السبت 2019/03/16

آخر تحديث: 13:30 (بيروت)

مجزرة المسجدين:بصمات ترامب والقومية البيضاء

السبت 2019/03/16
مجزرة المسجدين:بصمات ترامب والقومية البيضاء
سفاح نيوزلندا زار تركيا مرتين عام 2016 (Getty)
increase حجم الخط decrease
أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن أن المتهم الرئيسي في الهجوم الإرهابي على المسجدين بمدينة كرايست تشيرتش، كان ينوي تنفيذ هجمات أخرى قبل القبض عليه. فيما  اعترفت حكومة نيوزلندا بتلقيها نسخة من بيان الإرهابي قبل نحو 10 دقائق من بدء الهجوم.

وارتدت رئيسة الوزراء النيوزلندية غطاء رأس في مبادرة تضامنية خلال لقاء مع ممثلين عن الجالية الإسلامية وعائلات وأقارب عدد من ضحايا الهجوم الإرهابي الذين ارتفع عددهم إلى 51.
رئيسة وزراء نيوزلندا ارتدت غطاء للرأس تضامناً مع ضحايا المجزرة
وقالت رئيسة الوزراء للصحافيين: "الجاني كان رحالاً وكان في حوزته سلاحان ناريان آخران في سيارته التي وصل بها إلى مكان الهجوم، ومن المؤكد أنه كان ينوي مواصلة هجومه".

وتابعت: "المتهم سافر لفترات متقطعة إلى نيوزيلندا وبقي فيها لفترات مختلفة، ولا يمكنني أن أصفه بأنه من المقيمين لفترة طويلة"، وأشارت إلى أنه لم يكن على قوائم المراقبة لا في بلادها ولا في أستراليا.

ونقلت صحيفة "نيوزيلند هيرالد" عن المتحدث باسم رئيسة الحكومة أن "مكتب رئيسة الوزراء كان واحداً من 70 متلقياً أرسل لهم البيان ومن ضمنهم أيضا سياسيون آخرون مثل الزعيم القومي سيمون بريدجز ورئيس البرلمان تريفور مالاد". وأضافت الصحيفة أن "معظم المتلقين الآخرين كانوا من وسائل الإعلام المحلية والعالمية".

وصباح السبت، مثل الإرهابي برينتون هاريسون تارانت أمام محكمة مدينة كرايست تشيرش وجرى توجيه الاتهامات رسمياً إليه، في الهجوم على المسجدين.

وقال القاضي للمتهم: "أنت قيد الحبس الاحتياطي، وستمثل المرة القادمة في محكمة كرايست تشيرش العليا في 5 نسيان/أبريل. لقد دونت أنك لم تقدم طلباً لقبول كفالة، ودونت أيضاً أنك لم تقدم أي طلب لمنع نشر اسمك أو أي أمر قد يؤدي إلى إظهار هويتك، لكنني أصدر أمراً مؤقتاً حتى تاريخ المثول التالي والذي يمنع بموجبه نشر أي اسم ضحية مذكور أو أي أمر يمكن أن يؤدي إلى تحديد هوية ذلك الشخص".

وظهر تارانت البالغ من العمر 28 عاماً أمام قاضي مقاطعة كرايست تشيرش مرتديا سترة بيضاء خاصة بالمساجين، حيث وجهت له تهمة واحدة بالقتل، وفقا لتقرير المحكمة الرسمي، دون الكشف عن اسم الضحية، في حين بقي المتهم صامتاً دون تقديم أي تصريحات أمام المحكمة.

ورغم توجيه تهمة واحدة  فقط ضد تارانت، عقّب مفوض الشرطة النيوزلندية مايك بوش على ذلك مؤكداً أن هناك المزيد يتم التحضير له.

وفي السياق، كشفت قناة "تي آر تي وورلد" التركية أن سفاح نيوزيلندا جاء إلى تركيا مرتين عام 2016. وقال مسؤولون أتراك إن تارانت بقي في تركيا 43 يوماً في زيارته الثانية، وأنه ربما كان يعتزم القيام بهجوم إرهابي أو عملية اغتيال.

ودعا نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي العالم بأسره إلى التصدي لظواهر معاداة الإسلام ومناهضة الأجانب والتطرف والعنصرية، مؤكداً أن "الإرهابيين خططوا لهجوم نيوزيلندا على مدى عامين".

وقال السبت من مطار بإسطنبول قبيل توجهه إلى نيوزيلندا على رأس وفد تركي، إن "اتخاذ تدابير فاعلة ضد المشاكل الناجمة عن معاداة الإسلام، بات أمراً مصيرياً أكثر من كونه ضرورة، في الظروف العالمية الراهنة".

وأعرب عن أسفه حيال استهداف الإرهابيين لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، وشعبها وتاريخها. وأدت المجزرة إلى موجة عالمية من استنكار "الإسلاموفوبيا" والتحريض العنصري على المهاجرين.

واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن كل من ساعد على ترويج ونشر أسطورة أن المسلمين يمثلون تهديداً عالمياً، "أيديهم ملطخة بالدماء".

وقالت في مقال تحت عنوان: "جذور مذبحة كرايست تشيرش"، إن هذه المجزرة تعد أحدث دليل على تنامي أيديولوجية اليمين المتطرف في الغرب، القائمة على فكرة تفوق العرق الأبيض، داعية إلى اجتثاث هذه المشكلة من جذورها.

وأضافت أن فكرة "المسلمين يمثلون تهديداً"، تتردد أصداؤها في سياسات يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على سبيل المثال، لا سيما موقفه الرافض للمهاجرين. وأشارت الصحيفة إلى حظر ترامب، دخول مهاجري عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى الولايات المتحدة.

وأوضحت أن ترامب، برر كذلك دعواته إلى إقامة جدار حدودي مع المكسيك، بأنه "يريد حماية الأميركيين من قوافل المهاجرين التي تضم شرق أوسطيين". وذكّرت بتحذيره سابقاً، بريطانيا من "فقدان ثقافتها" بسبب المهاجرين، وأن الهجرة "غيرت النسيج الأوروبي"، ودعا إلى "اتخاذ إجراء سريع".

وأضافت الصحيفة، أن مخاطر "القومية البيضاء" ليست قاصرة على الولايات المتحدة، بل تعكس أيديولوجية يروج لها عدد من قادة العالم. وأشارت أن أستراليا كذلك أسهمت في الخطاب المعادي للمسلمين، ولفتت إلى احتجاجات شهدتها البلاد عام 2015، من قبل جماعة يمينية تسمي نفسها "استعادة أستراليا".

وقالت إن المتظاهرين حينها رفعوا لافتات مكتوباً عليها: "الإسلام عدو الغرب"، و"أوقفوا أسلمة أستراليا"، وغيرها من العبارات المسيئة.

واعتبرت الصحيفة أن الهجوم الذي ارتكبه ألكسندر بيسونيت في كندا، حين قتل ستة مسلمين في مسجد بمقاطعة كيبك عام 2017، مثال آخر على دعاية اليمين المتطرف ضد المسلمين، حيث تبين أن المهاجم من دعاة القومية البيضاء، ومعادٍ للهجرة والمسلمين.

كما أشارت أن تلك الأصداء تتردد أيضا في صعود اليمين المتطرف في دول مثل إيطاليا والنمسا، واتجاهات "الإسلاموفوبيا" التي تتخلل الحزب الحاكم في بريطانيا. وقالت إن تكلفة هذه الاتجاهات في النهاية باهظة من الناحية الإنسانية، وأحدث مثال عليها أنها أودت بحياة 50 شخصا في كرايست تشيرش، كانت أسرهم ومجتمعاتهم بانتظار عودتهم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها