حرب الناقلات تستعر..وواشنطن تطلق "عملية الحارس"

نقلت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء عن مدير عام الموانئ والملاحة البحرية بإقليم هرمزجان في جنوب إيران قوله إن الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" اصطدمت بقارب صيد إيراني قبل احتجازها ليل الجمعة.

وقال صباح السبت: "اصطدمت بقارب صيد إيراني... عندما أرسل القارب نداء استغاثة، تجاهلته السفينة البريطانية". وأضاف أن "الناقلة الآن في ميناء بندر عباس الإيراني وسيبقى جميع أفراد الطاقم وعددهم 23 على متنها الى حين انتهاء التحقيق".

وكانت إيران أعلنت الجمعة أنها احتجزت ناقلة نفط بريطانية بعد تعرضها لحادث في مضيق هرمز. وقالت لندن إن إيران احتجزت ناقلتي نفط واحدة ترفع علماً بريطانياً والآخرى ترفع علم ليبيريا، لكن سرعان ما تابعت الناقلة الثانية طريقها.

وتحتجز بريطانيا بالتعاون مع سلطات جبل طارق ناقلة نفط إيرانية (غريس-1) بتهمة خرق العقوبات الأوروبية بمنع تصدير النفط إلى سوريا. ونفت إيران أن تكون ناقلتها متجهة إلى سوريا.

وزير الخارجية البريطانية جيريمي هانت قال الجمعة، إنه ستكون هناك عواقب إذا لم تفرج إيران عن ناقلتي النفط المحتجزتان في مضيق هرمز. وأضاف أن بريطانيا لا تفكر في عمل عسكري بل برد دبلوماسي. 

وقال هانت إنه تحدث إلى وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لمناقشة الوضع وإنه يتوقع أن يتحدث إلى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الذي قال إنه على متن طائرة حالياً. وقال: "هذا غير مقبول تماما... سنرد بطريقة مدروسة لكن قوية".

وتابع: "لا نبحث خيارات عسكرية، بل عن طريقة دبلوماسية لحل الموقف لكننا نشدد بوضوح على أنه يجب أن يُحل... إذا تم تقييد حرية الملاحة فستكون إيران الخاسر الأكبر، من مصلحتهم حل هذا الموقف في أسرع وقت ممكن".

من جانبه قال زعيم المعارضة جيرمي كوربن إن على الإيرانيين إعادة ناقلة النفط البريطانية المحتجزة. وانتقد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي لأنه بذلك أشعل خطر صراع على نطاق واسع. ودعا إلى إعادة التفاوض حول الاتفاق عبر الأمم المتحدة.

وقال ترامب إنه سيتحدث مع بريطانيا بعد أن قال الحرس الثوري الإيراني إنه احتجز ناقلة نفط بريطانية بالخليج.

وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض غاريت ماركيز إن الولايات المتحدة على علم بالتقارير عن احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية، وسوف تعمل مع حلفائها وشركائها "للدفاع عن أمننا ومصالحنا في مواجهة سلوك إيران الخبيث".

من جهته، قال الجيش الأميركي إن طائرات استطلاع غير مسلحة في المجال الجوي الدولي تراقب الوضع في مضيق هرمز على اتصال بالسفن الأميركية في المنطقة بعد احتجاز إيران ناقلتي نفط.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية اللفتنانت كولونيل إيرل براون: "لدينا طائرات دورية تعمل في المجال الجوي الدولي تراقب الوضع في مضيق هرمز". وأضاف أن قيادة القوات البحرية الأميركية على اتصال مع السفن الأميركية بالمنطقة لضمان سلامتها.

وفي السياق، أعلنت القيادة المركزية بالجيش الأميركي عن تطويرها لعملية بحرية في الخليج أطلقت عليها اسم "الحارس" تهدف لضمان أمن وسلامة الملاحة البحرية في المنطقة.

وقالت القيادة في سلسلة تغريدات: "تقوم القيادة المركزية الأميركية بتطوير مجهود بحري متعدد الجنسيات، عملية الحارس لزيادة المراقبة والأمن في المجاري المائية الرئيسية في الشرق الأوسط لضمان حرية الملاحة في ضوء الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج العربي".

وأضافت القيادة: "الهدف من عملية الحارس هو تعزيز الاستقرار البحري، وضمان المرور الآمن، وخفض التوترات في المياه الدولية في جميع أنحاء الخليج العربي ومضيق هرمز ومضيق باب المندب وخليج عمان".

وتابعت: "سيمكّن إطار الأمن البحري هذا، الدول من توفير حراسة لسفنها التي ترفع علمها مع الاستفادة من تعاون الدول المشاركة للتنسيق وتعزيز الوعي بالمجال البحري ومراقبته.. في الوقت الذي التزمت الولايات المتحدة بدعم هذه المبادرة، المساهمات والقيادة من الشركاء الإقليميين والدوليين ستكون مطلوبة للنجاح".

وأشارت القيادة في بيانها إلى أن "المسؤولين الأميركيين يواصلون التنسيق مع الحلفاء والشركاء في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط حول التفاصيل والقدرات اللازمة لعملية الحارس لتمكين حرية الملاحة في المنطقة وحماية ممرات الشحن الحيوية".