الجمعة 2019/05/10

آخر تحديث: 13:44 (بيروت)

حماة الشمالي: هل بدأ الهجوم المعاكس.. أم انتهت المعركة؟

الجمعة 2019/05/10
حماة الشمالي: هل بدأ الهجوم المعاكس.. أم انتهت المعركة؟
Getty ©
increase حجم الخط decrease
تواصلت الغارات الجوية الروسية على إدلب، رغم أنباء عن استجابة موسكو لطلب تركي بوقف التصعيد على المنطقة. وبدأت فصائل المعارضة، صباح الجمعة، هجوماً معاكساً لاسترجاع المواقع التي خسرتها خلال اليومين الماضيين. ويتركز العمل العسكري حالياً على محوري كفرنبودة والشريعة-عين الطاقة.

وأكدت "وكالة إباء" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، نقلاً عن مصدر عسكري في "الهيئة"، كسر الخطوط الدفاعية لقوات النظام في كفرنبودة، وانتقال الاشتباكات إلى داخلها. كما بث عناصر من "الجبهة الوطنية للتحرير" مقاطع مصورة تظهر عمليات تمشيط بلدتي عين الطاقة والشريعة بريف حماة الشمالي.

وتزامناً مع العمليات العسكرية شمال حماة، كثفت الطائرات الحربية غاراتها على خطوط إمداد العمليات العسكرية، واستهدفت قرى شحشبو والهبيط بعشرات الغارات الجوية.

صفقة أم تخاذل فصائل؟

تقدم قوات النظام السريع إلى بلدات من ريف حماة الشمالي أعاد إلى الذاكرة تهجير درعا والغوطة الشرقية. فخلال أيام قليلة توسعت رقعة سيطرة النظام، وسط تمهيد ناري على البلدات المحاذية لخطوط النار، ما تسبب بنزوح أهالي خان شيخون وحتى أطراف جبل الزاوية الجنوبية باتجاه الحدود التركية.

سيطرة مليشيات النظام على قلعة المضيق من دون مقاومة، بعد معركة كفرنبودة وتل عثمان، أعادت إلى الأذهان تسريباً سابقاً لخريطة قيل إنها لمناطق النفوذ بحسب مقررات أستانة، خلال معركة شرقي سكة الحجاز في إدلب. وانتهت المعركة حينها بسيطرة النظام على الجزء الشرقي من إدلب ومطار أبو ضهور العسكري، وتهجير أهالي المنطقة وتدميرها ومقتل مئات من عناصر الفصائل.

إلا أن ما يحدث حالياً يحمل الكثير من التناقض؛ المقاومة العنيفة والمعارك في كفرنبودة وتل عثمان، مقابل الدخول الآمن لقوات النظام إلى قلعة المضيق، واستمرار القصف على الهبيط شرقاً، وترك أهالي بلدة الشريعة يواجهون قوات النظام بأسلحتهم الخفيفة، من دون تحرك الفصائل العسكرية. الهجوم المعاكس الذي بدأته المعارضة، الجمعة، يتوافق مع تسجيل صوتي لقائد "جيش العزة" جميل الصالح، الخميس، أعلن فيه استمرار المعارك، وحث الفصائل على "ترك مقررات المؤتمرات والنزول إلى أرض المعركة".

اتهامات المدنيين بتهاون الفصائل العسكرية وبيع المنطقة عسكرياً للنظام، ردّها قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، الى ضعف التحصينات العسكرية، وعدم سماح الأهالي للفصائل العسكرية بتدعيم الخاصرة الضعيفة في قلعة المضيق والبلدات المحيطة بها. الجولاني أكد في مؤتمر دعا إليه إعلاميين من إدلب، الخميس، أن "حالة الرخاء والتجارة بين مناطق النظام والمعارضة في ريف حماة الشمالي كانت نتيجة لاتفاقات غير معلنة بين مناطق النظام والمعارضة لتجنيب البلدات المعارك".

غرفة عمليات جديدة على طريق التوحد

أعلنت فصائل عسكرية معارضة، ليل الخميس/الجمعة، تشكيل غرفة عمليات عسكرية ضمت 25 فصيلاً منها "تحرير الشام" و"أحرار الشام" و"جيش الأحرار" و"الجبهة الوطنية للتحرير" و"الحزب الإسلامي التركستاني"، لتوحيد الجهود العسكرية في مقاومة النظام جنوبي إدلب. وذلك، على غرار "جيش الفتح" الذي شاركت به معظم الفصائل العسكرية خلال تحرير إدلب منتصف العام 2015، بحسب ما أعلنه الشرعي السابق لـ"جيش الفتح" عبدالله المحيسني.

وللمرة الأولى، تنضم فصائل ذات طابع إسلامي متشدد كـ"حراس الدين" و"أنصار التوحيد" إلى غرفة عمليات مشتركة مع فصائل المعارضة في ما تبقى من الجيش الحر. وقد يُشير ذلك إلى ميل عام لدى مختلف الفصائل لقبول الاندماج مستقبلاً في جسم عسكري موحد، قد يكون تحت إمرة "هيئة تحرير الشام"، والرضى بمقررات المؤتمرات الدولية. وذلك لحماية نفسها، وتجنب مصير "حركة نور الدين الزنكي".

ما أهداف النظام؟

دخول النظام إلى الخاصرة الجنوبية الغربية من الشمال المحرر، أضعف المنطقة المحيطة بمورك وخان شيخون، ما سيسهل عليه مستقبلاً، إن ظل مسيطراً عليها، فتح جولة جديدة للاقتراب أكثر من الطرقات الدولية المتفق عليها في أستانة M4 وM5. وستكون بذلك مدن مورك وخان شيخون وسراقب وجسر الشغور، أهدافاً مستقبلية للعمليات العسكرية، كون تلك الطرقات تمر عبرها، وكونها أقرب المدن إلى جبهات القتال.

مصالحة؟

خلال المعارك الأخيرة في ريف حماة ألقت الطائرات الحربية منشورات تطلب من المدنيين إجراء "مصالحات للعودة الآمنة إلى مناطقهم"، وهي الرسالة التي ترغب روسيا بتمريرها للمدنيين والضغط على الفصائل العسكرية، مستغلة حالة عدم الثقة بين الفصائل والمدنيين، والإشاعات عن صفقات لبيع المنطقة بين الفصائل والضامن التركي.

ويتولى عرابو "المصالحات" نشر أخبار تدين الفصائل العسكرية، وتطلب من الأهالي العودة إلى مناطقهم المدنية كما حصل في وقت سابق في أبو ضهور، حين فتحت قوات النظام "معبراً إنسانياً" باتجاه واحد فقط من مناطق المعارضة إلى مناطق النظام.

وإذا لم تتمكن المعارضة من رد النظام، فقد تتكرر "المصالحات الاضطرارية" بعد المعركة الأخيرة، فبعد مضي أسبوع على بدء المعارك وافتراش نحو 50 ألف عائلة الحقول الزراعية، وعجز المنظمات الإغاثية عن سد الاحتياجات الطارئة لإيواء وإطعام وعلاج هذه العائلات، قد تفضل العائلات العودة إلى منازلها في المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام حديثاً، على النوم في العراء. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها