الأربعاء 2019/03/20

آخر تحديث: 12:39 (بيروت)

أردوغان يغضب نيوزيلندا وأستراليا

الأربعاء 2019/03/20
أردوغان يغضب نيوزيلندا وأستراليا
أردوغان قطع خطاباً انتخابياً لعرض مقطع مصور من مجزرة نيوزلندا (Getty)
increase حجم الخط decrease
أشعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدلاً وخلافاً دبلوماسياً مع أستراليا ونيوزيلندا، بعد ربطه منفذ الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا بمعركة "جناق قلعة" التي انتصرت فيها الدولة العثمانية على أستراليا ونيوزيلندا قبل نحو قرن من الزمن.

وشدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقال في صحيفة "واشنطن بوست" مساء الثلاثاء، على ضرورة "ألا تسمح المجتمعات، والحكومات الغربية بتطبيع إيديولوجيات مثل العنصرية، ومعاداة الأجانب، والإسلاموفوبيا".

وقال في مقال تحت عنوان "إرهابيُ نيوزيلندا وداعش من نسيج واحد"، إن هناك بعض المسؤوليات التي تقع على الغرب بعد الحادث، وأضاف أنه "من المهم للغاية اعتبار هذه الإيديولوجيات المنحرفة، جريمة ترتكب ضد الإنسانية، كما هو الحال مع معاداة السامية".

ولفت أردوغان إلى وجود عبارات تاريخية على الأسلحة التي استخدمها "سفاح نيوزيلندا" في تنفيذ الهجوم، موضحًا أن "إشارة الإرهابي لشخصي ولتركيا أكثر من مرة أمر له مغزى ويحتاج إلى التفكير فيه".

وبخصوص الجهود التي تقوم بها تركيا بشأن هجوم نيوزيلندا قال أردوغان إن "أجهزة الاستخبارات التركية تتعاون مع نيوزيلندا وبلدان أخرى لكشف ملابساته".

وتابع: "نحن نرى أنه لا يوجد فرق بين هذا القاتل الذي أزهق أرواح الأبرياء بنيوزيلندا وبين غيره ممن يشنون هجمات إرهابية بتركيا، وفرنسا، وإندونيسيا أو بأي مكان آخر من العالم".
وكان أردوغان قال الاثنين، إن أي متشدد معادٍ للإسلام من أستراليا أو نيوزيلندا يحاول مهاجمة تركيا ذات الأغلبية السكانية المسلمة سيعود إلى بلاده "بأكفان".

وأضاف أردوغان رداً على بيان "سفاح نيوزلندا": "نحن هنا من آلاف السنوات وسنبقى إلى قيام الساعة، ولن تتمكن من تحويل إسطنبول إلى القسطنطينية.. جاء أجدادك ورأوا أننا هنا ثم عاد بعضهم في حين غادر البعض الآخر بأكفان، وإن أتيت بالنية ذاتها سنكون بانتظارك".

وانتقد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون تصريحات الرئيس التركي، معتبراً إياها "متهورة ومشينة".

وقال موريسون بعد استدعاء السفير التركي في سيدني على خلفية تعليقات أردوغان: "أدلى الرئيس أردوغان بتصريحات أعتبر أنها مسيئة للغاية للأستراليين، ومتهورة جداً في البيئة الحساسة للغاية التي نحن فيها".

وأضاف: "أنا أنتظر، وقد طلبت توضيح هذه التصريحات وسحبها. وسأنتظر حتى أرى ما سيكون عليه رد فعل الحكومة التركية، قبل اتخاذ تدابير أخرى، ولكن يمكنني أن أقول لكم إن كل الخيارات مطروحة".

وقالت وكالة "فرانس برس" إن الرئيس التركي أثار غضب نيوزيلندا الاثنين أيضاً، بعد استخدامه تسجيل فيديو مثيراً للجدل صوره منفذ مجزرة المسجدين في كرايست تشيرش في حملة انتخابية.

وقالت الوكالة إن أردوغان عرض خلال حملة انتخابات محلية في تركيا الشريط المصور الذي صوره منفذ الهجوم الأسترالي المتطرف برينتون تارانت، باعتباره مؤشراً على "تصاعد موجة عداء الإسلام التي يتجاهلها الغرب".

وقام أردوغان الأحد، بقطع خطابه في ولاية تكيرداغ غربي البلاد ،وطلب من الحشود مشاهدة شريط العملية الإرهابية عبر شاشة كبيرة تم وضعها في مكان بارز بعد إخفاء بعض معالم الفيديو.

وبعد إنتهاء العرض قال الرئيس التركي: "كل زعماء العالم حتى الأمم المتحدة قالوا إن هذا إعتداء على الإسلام والمسلمين، لكن لم يقولوا إن المهاجم إرهابي مسيحي". وأضاف "لو كان المهاجم مسلماً لكانوا وصفوه فوراً بأنه إرهابي مسلم". وقال إن تركيا ستجعل المهاجم يدفع ثمن جريمته إن لم تفعل نيوزيلندا.

وتعليقاً، قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن الأربعاء، إن وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء وينستون بيترز سيسافر إلى تركيا "للرد" على تصريحات أردوغان.

وأضافت للصحافيين في كرايست تشيرش: "سيواجه نائب رئيس الوزراء هذه التصريحات في تركيا. سيذهب إلى هناك لاستجلاء الحقائق وجها لوجه".

وانتقد بيترز في وقت سابق بث تسجيل مصور لواقعة إطلاق النار وقال إن هذا يمكن أن يعرض حياة النيوزيلنديين في الخارج للخطر. وعلى الرغم من تدخل بيترز ظهر مقتطف من بيان المهاجم مرة أخرى الثلاثاء على شاشة خلال تجمع انتخابي لأردوغان فضلاً عن لقطات تظهر دخول المهاجم أحد المسجدين وإطلاقه النار لدى اقترابه من الباب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها