حماة: اطلاق سراح معتقلين.. بضغط روسي

أفرج النظام، الأربعاء، عن 46 معتقلاً موقوفاً في سجن حماة المركزي، كدفعة أخيرة من من المشمولين بعفو رئاسي خاص عن 106 معتقلين، بحسب مراسل "المدن" محمد أيوب.

قائد شرطة محافظة حماة، قال إن "المفرج عنهم سيعودون الى اهلهم وذويهم للمشاركة في الدفاع عن وطنهم ومصالحه لان سوريا وطن للجميع وواجب عليهم حمايته". النائب العام في حماة قال إن "اخلاء سبيل الموقوفين يأتي بعد تعهدهم بأن يكونوا جندا اوفياء في الدفاع عن الوطن وسيادته".

أحد المفرج عنهم، قال لـ"المدن"، إن هذه "التصريحات اثارت اشمئزازاً في نفوسهم بعد كل ما عانوه من هذا النظام"، وأضاف: "النظام يحاول اظهار صورة غير حقيقية للمنظمات الحقوقية والجهات المعنية بشؤون المعتقلين، وأنهم اجبروا على الاستماع لهذه الترهات وعلى الظهور امام الإعلام والقول إنهم نادمون على ما اقترفوه من ذنب!". كما يُلزم النظام المفرج عنهم بالالتحاق بالخدمة الالزامية أو الاحتياطية، بعد مهلة لشهر واحد من اطلاق سراحهم.

والمفرج عنهم الـ106 هم من أصل 176 معتقلاً في سجن حماة المركزي على خلفية مشاركتهم في أحداث الثورة السورية. وقد تم اعتقال بعضهم منذ العام 2011. وبعد التحقيق الأمني معهم أجبروا على الاعتراف، تحت التعذيب، بحمل السلاح أو قتل جنود من الجيش، فأحيلت ملفاتهم الى "محاكم الارهاب" التي تأسست بعد العام 2011، وصدرت بحقهم احكام تراوحت بين السجن 15 عاماً مع الاعمال الشاقة، الى الإعدام. ودفع ذلك بالمعتقلين للاستعصاء مراراً في سجن حماة، وتمكنوا مرة من احتجاز قائد شرطة حماة ومدير السجن، والسيطرة على السجن بشكل كامل.

آخر استعصاء تمّ في تشرين الثاني 2018، ترافق مع دخول المعتقلين اضراباً عن الطعام، احتجاجا على احكام الإعدام. وبعد تأزم الوضع، والتهديد باقتحام قوات الأمن للسجن، تواصلت "اللجنة الاهلية في حماة" مع قاعدة حميميم الروسية وطلبت تدخل الجانب الروسي وإعادة النظر بالأحكام، و"تسوية أوضاع" المعتقلين. وهذا ما حدث.

المحامي عروة السوسي، قال لـ"المدن"، إن معظم المفرج عنهم في الايام الماضية لم يخرجوا بعفو رئاسي، بل خرجوا بعد قضائهم ثلاثة ارباع مدة محكومياتهم، و"لكن النظام استغل ذلك لإظهار نفسه ملتزماً بمعايير حقوق الانسان، ولتحويل الانظار عن بقية المعتقلات التي ترتكب فيها افظع الجرائم بحق المعتقلين".

وأضاف أن النظام يتعمد اطلاق معتقلين من سجونه المدنية، استجابة لرغبة روسية لإعادة تأهيله. كما يستخدم النظام عملية اطلاق سراح المعتقلين لبث الفتنة وكسر روح الجماعة لدى المعتقلين الآخرين، لانهاء حالات الاضراب.

مصدر من سجن حماة، أكد لـ"المدن"، استمرار وجود 70 معتقلاً على خلفية المشاركة بأحداث الثورة، لم تُذكر اسماؤهم في العفو، ولم يتم تبليغهم عن مصيرهم.