السبت 2019/06/22

آخر تحديث: 13:47 (بيروت)

حماة: زيارة جميل الحسن للوساطة مع "النمر"؟

السبت 2019/06/22
حماة: زيارة جميل الحسن للوساطة مع "النمر"؟
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
عاد الطيران الحربي، صباح السبت، لتنفيذ غارات جوية على أرياف إدلب وحماة. وكان هدوء نسبي، قد ساد ليل الجمعة/السبت، في جبهات القتال بين المعارضة المسلحة ومليشيات النظام الروسية. وقصفت المليشيات مناطق المعارضة بالمدفعية والصواريخ بعد منتصف الليل، في حين غاب الطيران الحربي، وكثف طيران الاستطلاع طلعاته الليلية. وشهدت محاور متعددة اشتباكات متقطعة بين الطرفين، خاصة في محوري تل ملح وكبانة.

وكان الطيران الحربي قد كثف من قصفه، الجمعة، وزاد عن 150 عدد الغارات الجوية التي استهدفت 30 قرية وبلدة في ريف ادلب وجبل الزاوية. وقصفت الطائرات البلدات شمالي حماة والمواقع القريبة من خطوط الاشتباك، واستخدمت صواريخ شديدة الانفجار والقنابل العنقودية. وقُتِلَ أربعة أشخاص على الأقل في ريف المهندسين في ريف حلب الغربي. وتوسعت الغارات في ريف حلب لتطال "الفوج 46" وأورم. وطال القصف الجوي أيضاَ مواقع المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي.

ولم تعترف المواقع الموالية والمليشيات حتى الآن بخسارتها في المعارك الأخيرة في محوري تل ملح والجبين شمال غربي حماة، لكنها بدأت تنعي عناصرها الذين قتلوا في المعركة. وتوزعت خسائر المليشيات على مناطق "المصالحات"، ومن بين القتلى عناصر من حلب ودوما ومصياف واللاذقية وحماة ودرعا والقنيطرة، وتقاسم "الحرس الجمهوري" و"القوات الخاصة" و"الفيلق الخامس" الخسائر الأكبر.

المليشيات بدأت تروج لاستهداف كيماوي مفترض قد تنفذه المعارضة المسلحة في جبهات حماة، ومناطق العمق، وتقول المليشيات إنها حصلت على معلومات تؤكد نية المعارضة تنفيذ هذه العملية ومن ثم اتهام المليشيات بها. وتداولت المواقع الموالية شائعات الهجوم الكيماوي المفترض، وتداولت أيضاً خبر إصابة قائد "جيش العزة" الرائد جميل الصالح، ونقله إلى المشافي التركية ومقتله هناك.

القائد العسكري في "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور، أكد لـ"المدن"، أن قائد "العزة" الرائد جميل الصالح، لم يصب وهو بصحة جيدة وما يزال على رأس عمله في جبهات القتال في ريف حماة. وبحسب بكور، فإن المليشيات بدأت تروج للشائعات، وتكذب على الموالين وتتحدث عن انتصارات وهمية للتغطية على خسائرها وفشلها في المعارك، وأيضاً لكي تخفي جانباً من الخلافات التي تشهدها صفوف المليشيات وقادتها بعد انتكاستها الأخيرة في المعارك.

وبحسب بكور، تندرج شائعة القصف الكيماوي المفترضة أيضاً في إطار الحرب الدعائية والكذب الذي تمارسه المليشيات عندما تخسر، وتتعثر معاركها. وقد تُحضّرُ المليشيات لاستخدام أسلحة كيماوية فعلاً، لذلك بدأت تروج لها، لأنها استخدمت مختلف أصناف الأسلحة الجوية والبرية لم تتمكن من التقدم، ولم يبقَ أمامها سوى القصف بالكيماوي.

جميل الحسن في حماة

ويرى بكور، أن زيارة اللواء جميل الحسن، تأتي في الوقت الحرج الذي تعيش فيه المليشيات في ريف حماة، معارك متعثرة وخلافات بين قادتها وغرف العمليات، وتشكيلاتها منهارة. فالزيارة العاجلة للحسن، جاءت للتقليل من أثر الخسارة ورفع معنويات المليشيات المنهارة.

تخلخل صفوف المليشيات وانهيارها المبكر يقلق روسيا، التي دفعت على الأغلب برئيس إدارة "المخابرات الجوية" بوضعه الصحي السيء للغاية، لزيارة الجبهات والاطلاع على الأسباب التي تقف وراء الفشل المتكرر، وتعثر المعارك والخسائر الكبيرة. ومن المفترض أن يتولى الحسن، الوساطة بين قادة المليشيات المتنازعين مسؤولية الفشل والخسائر.

ويبدو أن الاشاعات الروسية المتواصلة، عن قائد "العزة" والسلاح الكيماوي، هي محاولة للتغطية على حدث أكبر يجري في صفوف مليشيات النظام. وهذه الطريقة من البروباغاندا المعاكسة، هي أسلوب روسي بات معروفاً للتشويش وخلق الفوضى في صفوف الخصوم. لذا، يبدو أن قراءة زيارة اللواء الحسن، لريف حماة، تحتاج تحليلاً مغايراً للرواية الرسمية.

تنتمي مليشيا "النمر" بالأصل لـ"المخابرات الجوية"، وهي باتت ذراعها الهجومية بعدما باتت "الجوية" جهازاً روسي الولاء. وليس لمليشيا "النمر" من سجون أو معتقلات، وهي تقتل كل أسراها، بحسب مصادر "المدن". و"النمر"، مليشيا طائفية علوية، باتت محط اعتماد الروس في معاركهم من الغوطة الشرقية إلى حماة اليوم. وقد تعرضت "النمر" لخسائر فادحة خلال المعارك الأخيرة في حماة، وسط أنباء عن غضب روسي من أدائها على الأرض. وتشير بعض المعطيات إلى اعتكاف "النمر" سهيل الحسن، كإحتجاج على الخسائر، وعلى قلة الوفاء الروسية لدوره.

والغريب في زيارة اللواء الحسن، الذي يخضع لعلاج يومي يبقيه بالكاد على قيد الحياة، بحسب مصادر "المدن"، أنه لم يلتقِ فيها بالعميد سهيل الحسن. ويعتبر هذا أحد أخطر المؤشرات في الزيارة، وربما يشير إلى وساطة ضرورية يقوم بها الحسن شخصياً، للتواصل مع سهيل الحسن، الذي تشير المعطيات إلى انسحاب جزئي لقواته على جبهات حماة، ودخول مليشيات أقل خبرة بكثير من قواته كـ"الحرس الجمهوري" و"القوات الخاصة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها