الأربعاء 2019/06/19

آخر تحديث: 14:12 (بيروت)

إدلب: مجلس الأمن يناقش..و"العليا للمفاوضات" ترفض لقاء الروس

الأربعاء 2019/06/19
إدلب: مجلس الأمن يناقش..و"العليا للمفاوضات" ترفض لقاء الروس
Getty ©
increase حجم الخط decrease
عقد مجلس الأمن الدولي، مساء الثلاثاء، جلسة استثنائية حول سوريا بشكل عام، وإدلب بشكل خاص، بطلب من مندوبي دول الكويت وبلجيكا وألمانيا، المسؤولة عن الملف الإنساني في مجلس الأمم المتحدة.

وقالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية روزماري دي كارلو، إنَّ على روسيا وتركيا المساهمة في تحقيق الاستقرار في شمال سوريا، خاصة في إدلب التي تقصف بالقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة. وأضافت أنَّ الوضع في إدلب خطير إلى حد كبير والمدنيون هم من يدفعون الثمن الأكبر، داعيّة للتمييز وتحييد المدنيين في الحملة العسكرية التي يشنَّها النظام بدعم من الطيران الروسي.

وجددت دي كارلو تأكيدها على أنَّه لا حل عسكرياً للوضع في سوريا، ويجب متابعة المباحثات للوصول إلى حل سياسي يعيد الاستقرار في البلاد.

وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، قال إنَّ العنف في إدلب استمر حتى خلال أيام عيد الفطر، لافتاً إلى أنَّ النازحين داخلياً في إدلب يعيشون وضعاً صعباً في العراء والملاجئ المؤقتة.

وأضاف إن بعض المستشفيات لا تكشف مواقعها للأطراف المتحاربة لأن هذا يجعلها أهدافاً. وقال، إنه منذ أواخر نيسان/أبريل، أكدت منظمة الصحة العالمية أن 26 واقعة تسببت في إلحاق أضرار بمنشآت صحية في شمال غرب سوريا.

وقال: إن"قصف منشأة كشفت عن إحداثيات موقعها بموجب نظام منع الاشتباك الخاص بالأمم المتحدة أمر غير مقبول بالمرة. عدد من الشركاء الآن يشعرون بأن تقديم الإحداثيات الجغرافية للأطراف المتحاربة يجعل منهم أهدافا".

وذكر أن الأمم المتحدة تعيد النظر في نظامها لمنع الاشتباك وستبلغ مجلس الأمن بنتائجها الأسبوع المقبل.

وأعلن مندوب ألمانيا في مجلس الأمن كريستوف هيوسجن، تمسك بلاده بضرورة حماية المدنيين في إدلب وفق المعاهدات الدولية ومحاسبة كل من تعرض لهم واستهدفهم بالأسلحة والصواريخ العشوائية وفق القانون الدولي.

وأشار هيوسجن إلى أنَّ محاربة الإرهاب المتمثل بهيئة تحرير الشام لا يلغي وجوب حماية المدنيين في إدلب أو يعطي الضوء الأخضر لإبادة المدنيين بحجة محاربة الإرهاب.

ولفت مندوب فرنسا في مجلس الأمن فرنسوا ديلاتر، إلى أن الهجمات على المنشآت الطبية في إدلب ترقى لمستوى جرائم الحرب، دون تحديد الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات.

وتأتي جلسة مجلس الأمن في وقت تشهد فيه إدلب وحماة حملة عسكرية عنيفة تقودها روسيا، بدأت عقب فشل الجولة 12 من مباحثات أستانة، في 26 نيسان/إبريل.

مندوب النظام السوري في مجلس الأمن، زعم إنَّ "السبب الرئيسي لمعاناة السوريين هو سياسات حكومات الدول الراعية للإرهاب وممارسات أدواتها الإرهابية والجرائم المتواصلة التي يرتكبها التحالف الدولي والمليشيات العميلة له".

مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، قال: "على الرغم من الاستفزازات والهجمات العدوانية التي يشنها المسلحون، ستظل روسيا ملتزمة بالاتفاقيات القائمة مع تركيا بشأن الاستقرار في إدلب".

وأشار إلى أن "عسكريي روسيا وتركيا على اتصال مستمر، فضلا عن تنسيق الأعمال من أجل منع تصاعد العنف وزعزعة الاستقرار".

وأضاف رئيس البعثة الروسية "ومع ذلك، فإن روسيا وتركيا لن تغمضا أعينهما عن الأعمال الاستفزازية الخطيرة للإرهابيين التي تهدد الأراضي التركية والقاعدة الجوية الروسية في حميميم والعسكريين السوريين والمدنيين".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد ناشد روسيا وتركيا، العمل على استقرار الوضع في شمال غرب سوريا "دون إبطاء".وقال للصحافيين: "أنا قلق للغاية من تصاعد القتال في إدلب والوضع خطير للغاية بالنظر إلى مشاركة عدد متزايد من الأطراف... وحتى في الحرب على الإرهاب لا بد وأن يكون هناك التزام كامل بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني".

وتابع "أدعو خصوصا الجهات الضامنة لعملية آستانة وخصوصا روسيا وتركيا وهما بلدان وقعا اتفاق أيلول/سبتمبر 2018 حول إدلب إلى العمل على استقرار الوضع من دون تأخير".

وأضاف "لا حل عسكريا للأزمة السورية.. على الحل أن يكون سياسياً" منددا بأن يدفع المدنيون مجددا "ثمنا فظيعا" في المعارك الدائرة.

وقال أيضا "حتى في مجال مكافحة الارهاب من الضروري احترام حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي بشكل كامل".

من جهة أخرى، رفضت "هيئة التفاوض العليا" المعارضة اللقاء مع الروس بسبب استمرار الهجمات العسكرية على مناطق في الشمال السوري، بحسب ما أعلنه رئيسها نصر الحريري.

وأكد الحريري في مؤتمر صحافي في الرياض، الثلاثاء، أنه كان هناك طلب من روسيا للقاء، لكن الهيئة اشترطت إيقاف القصف على إدلب أولاً. وقال الحريري إن الهيئة لم تجرِ اللقاء، مضيفًا، "أخبرنا روسيا بما يجري في إدلب، ومسؤولياتها المباشرة في المنطقة الشمالية، وبأن الهيئة جاهزة لاستمرار المشاورات للوصول إلى حل سياسي عندما يتوقف القصف على الأهالي في إدلب".

وأشار الحريري: "كيف يمكن الحديث عن لقاءات وعملية سياسية ولجنة دستورية، وروسيا تحرق الأخضر واليابس في سوريا؟ فهي ليست مؤمنة بالحل السياسي وعليها أن تكون صريحة مع الشعب السوري".

وطالب الحريري "الدول الشقيقة" أن يكون لها دور في وقف الهجمة على إدلب والاستهداف المباشر للمواطنين، ودعم عوامل الصمود لإرسال رسالة مباشرة للروس والنظام بأن الحسم العسكري لن يكون متاحاً في سوريا. وأعرب عن أمله في استمرار تركيا بجهودها والضغط بشكل أكبر من أجل إيقاف الحملة العسكرية.

وحول العملية السياسية اعتبر الحريري أنه من غير المنطق أو المقبول الحديث عن أي عملية سياسية أو لجنة دستورية في ظل ما يجري على الأرض. كما اعتبر أن العملية السياسية في سوريا توقفت بسبب موقف النظام السوري ورفضه لأي خطوة أو أي مبادرة قد تؤدي للحل السياسي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها