الثلاثاء 2019/04/23

آخر تحديث: 19:48 (بيروت)

"داعش" يتبنى تفجيرات سريلانكا.. رداً على مذبحة نيوزيلندا؟

الثلاثاء 2019/04/23
"داعش" يتبنى تفجيرات سريلانكا.. رداً على مذبحة نيوزيلندا؟
عدد ضحايا تفجيرات سريلانكا ارتفع إلى 321 (Getty)
increase حجم الخط decrease
قالت وكالة "أعماق" للأنباء التابعة لتنظيم "داعش"، الثلاثاء، إن التنظيم أعلن مسؤوليته عن التفجيرات المنسقة التي شهدتها سريلانكا وأودت بحياة 321 شخصاً وأصابت نحو 500 آخرين.

ونقلت الوكالة عن مصدر قوله إن "منفذي الهجوم الذي استهدف رعايا دول التحالف والنصارى في سريلانكا أول أمس من مقاتلي الدولة الإسلامية".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر قريب من التحقيق أن شقيقين مسلمين نفذا التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا فندقين ضمن الاعتداءات التي وقعت في سريلانكا.

وذكر المصدر أن الشقيقين هما نجلا تاجر توابل ثري من كولومبو، وفجرا نفسيهما فيما كان نزلاء فندقي شانغري-لا وسينامون غراند ينتظرون دورهم لتناول الفطور، مشيراً إلى "إحباط مخطط لاستهداف فندق رابع"، في سلسلة التفجيرات التي استهدف كنائس وفنادق فخمة.

وبلغ عدد المعتقلين لدى شرطة سريلانكا 40 مشتبهاً بالتورط في التفجيرات. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أن شرطة سريلانكا تحتجز مواطناً سورياً لاستجوابه بشأن الهجمات.

وأكد مسؤولان مطلعان على التحقيق احتجاز السوري. وقال مصدر ثانٍ إنه "اعتقل بعد استجواب مشتبه بهم محليين".

يأتي ذلك في وقت كشف وزير الدولة السريلانكي لشؤون الدفاع روان ويجيواردين أن التحقيقات المتعلقة بتفجيرات الأحد الدامي ضد كنائس وفنادق، بينت أن التفجيرات كانت رداً على هجوم مسجدي كرايست تشيرش في نيوزيلندا.

وقال: "كشف التحقيق الأولي أن ما حدث الأحد كان رداً انتقامياً على هجوم مسجدي نيوزيلندا"، مضيفاً أن التفجيرات نفذتها "جماعة التوحيد الوطني وجمعية ملة إبراهيم"، وهما جمعيتان محليتان.

من جهته، حمّل الرئيس السريلانكي مايتريبالا سيريسينا الحكومة "كامل المسؤولية" عن الهجمات لعدم اتخاذها إجراءات احترازية بعد تلقيها معلومات استخباراتية حول هجوم محتمل.

وقال: "هذه الحكومة هي المسؤولة تماماً عن هجمات عيد الفصح". وأضاف أن "سريلانكا أصبحت هدفاً سهلاً للإرهابيين، لأن الحكومة كانت مشغولة باضطهاد مسؤولي الاستخبارات".
واتهم الرئيس، الحكومة بأنها "تحاول غسل يديها من القضية من خلال جعل مسؤول ما كبش فداء". وتابع: "هذه الحكومة دائماً ما أظهرت أن الأمن القومي لم يكن أولوية بالنسبة للاستخبارات".

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قالت في افتتاحيتها إن "الكثير لا يزال مجهولاً عن هذه التفجيرات الانتحارية ولا يزال الكثير غير معروف عن الجماعة الملامة بتنفيذ الهجمات ولم يتضح الدافع بعد، لكن واقع الأمر أن ما حدث معروف وشاهدناه مراراً وتكراراً في كرايست تشيرش وكابل وباريس ونيويورك وأماكن أخرى كثيرة تطول قائمتها في كنائس ومساجد وكنس ومدارس وميادين".

وقالت الصحيفة إن ظاهر هذه الهجمات كان مؤامرة محلية مختلفة عن الحرب الأهلية، ذلك أن الثانية كانت على أسس عرقية بينما كانت هذه الهجمات طائفية على ما يبدو.

وأضافت أن التاريخ المحلي وحده لا يفسر كل الإرهاب الذي نعرفه اليوم، كما أنه لا يبدو أن أي شكوى أو سبب معين -حتى لو كان "الإسلام المتطرف" الذي ينشأ في كثير من الأحيان في النزاعات العنيفة بالشرق الأوسط- يظهر في الغالب كمصدر.

ورأت الصحيفة أن هناك قواسم مشتركة بين الأعمال الإرهابية، وواحدة تتم مواجهتها بشكل أكثر تكراراً وهي انتشار الكراهية عبر وسائل التواصل. ولم يكن من المفاجئ أن الحكومة السريلانكية منعت عقب التفجيرات الوصول إلى فايسبوك وخدمات وسائل التواصل متذرعة بأنها فعلت ذلك لمنع انتشار المعلومات الخاطئة.

وعلقت بأن المعلومات الخاطئة هي بالكاد المشكلة الوحيدة لأن المحققين الذين ينقبون في خلفيات مرتكبي جرائم القتل الجماعي المنفردين أو المنظمات الإرهابية يكتشفون أوكاراً على الإنترنت لكثير من مثيري الكراهية المماثلين الذين ينسجون شبكات من الأوهام والأكاذيب التي تطمس العقول الضعيفة والمستنفرة.

قالت الصحيفة إن تفجيرات سريلانكا والعديد من الأسئلة التي ليس لها إجابة تعكس التعقيد والتنوع في المشاعر التي تدفع الناس، وعادة الشباب، إلى تبني الإرهاب. 

وفي السياق، رأت افتتاحية "واشنطن بوست" أن قرار سريلانكا وقف وسائل التواصل يشكل سابقة مقلقة. واعتبرت هذه الخطوة أحدث تعنيف للمنصات التي كانت تعتبر في ما مضى أملاً كبيرا للعالم الديموقراطي.

وقالت واشنطن بوست إن سريلانكا أغلقت هذه المنافذ الآن من دون أي دليل على أن الشائعات أو الخطاب على هذه المواقع هو الذي أدى إلى الضرر. والمبرر -على ما يبدو- أنه بمجرد ظهور الأدلة يكون الأوان قد فات.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها