الأحد 2019/04/21

آخر تحديث: 13:00 (بيروت)

التعديلات الدستورية في مصر.. صراع الأجيال

الأحد 2019/04/21
التعديلات الدستورية في مصر.. صراع الأجيال
رافضو التعديلات الدستورية أمام السفارة المصرية في واشنطن (المدن)
increase حجم الخط decrease
صراع للأجيال أمام السفارة في واشنطن، وإقبال شبابي على لا، وحضور ضعيف في أول يوم ودعوات للاحتشاد أمام القنصليات المصرية في أميركا.

ربما كان النقاش الحاد بين رشا بدوي الناشطة في 6 إبريل ذات الـ32 عاماً، وبين الحاجة صفاء الإتربي ذات الـ67 عاماً أمام السفارة المصرية في واشنطن، وما تحملانه من لافتات أو رموز سياسية، خير دليل على نقاشات الحاضر والمستقبل بين المصريين.

الحاجة صفاء ترى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي "باشا ومنقذ مصر"، وتحمل على كتفيها حقيبة عليها صورة اللاعب المصري محمد صلاح، والسيسي يحمل شعار "تحيا مصر". تقول "بحبه وبصوت كل مرة من أيام ما اخترته رئيس علشان أنقذ مصر من الإخوان الكفرة"، بينما تقول عن صورة صلاح إنها لم تعد تحب أبو تريكة لأنه "بيدفع فلوس للإخوان، كنت بحبه علشان أهلاوية بس".

رشا التي انخرطت معها في نقاش حاد، كانت قد شاركتها في الحضور مبكراً أمام السفارة، لكنها وقفت في الخارج بلافتات عليها شعارات تحمل "لا لتعديل الدستور المصري، لا لصناعة فرعون جديد". تقول "كثيرون من المصريين أصبحوا لا يمكنهم العودة إلي مصر، والديكتاتورية تترسخ ومستقبل البلد على المحك".

لم يفض النقاش إلي شيء، فالفجوة بين أغلب الحاضرين كانت واضحة، وهي فجوة راكمتها أحداث كثيرة منذ يوليو/تموز 2013 وحتى الآن.

مشهد آخر شهدته السفارة حينما شتمت سيدة خمسينية الشباب الذين حضروا للسفارة حاملين لافتات لا. وفسرت الباحثة الأنثربولوجية في الجامعة الأميركية في واشنطن هبة غنام هذا السلوك لـ"المدن"، بالقول إنه "ناتج عن خطاب الخوف الذي يصدره السيسي"، معتبرة أنه "خطاب كراهية معادٍ لأي رأي معارض ويقوم على فكرة احتكار الوطنية ويعتبرنا خطراً محتملاً أو خونة وهو ما ينزع عنا آدميتنا أمام مؤيده ومن ثم تكون مثل هذه التصرفات العدوانية المفاجئة".

الحضور القبطي كان ممثلاً أيضاً، إلا أن كتلة الأقباط في هذه الانتخابات لا تبدو شديدة التماسك تجاه ما يريده النظام منها على الرغم من تأييد رأس الكنيسة القبطية البابا تاوضروس للتعديلات، فكثير من الشباب وجيل الوسط بدا وكأنه منحاز للتيارات المدنية الداعية لرفض تلك التعديلات.

مارك كرم وهو يعمل محاسباً في محيط العاصمة واشنطن قال لـ"المدن" أمام السفارة، إنه جاء ليقول "لا للتعديلات الدستورية" بسبب عدم موافقته على مد فترة الرئاسة لللسيسي "فالديكتاتورية تبدأ من إقناع الشعب أن شخص واحد فقط قادر على القيادة"، رافضاً أيضاً أن يكون المجمع الكنسي هو المحتكر لتوجه الأقباط.

وعلى الرغم من أن التمديد للسيسي كان في صلب أسباب رفض التعديلات الدستورية، إلا أن إهدار السلطة القضائية دفع رامي عبد الرحمن الناشط الحقوقي والمحامي المصري، للتصويت بلا ، "فإهدار السلطة القضائية وإهدار إستقلالها هو هدم لمكونات الدولة" وتطبيق الأثر الرجعي على مدة الرئاسة مخالف لفكرة عمل الدساتير.

إلى ذلك، قالت إحدى موظفات الفريق الإعلامي في السفارة لـ"المدن"، إن فرز الأصوات سيتم بعد إغلاق أبواب التصويت يوم الأحد في التاسعة مساء، لكن حضور وسائل الإعلام لن يكون متاحاً في تلك الأثناء.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها