الأربعاء 2019/06/26

آخر تحديث: 10:40 (بيروت)

ورشة المنامة:كوشنر يبيع الوهم في مسرحية بلا أبطال

الأربعاء 2019/06/26
ورشة المنامة:كوشنر يبيع الوهم في مسرحية بلا أبطال
Getty ©
increase حجم الخط decrease
أطلق مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر في المنامة الثلاثاء، خطة السلام الأميركية لحل النزاع في الشرق الأوسط من بوابة الاقتصاد، داعياً الفلسطينيين الذين يقاطعون ورشة المنامة إلى إعادة النظر في موقفهم مما اعتبره "فرصة القرن".

وورشة المنامة هي أول مؤتمر علني حول خطة السلام المسماة "صفقة القرن" والتي طال انتظارها. وتركّز الورشة على الشق الاقتصادي فقط، علما أن الجانب السياسي الذي من المستبعد أن ينصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلّة، قد لا يُكشف عنه قبل تشرين الثاني/نوفمبر.

وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها خمسين مليار دولار غالبيتها لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام.

لكن الفلسطينيين يقاطعون الورشة، قائلين أنّه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع.

وقال أمين سرّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة صائب عريقات في تغريدة بعد كلام كوشنر، إن "إدارة ترامب لم تتخلَ عن الفلسطينيين وحسب، بل تخلت أيضاً عن السلام والعدالة والمبادىء الأساسية للإنسانية".

صحيفة "الغارديان" البريطانية وصفت في افتتاحية بعنوان: "أميركا تروج للوهم في الشرق وليس لصفقة"، ورشة المنامة بأنها وهم وتستحق السخرية. وقالت إن بعض الفعاليات السياسية تسلط الضوء على قضية ما، ولكن ما حدث في المنامة يقصد منه إخفاؤها.

وتابعت أن حديث إدارة ترامب عما يعرف بصفقة القرن في الشرق الأوسط، وإطلاق الجانب الاقتصادي لها بالبحرين كمرحلة أولى، سخيف ومثير للشفقة. فرفض الفلسطينيين حضور ورشة البحرين يعني غياب إسرائيل أيضاً وهذا حوّل ما حدث في البحرين إلى مجرد مسرحية تفتقد إلى نجومها ونصف ممثليها.

ولفتت الصحيفة إلى أنه سبق اللجوء إلى الطرق الاقتصادية كمرحلة أولى خضعت للتجريب وفشلت رغم وجود خرائط طرق أكثر واقعية ومحاورين أكثر ثقة، مضيفة أن الفجوة بين "وهم" كوشنر وحقائق الصراع الذي يمتد إلى سبعين عاما كبيرة جداً.

ورأت أن إدارة ترامب تأمل على ما يبدو من هذه الورشة استبدال الحقوق الأساسية بحوافز اقتصادية "وهمية" في إشارة إلى الحديث عن حوافز بقيمة خمسين مليار دولار.

وأضافت أن إدارة ترامب ربما أخطأت في تقديرها بشأن رغبة دول الخليج في تعزيز علاقاتها مع إسرائيل مقابل تحملها العبء الأكبر من فاتورة الحوافز، ولا سيما أن الكثير من مثل هذه الحوافز طرحت في السابق -بعضها أكثر من عقد من الزمان- ولم يتحقق في ظل الظروف الراهنة، والسبب عدم الإقرار بأن أكبر عائق للتنمية الاقتصادية هو احتلال الضفة الغربية وحصار غزة.

وقالت إن العديد يشككون في أن الهدف الحقيقي لجهود كوشنر ليس إقناع الفلسطينيين بقدر ما هو إظهارهم معرقلين للسلام عندما يرفضون هذا العرض غير المقبول، في حين أن الحقائق يعاد تشكيلها على الأرض من قبل اليمين الإسرائيلي وبمباركة أميركية.

من جهتها، نشرت صحيفة "التايمز" تقريراً موسعا بعنوان "كوشنر يعلن وفاة حل الدولتين" أشارت فيه إلى أن كوشنر حوّل افتتاح قمة المنامة إلى ورشة عمل لاستعراض وعود الازدهار الاقتصادي للفلسطينيين والتأكيد على أن الولايات المتحدة تسحب تأييدها الطويل عبر الإدارات السابقة لحل الدولتين الذي كان مطروحا كخيار لا حياد عنه لتسوية الصراع في الشرق الأوسط.

أما صحيفة "الديلي تليغراف" فركزت على ما قالت إنه خلاف بين كوشنر والرياض بعنوان "خلافات واضحة بين جاريد كوشنر والسعوديين مع افتتاح قمة المنامة".

وأشارت إلى التصريحات التي أدلى بها كوشنر ل"الجزيرة" قبل ساعات من افتتاح القمة، وقال فيها إنه "يجب أن نعترف جميعا بأنه لو كان هناك أي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فلن يكون ذلك طبقا لخطة السلام العربية".

وأوضحت أن هذه التصريحات كانت تعني أن خطة السلام التي اقترحتها السعودية عام 2002 لم يعد لها وجود، وهو ما استدعى رداً سعودياً عبر بيان صدر في الرياض بعد ساعات من هذه التصريحات "أكدت فيه السعودية موقفها الحازم من أن خطة السلام العربية هي الطريق لحل الصراع"، وأعربت فيه عن مساندتها لمطالب الفلسطينيين بتأسيس دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الأمر الذي يرفضه كوشنر.

واعتبرت الصحيفة أن الموقف السعودي لابد وأنه قضّ مضجع صهر الرئيس الأمريكي والشخص الذي يقود جهود البيت الأبيض لحل أزمة الشرق الأوسط خاصة وأن المملكة هي أكبر داعم بين الدول العربية لجهود ترامب ودعمت قمة البحرين بشكل كامل في الوقت الذي اكتفت فيه دول أخرى مثل الأردن ومصر بإرسال ممثلين منخفضي المستوى.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها