الخميس 2019/04/25

آخر تحديث: 19:11 (بيروت)

دمشق توقع اتفاق الاستثمار الروسي لمرفأ طرطوس

الخميس 2019/04/25
دمشق توقع اتفاق الاستثمار الروسي لمرفأ طرطوس
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
أكد وزير النقل السوري علي حمود، أنه تم توقيع عقد استثمار ميناء طرطوس مع شركة "ستروي ترانس غاز-CTG" الروسية الخاصة لمدة 49 عاماً. وأشار حمود، إلى أنه "استثمار لشراكة في إدارة وتوسيع وتشغيل مرفأ طرطوس وفق نظام عقود التشاركية بين القطاع العام والخاص المعمول به في سوريا".

وفي تصريحات رسمية، نفى حمود ما تم طرحه أخيراً عن "استئجار أو مقايضة الميناء مع الجانب الروسي"، موضحاً أن "تحديد فترة العقد بـ49 عاماً لكون الدراسة والجدوى الاقتصادية للمشروع تحتاج لهذه المدة لتحقيق الربح المطلوب للطرفين".

واعتبر حمود أن "مردود هذه الخطوة الاستثمارية لفك الحصار والحد من العقوبات الظالمة"، مضيفاً: "إن وجود شركة عالمية مستثمرة للمرفأ من شأنه أن يعطي أجواء إيجابية للسفن العالمية ويحثها على ارتياد المرفأ الأمر الذي من شأنه التخفيف من وطأة الحصار الظالم المفروض على سوريا والمساهمة في وصول احتياجات ومستلزمات الشعب السوري".

وبيّن حمود أن المشروع يتضمن إجراء "توسيع بالاتجاه الشمالي للمرفأ إضافة لجميع الأعمال التطويرية فيه وتحديث البنية التحتية للمرفأ الحالي وإنشاء آخر جديد لتزداد الطاقة الاستيعابية للمرفأ بعد توسعته من 20 ألف حاوية إلى مليوني حاوية سنوياً ما سيؤدي إلى زيادة الإيرادات بعشرات الأضعاف".

وحول وضع العاملين في المرفأ، قال حمود إنه تمت "الاستجابة لطلبات الجانب السوري في الاتفاق وأهمها العمال والمحافظة عليهم"، مشيرا الى إمكانية "تعميم هذه التجربة في أكثر من مرفأ، بما يضمن المنافسة للموانئ في دول الجوار والمنطقة". وأضاف أن التحكيم سيكون في المحاكم السورية وعبر القضاء الإداري السوري، موضحاً أن شروط العقد حازمة ومواده تضمنت التنفيذ وفق برنامج زمني محدد.

وقال حمود إن تجربة العقد المرتقب ليست جديدة إذ "كانت لنا تجربة سابقة في إدارة محطة الحاويات في مرفأ طرطوس من شركة فلبينية، وحاليا الإدارة في محطة حاويات مرفأ اللاذقية لشركة سورية فرنسية مشتركة، والتجربة ليست جديدة فمعظم المشاريع الإستراتيجية العالمية وبالأخص المرافئ في العالم تدار من قبل شركات مختصة وليس بشكل ذاتي بما يحقق ربحية وعائدات أكبر".

وأكد حمود أن "الاستثمار من شأنه تنشيط قطاع النقل البري والسككي بكل أنواعه وسيعيد الحياة له عبر نقل البضائع سواء للأسواق الداخلية أو عبر الترانزيت، مع إعادة تأهيل شبكة السكك الحديدية والطرق الرئيسية التي تربط المرفأ بدول الجوار، واستكمال مشروع ربط الساحل السوري مع العراق والخليج ومن ثم مزايا مهمة لمرور طريق الحرير عبر سوريا، إضافة لاستكمال المرفأ الجاف الرافد لعمل المرفأ البحري، وتقوية عمل المرافئ الجافة في المحافظات".

وعن مزايا التعاقد مع الجانب الروسي قال حمود: "يمكننا الاستفادة من علاقات روسيا مع مختلف الدول وخاصة دول الجوار، والاستفادة من العلاقات التجارية الضخمة للجانب الروسي الصديق وخاصة في تصدير الخضار والفواكه والحمضيات إلى مختلف دول العالم عن طريق إنشاء مركز توضيب وفرز لهذه الحمضيات، وكذلك إنشاء مركز لتوزيع القمح الروسي في المنطقة، والانطلاق بمشاريع رائدة تؤسس لجذب استثمارات جديدة بحيث تشجع الشركات المحلية والأجنبية على الاستثمار ولاسيما في ظل ظروف الحظر الاقتصادي المفروض".

مرفأ طرطوس

ويشغل المرفأ حالياً مساحة 3 ملايين متر مربع، منها 1.2 مليون مساحة الأحواض المائية و1.8 مليون مساحة الساحات والمستودعات والأرصفة. وقد صممت المرفأ شركة "كامب ساكس" الدنماركية المتخصصة بتصميم المرافئ. وبدأ بناؤه في 1960، وإكملت المرحلة الأساسية في عام 1966 وبدأ استثماره بشكل محدود في 1966، وكان عبارة عن رصيف واحد بطول 500 متر مع عدد محدود من الآليات والمستودعات والساحات الترابية. ثم تأسست الشركة العامة لمرفأ طرطوس بموجب المرسوم التشريعي رقم 314 لعام 1969.


أزمة العمال

أحد العاملين في النقل البحري، والمتعاملين مع مرفأ طرطوس منذ سنوات، قال لـ"روسيا اليوم"، إن لجنة روسية درست وضع المرفأ، وأن أبرز ما تمت مناقشته تركز حول وضع العمالة فيه، إضافة إلى وضع الآليات أو البنية التحتية في المرفأ.

فالمرفأ بحاجة إلى تأهيل من جديد، ومعظم الآليات غير جاهزة، إضافة إلى أن عدد العمال فيه كبير مقارنة بمرافئ مماثلة، مثلاً مرفأ نوفوروسيسك في روسيا يشغله 600 عامل، بينما مرفأ طرطوس فيه نحو 5 آلاف عامل، ويضيف مصدر "روسيا اليوم": "تبين بعد سبر حالة العمالة في المرفأ أن المكان الذي يحتاج عاملاً واحداً يوجد فيه نحو ستة عمال".

ويقول إن وضع العمال كان موضوع الخلاف الأبرز بين الشركة الروسية المستثمرة وإدارة المرفأ، وأن ثمة اتجاهات طُرحت للحل، منها الاتفاق على إبقاء نحو 36% من العمال في المرفأ، وتحويل الآخرين إلى جهات حكومية أخرى، أو إحالة بعضهم إلى التقاعد المبكر.

ستروي غاز

نفذت "شركة ستروي ترانس غاز" الروسية مشاريع متعددة في سوريا، مثل خط الغاز العربي، ومعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى الذي ينتج 7 ملايين متر مكعب غاز يومياً، ومعمل الغاز في توينان وينتج اليوم حوالي 1.4 مليون متر مكعب غاز يومياً، بحسب "الاقتصادي".

في 17 آذار 2019، دخل العقد الموقع بين "المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية" و"شركة ستروي ترانس غاز" الروسية حيز التنفيذ، لاستثمار معامل شركة الأسمدة في حمص، على أن تكون مدة الاستثمار 40 عاماً بقيمة لا تقل عن 200 مليون دولار.

وصادق "مجلس الشعب" أيضاً في آذار 2018، على العقد الموقع بين "المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية" و"ستروي ترانس غاز" الروسية، لاستثمار واستخراج الفوسفات من مناجم الشرقية لمدة 50 عاماً بإنتاج 2.2 مليون طن سنوياً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها