الإثنين 2019/05/27

آخر تحديث: 07:10 (بيروت)

الانتخابات الأوروبية: التشرذم..والجنوح اليميني

الإثنين 2019/05/27
الانتخابات الأوروبية: التشرذم..والجنوح اليميني
Getty ©
increase حجم الخط decrease
تقدم اليمين المتطرف برئاسة مارين لوبن، الأحد، على حزب الرئيس ايمانويل ماكرون في فرنسا في الانتخابات البرلمانية الاوروبية، في نتيجة ترتدي رمزية كبيرة ترافقت أيضا مع تقدم مناهضي التجربة الوحدوية الأوروبية في كثير من البلدان.

وحسب استطلاعات الرأي جمع حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف 24% من الأصوات متقدما على حزب ماكرون الذي نال ما بين 22 و23%.

وسارع حزب مارين لوبن الى المطالبة بـ"تشكيل مجموعة قوية" داخل البرلمان الأوروبي.

كما تميزت الانتخابات الاوروبية في فرنسا بمفاجأة أخرى تمثلت بحصول لائحة أنصار البيئة على المركز الثالث بنسبة بلغت 12%.

وفي المانيا أيضا حقق انصار البيئة تقدما حيث أفادت استطلاعات الرأي ان الخضر سيحتلون المرتبة الثانية وراء معسكر انغيلا ميركل الذي يسجل أسوأ نتيجة له مقارنة بالانتخابات السابقة.
وقالت الالمانية سكا كيلير رئيسة لائحة انصار البيئة في البرلمان الاوروبي بعد اعلان نتائج استطلاعات الرأي "لقد حققنا انتصارا كبيرا".

في النمسا حل الحزب المحافظ برئاسة المستشار سيباستيان كورتز في الطليعة، متقدما على الاشتراكيين الديموقراطيين وحزب الحرية اليميني المتطرف، حسب استطلاعات الرأي التي نشرت لدى اقفال صناديق الاقتراع.

في المجر حقق الحزب السيادي برئاسة رئيس الحكومة فيكتور اوربان انتصارا ساحقا جامعا نحو 56% من الاصوات، ومتقدما بأكثر من 45 نقطة على المعارضة من يسار الوسط واليمين المتطرف، حسب استطلاعات الرأي ايضا.

وفي إيطاليا تصدّر حزب "الرابطة اليميني" المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني الانتخابات الأوروبية بحصوله على نسبة تتراوح بين 27 و31% من الأصوات، بحسب استطلاعات الرأي. في حين حصدت "حركة خمس نجوم"، المكوّن الثاني للغالبية الحكومية، ما بين 18,5 و23% من الأصوات بحسب التقديرات نفسها، ومن المتوقع أن تحلّ خلف الحزب الديموقراطي (يسار وسط) الذي نال ما بين 21 و25%.

في إسبانيا، بات رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الرابح الأكبر في الانتخابات الأوروبية، الأحد، مع تصدّر حزبه الاشتراكي الحاكم للنتائج، ومن المرجح أن يستغل هذا الفوز لزيادة نفوذه في الاتحاد الأوروبي.

وفي اليونان، خسر حزب سيريزا الذي يتزعمه رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، في الانتخابات الأوروبية، لصالح حزب الديموقراطية الجديدة المعارض. وأعلن تسيبراس، مساء الأحد، انه سيدعو الى انتخابات مبكرة الشهر المقبل بعد الانتكاسة التي تلقاها في الانتخابات الأوروبية والبلدية على السواء.

في بريطانيا، أظهرت نتائج أولية أن حزب بريكست البريطاني يتقدم بنسبة 31,5% من الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي، مع تراجع حزب المحافظين الحاكم الى المركز الخامس بعد فشله في إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وحتى لو أن نسب المشاركة تبقى ضعيفة مقارنة بالانتخابات الوطنية، فانها سجلت ارتفاعا في أكثر من نصف بلدان الاتحاد الاوروبي. فقد ارتفعت نسبة الاقتراع في كل من المانيا واسبانيا وفرنسا.

ودعي 427 مليون ناخب أوروبي إلى التصويت لانتخاب 751 نائبا في البرلمان الأوروبي لولاية مدتها خمس سنوات، يلعبون خلالها دورا حاسما في صوغ القوانين الأوروبية.

وكانت الانتخابات البرلمانية أجريت ما بين الخميس والسبت في سبعة بلدان بينها المملكة المتحدة التي نظمت الانتخابات بسرعة بعد إرجاء بريكست إلى 31 تشرين الأول/اكتوبر. ويُفترض أن تنتهي ولاية النواب البريطانيين في البرلمان الأوروبي عند خروج بلادهم من الاتحاد على أن يتمّ إلغاء مقاعدهم أو توزيعها على دول أخرى.

ومع ان استطلاعات الرأي تشير الى حصول الاحزاب اليمينية المتطرفة على نتائج افضل من الانتخابات الاخيرة، فإنها لن تكون قادرة على ضمان غالبية في البرلمان الاوروبي، وستحصل حسب المحللين على أكثر بقليل من ثلث اعضاء البرلمان الاوروبي.

وكانت مجموعة "أوروبا الأمم والحريات" التي تنضوي الاحزاب اليمينية المتطرفة الاساسية فيها، وعلى رأسها حزب التجمع الوطني الفرنسي وحزب الرابطة الايطالي، نالت في الانتخابات البرلمانية الاوروبية السابقة 37 مقعدا، إلا أنه من غير المستبعد أن تتمكن حاليا من مضاعفة هذا الرقم. ومن غير المستبعد ايضا أن ينضم حزب فيديس المجري برئاسة أوربان الى هذه المجموعة بعد أن علقت عضويته حاليا في مجموعة المسيحيين الديموقراطيين في الحزب الشعبي الاوروبي.

ويمكن أن يبقى الحزب الشعبي الأوروبي والاشتراكيون الديموقراطيون أكبر حزبين في البرلمان الأوروبي، لكن هذه الانتخابات يفترض أن تنهي قدرتهما على تشكيل غالبية وحدهما لتمرير نصوص تشريعية.

ويأمل الليبراليون في أن يصبحوا قوة لا يمكن الالتفاف عليها في البرلمان لصالح تحالف مطروح مع مؤيدي ماكرون المنتخبين. كما يأمل دعاة حماية البيئة في أن يصبحوا محاورا لا بد منه في المشهد السياسي الذي يبدو مشتتا اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وإعادة تشكل المشهد السياسي هذه ستكون حاسمة للسباق الى المناصب الأساسية في المؤسسات الأوروبية وخصوصا رئاسة المفوضية خلفا لجان كلود يونكر من الحزب الشعبي الأوروبي.

وذكر المتحدث باسم البرلمان الأوروبي خاومي دوش أنه "لا أحد يمكنه أن يصبح رئيس المفوضية بدون أن يحصل على دعم 376 من أصل 751 نائبا أوروبيا".

وسيعقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الثلاثاء قمة للبحث في التعيينات المقبلة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها