الجمعة 2019/05/24

آخر تحديث: 12:12 (بيروت)

معركة حماة: إحياءُ المعارضة.. والدعم التركي

الجمعة 2019/05/24
معركة حماة: إحياءُ المعارضة.. والدعم التركي
Getty ©
increase حجم الخط decrease
أعادت معارك حماة ثقة فصائل المعارضة المسلحة في إمكاناتها وقدراتها العسكرية من جديد. وكشفت المعارك الأخيرة مع مليشيات النظام الروسية، أن الإرادة وحماسة القتال لدى مقاتلي الفصائل ما تزال موجودة، وأن ما كان ينقصهم بالفعل، هو قرار المعركة، أو الحصول على الدعم الكافي كي يتحقق التكافؤ في العدد والعتاد الحربي ولو بالحد الأدنى مع المليشيات. كما كانت المعركة بالنسبة لبعض الفصائل، فرصة لإحيائها، بعدما خفت نجمها في الفترة الماضية لحساب صعود وهيمنة "هيئة تحرير الشام".

إحياء الفصائل

الجناح العسكري في "أحرار الشام"، أعلن قبل يومين عن فتح باب الانتساب إلى صفوف وحدات المهام الخاصة التابعة له، ما عكس حالة التعافي التي تعيشها الحركة ومقاتلوها في الآونة الأخيرة، بعدما كانت لهم مشاركة لافتة في المعركة منذ بدايتها. وبدا أن القادة والمقاتلين، كانوا بانتظار هذه المعركة، ليثبتوا أن حركتهم ما تزال حية، وتحتفظ بهيكليتها وتنظيمها، وفي إمكانها النهوض من جديد كمنافس قوي للفصائل الإسلامية.

شاركت "أحرار الشام"، بنخبة مقاتليها منذ بداية المعركة، والمشاركون هم في الغالب من أبناء سهل الغاب ومناطق جنوبي ادلب، ممن ينتسب معظمهم لـ"مغاوير الأحرار"، وهم مقاتلون مدربون، وقد حصلوا على دعم تركي جيد أهلهم للقتال بفعالية. وخلال الأسبوعين الماضيين، عاد العشرات من مقاتلي "الحركة" المبعدين من قبل "الهيئة". وظهر قادتها بشكل مستمر في الميدان يُشرفون على محاور القتال، ويجهزون الأرتال المشاركة.

وبدا تسليح "جيش الأحرار"، خلال المعارك تسليحاً نوعياً، وبات لديه مضادات دروع وأسلحة ثقيلة ومدرعات تركية، وأبلى مقاتلو القوات الخاصة بشكل جيد في العمليات القتالية.

وحال "صقور الشام"، لا يختلف كثيراً عن حال "الأحرار"، إذ يتداول أنصارها في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر التعزيزات العسكرية واستعدادات المقاتلين المنظمين وهم في لباس ميداني موحد. واختار الصقور تسمية جديدة لفصيلهم الذي ينحدر معظم مقاتليه من منطقة جبل الزاوية، باسم "جيش الصقور".

الفصائل الإسلامية الثلاثة التي تنضوي في صفوف "الجبهة الوطنية للتحرير"، "أحرار الشام" و"جيش الأحرار" و"صقور الشام"، بدت مهتمة بإظهار مقاتليها المنظمين وعتادهم الحربي ومشاركتها في المعارك بشكل أكبر من الفصائل الأخرى في الجبهة، على الرغم من أن الجميع شارك بفاعلية في العمليات البرية والتغطية النارية. المكاتب الإعلامية في الفصائل الثلاثة عملت بشكل مقصود بطريقة تشبه إلى حد ما الطريقة التي يتبعها إعلام "تحرير الشام".

الدعم التركي

المعركة الأخيرة في حماة انطلقت بدعم تركي، والمعارضة لا تخجل من الاعتراف بذلك، وتقول إن إرادة القتال لدى مقاتليها لا تكفي لوقف زحف المليشيات التي تتلقى دعماً نارياً روسياً يمهد لها بشكل متوحش، والأعداد الكبيرة من مقاتلي المعارضة لا تكفي لقلب الموازين في الميدان. وقد بدا ذلك واضحاً في المراحل الأولى من المعركة، وتحول الفصائل من الدفاع إلى الهجوم في المراحل التالية.

انطلاق المعركة بدعم تركي، يعني أن ينخرط الآلاف من المقاتلين في الأعمال الحربية، وتعمل الفصائل في غرفة عمليات واحدة وبشكل منظم، وتحصل على أسلحة نوعية، كالصواريخ والمدفعية والذخائر المتنوعة، ومضادات الدروع مثلاً، والتي كان لها دور كبير في المعركة لصالح المعارضة.

مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن"، أنه في امكان المعارضة استعادة ما خسرته في وقت قياسي برغم النيران الروسية الهائلة التي تنهال على مواقعها القريبة من خط الاشتباك. وفي المواقع التي استعادتها من المليشيات مؤخراً، وبحسب المصدر، تبدو مهمة المعارضة صعبة، وتكلفها يومياً عدداً كبيراً من القتلى في صفوفها، وبرغم ذلك هي مستعدة لمواصلة التقدم، ولكن ذلك يرتبط بشكل حيوي مع استمرار الدعم التركي للمعركة.

وبحسب المصدر، فإن بامكان المعارضة الاستفادة من التغيرات الأخيرة في الموقف التركي، وتتعامل بجدية أكبر مع مصالحها المتقاطعة مع تركيا، فالتفاهمات الروسية-التركية في "سوتشي"، في أدنى مستوياتها في الوقت الحالي، ولمعركة المعارضة أهمية كبيرة في تحديد مستقبل ادلب ومحيطها في المنظور القريب على الأقل. وبحسب المصدر، فإن أداء المعارضة يدعم بشكل كبير الموقف التركي الداعم للمعارضة أمام التوحش الروسي.

تعزيزات درع الفرات

دفعت تركيا فصائل المعارضة المسلحة في منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، في ريف حلب لإرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهات حماة وجنوبي ادلب خلال الأسبوع الماضي، وأرسلت الفصائل تعزيزات التحقت بجبهات القتال بشكل مباشر. "الجبهة الشامية" و"أحرار الشرقية" و"جيش بدر" أرسلت العشرات من مقاتليها مع عتادهم العسكري الخفيف والمتوسط.

وأعلن "جيش الإسلام"، أنه مشارك في المعارك تحت مسمى آخر لكي لا يتم الاعتداء عليهم من جانب "الهيئة"، ويقول الجيش إنه جاهز للمشاركة في معارك إدلب وحماة بشكل أكبر في حال حصل على ضمانات بعدم الاعتداء على مقاتليه. ونعى الجيش أحد مقاتليه، الأربعاء، قتل في معارك حماة.

إرسال تعزيزات عسكرية إلى معارك حماة من منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، تندرج في إطار التصعيد التركي. الجبهات ليست بحاجة للمزيد من مقاتلي المعارضة، والحاجة هي للسلاح النوعي، وبكميات أكبر وبشكل مستمر، حتى استعادة المناطق التي سيطرت عليها المليشيات.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها