فشلت المعارضة المسلحة للمرة الثانية في السيطرة على بلدتي الجلمة وكفرهود شمال غربي حماة، ولم تتمكن من إضافة المزيد من المكاسب البرية في ذات المحور بعد المكاسب التي حققتها قبل أسبوعين في هجومها المفاجئ حينها. وتعرضت المعارضة في محاولتها الأخيرة، الثلاثاء، لكمين كلفها أكثر من 30 مقاتلاً غالبيتهم من صفوف "الجبهة الوطنية للتحرير".
أرادت المعارضة من محاولة التقدم الاستمرار في استنزاف المليشيات وإرباكها، واستباق هجوم المليشيات المفترض الذي تعد له منذ مدة بهجوم مباغت. وتمكنت المجموعات المقتحمة بالفعل من دخول الجلمة، وهي محور العمل الرئيسي بعدما فجرت سيارة مفخخة في العصمان في الأطراف الشرقية من البلدة. ولكن المجموعات المتوغلة داخل الجلمة قطع عنها خط الامداد بسبب النيران الهائلة التي استهدفته، ولم يعد في امكانها الانسحاب بسهولة. وبدا أنها تعرضت لكمين معد مسبقاً من قبل المليشيات التي أتاحت فرصة دخول مقاتلي المعارضة كي تحاصرهم.
وقتل عدد كبير من مقاتلي المعارضة في محور الجلمة في الاشتباكات والقصف المباشر، ولم تتمكن المعارضة من سحب جثث غالبية قتلاها. المحوران الثانويان اللذان أشغلتهما المعارضة نحو كفر هود والشيخ حديد، فلم تحرز فيهما أي تقدم، ولكنها نجحت في قتل أكثر من 25 عنصراً للمليشيات بينهم متطوعون من "حزب البعث" من أبناء المنطقة.
مصدر معارض أكد لـ"المدن"، أن المليشيات باتت تعتمد على عملائها لرصد تحركات المعارضة، وبدا ذلك واضحاَ في المعركة الأخيرة، فالمليشيات كانت تعرف مخطط المعارضة مسبقاً وكانت جاهزة للرد.
صفحة "سراقب نيوز"، قالت: "يكاد صوت المأذن أن لا يغيب عن مآذن سراقب، فما إن يصمت بعد الإعلان عن شهيد لدقائق حتى يعود لينادي سبحان الملك والملكوت سبحان العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت ثم يتابع مناديا على شهيد آخر. السماء في سراقب اليوم كانت حزينة. الشمس بدت باهتة والأرض تبكي أهلها. لا مظاهر للحياة في شوارع سراقب فكل الوجوه واجمة. بمن تعزي وعلى من تحزن ولأجل من تبكي. الكل أبناؤنا والكل إخوتنا وحسبنا الله ونعم الوكيل".
وكانت جبهات القتال بين المعارضة المسلحة ومليشيات النظام الروسية شمال غربي حماة وجنوبي ادلب، قد شهدت ليل الثلاثاء/الأربعاء، اشتباكات متقطعة، وواصلت المليشيات قصفها البري، وحلقت طائرات الاستطلاع بكثافة، في حين غاب الطيران الحربي والمروحي عن الأجواء بعد منتصف الليل. الطيران الحربي عاد للقصف منذ ساعات صباح الأربعاء الأولى، وسجلت عشرات الغارات في ريفي حماة وإدلب.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها