاط تمركز المليشيات ومواقعها الأكثر أهمية القريبة من جبهات القتال في محيط ادلب، ويتم استهدافها بشكل دوري بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، والصواريخ الموجهة. وبحسب مصطفى، فقد كان لعمليات الاستهداف المنظم جدوى عسكرية هائلة لصالح المعارضة.

القائد العسكري في "كتائب الفتح" النقيب أمين ملحيس، أكد لـ"المدن"، أن المعارضة باتت تمتلك منظومة من الوسائل الاستطلاعية النوعية التي وفرت لها امكانية التنبؤ المسبق حول تحركات المليشيات. وبفضل المعلومات المتجددة عن تحركات العدو بات لدى المعارضة عمليات إعادة انتشار مستمرة في خطوط التماس بما يتناسب مع خطورة كل محور وحجم العتاد والعدد المعادي فيه. وبحسب ملحيس، استفادت المعارضة أيضاً من قدراتها الاستطلاعية في عمليات الاستهداف والقصف على مواقع المليشيات المهمة.

وبحسب ملحيس، فإن عمليات القصف والاستهداف النوعي التي تنفذها المعارضة تحمل دلالات مهمة، ومن ضمنها إمكانية ضرب أهداف بعيدة وقريبة للمليشيات والقوات الروسية، وسهولة استهداف غرف عملياتها، وامتلاك معلومات وتفاصيل كافية لشل حركتها وإشغالها الدائم من خلال النيران الموجهة والصاروخية المتوسطة والبعيدة. والهدف الرئيسي للعمليات وفق ملحيس، إجبار العدو على وقف هجماته البرية والانسحاب إلى خريطة السيطرة ما قبل أيار/مايو 2019.

نيران المعارضة المسلحة لم تعد تضرب فقط المحيط القريب من جبهات القتال في محيط ادلب، بل وصلت نيرانها الصاروخية إلى أهم معاقل القوات الروسية في اللاذقية. فصيل "أحرار الشرقية"، التابع لـ"الجيش الوطني" استهدف قبل أيام قاعدة حميميم بعدد من صواريخ غراد بعيدة المدى، أصاب بعضها أهدافاً داخل القاعدة وبعضها الآخر تصدت له الدفاعات الجوية الروسية. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يستهدف فيها فصيل معارض القاعدة الروسية، ويعلن عن العملية.

عمليات برية محدودة

شهد محور القصابية جنوبي ادلب عملية برية محدودة اشتركت فيها "هيئة تحرير الشام" و"جيش العزة" وفصائل من "الجبهة الوطنية". وتمكن المهاجمون من الاشتباك المباشر مع عناصر المليشيات في موقع المغارة والنقاط المحيطة في القرية، وقتلوا عدداً من العناصر، ودمروا آليات عسكرية. وسبق الهجوم البري قصف عنيف شنته المعارضة مستهدفة محاور تقدمها المفترض في العملية، واستخدمت صواريخ متنوعة، فيل وحمم وغراد وكاتيوشا وقذائف الدبابات والهاون.

الناطق باسم "الجبهة الوطنية" النقيب ناجي مصطفى، أكد لـ"المدن"، مقتل أكثر من 20 عنصراً للمليشيات في الهجوم البري في محور القصابية. وبحسب مصطفى، فقد حقق الهجوم أهدافه كاملة ولم تكن غاية الهجوم السيطرة على نقاط المليشيات والتمركز فيها.

العدد الأكبر من قتلى المليشيات وقع في صفوف "الفيلق الخامس" و"الحرس الجمهوري"، وقُتِلَت مجموعة من "الكتيبة 225" من "اللواء 121" من "الفرقة السابعة". وقالت المليشيات إنها تصدت لهجوم عنيف شنته المعارضة وأوقعت خسائر كبيرة في صفوفها، وعرضت مواقع إعلامية موالية صوراً لمصفحة مدمرة استخدمتها المعارضة في الهجوم.

القائد العسكري في "كتائب الفتح" النقيب أمين ملحيس، أكد لـ"المدن"، أن الهجمات البرية المحدودة التي تفوقت بها المعارضة على المليشيات مؤخراً أثبتت فاعليتها في تشتيت القوات المعادية، وأجبرتها على نشر المزيد من القوات في المحاور التي تم اشغالها. وأثّر ذلك على قوة رأس الحربة للمليشيات من حيث حجم العتاد والأعداد التي تم إجبارها على الانتشار في خط تماس أطول بسبب التهديد البري المستمر من قبل المعارضة. وبحسب ملحيس، لا تريد المعارضة تغيير خطوط التماس الحالية أو التقدم على حساب المليشيات ولكنها في الوقت ذاته تسعى لاستنزافها وجرها لمواجهة برية جديدة لتوقع في صفوفها المزيد من الخسائر.

المليشيات تنتقم من المدنيين

قُتِلَ 20 مدنياً، وسط دمار هائل بالمباني، صباح الإثنين، جراء استهداف الطيران الحربي الروسي سوق المعرة الشعبي بأكثر من ثلاث غارات متتالية. وقُتِلَ أكثر من 17 مدنياً، الأحد، في إدلب وحماة في قصف مليشيات النظام، الجوي والبري، وبين القتلى أطفال ونساء، قتل غالبيتهم في بلدة أورم الجوز في ريف ادلب الغربي. وقُتِلَ مدنيون في قصف جوي استهدف كفر روما. وقتل متطوع في الدفاع المدني في القصف الجوي العنيف الذي استهدف مدينة خان شيخون جنوبي ادلب.

ونفذ الطيران الحربي والمروحي 160 غارة جوية، استهدفت خان شيخون وأكثر من 30 قرية وبلدة في ريف إدلب، والزكاة وتل ملح والجبين والزيارة وأكثر من 10 قرى في ريف حماة. وطال القصف الجوي مواقع تابعة للمعارضة في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي، وقصفت المليشيات بالمدفعية قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي.

مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن"، أن قصف المليشيات يستهدف قرى وبلدات جبلي شحشبو والزاوية في ريف ادلب الجنوبي. وبحسب المصدر، المليشيات تعتبر المنطقة الجبلية منطلقاً لعمليات المعارضة الهجومية، ويهدف قصفها إلى اضعاف المعارضة وإشغالها مع اقتراب موعد العملية العسكرية المفترضة التي تحضر لها المليشيات. ووفق المصدر، فقد وصل المزيد من التعزيزات العسكرية الى ريف حماة تتبع لـ"الحرس الجمهوري".

المعارضة والتنظيمات الإسلامية اتخذت في الساعات الماضية المزيد من الإجراءات الوقائية لتفادي الضربات، ووقوع خسائر في صفوفها بسبب قصف المليشيات الموجه عبر طائرات الاستطلاع، وكثفت من إجراءات التمويه والتعمية، وتضمنت الاجراءات تغيير مواقع المقرات وتبديلها بشكل مستمر وحرق الإطارات ونشر مجسمات وهمية واستخدام الدراجات النارية سريعة الحركة بدلاً من الآليات العسكرية المكشوفة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها