الأربعاء 2019/02/20

آخر تحديث: 16:13 (بيروت)

ميونخ:نقاش حاد بين الكونغرس والبنتاغون حول سوريا

الأربعاء 2019/02/20
ميونخ:نقاش حاد بين الكونغرس والبنتاغون حول سوريا
Getty ©
increase حجم الخط decrease

شهد اجتماع خاص عُقد على هامش مؤتمر ميونخ للأمن بين وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، باتريك شانهان، وأكثر من اثني عشر عضوًا في الكونغرس الأمريكي، جدالًا واسعًا حول قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا، لتترك إجابات أهم شخصية في البنتاغون، أعضاء الكونغرس في حالة من القلق وعدم الثقة في الفريق الذي يقود عملية الانسحاب ونتائجها، بحسب تقرير نشرته "الواشنطن بوست".


الجلسة العامة لمؤتمر ميونخ شهدت نقاشًا واسعًا بين الأمريكان والأوروبيين في مواضيع عديدة، لكن النقاش الحقيقي كان في الجلسات الخاصة، الجلسات التي طالب السيناتور الجمهوري ورئيس وفد أعضاء الكونغرس إلى المؤتمر، ليندسي غراهام، وزير الدفاع بالكشف عما كان يقوله للمسؤولين الأوروبيين داخلها، حول الانسحاب الكامل للولايات المتحدة من سوريا.


غراهام قال لـ "الواشنطن بوست" أنه سأل شانهان إن كان قد أوضح لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية أنها بحلول 30 نيسان/أبريل ستكون وصلت إلى نقطة الصفر من الانسحاب، ليجيب شانهان بالموافقة مؤكدًا أن هذه هي سياسة الرئيس ترامب في هذا الملف، ما دفع غراهام للتعليق بشكل حاد على الإجابة بالقول: "هذه أغبى فكرة سمعتها في حياتي".


غراهام بدأ بالتحذير من مخاطر هذا الانسحاب "المتهور" من سوريا من دون خطة للمرحلة التالية وقال: "تنظيم الدولة الإسلامية سيعود للحياة من جديد، تركيا ستهاجم الوحدات الكردية، إيران ستوسع نفوذها في سوريا"، وسأل شانهان إن كان موافقًا على هذا التحليل، ليجيب: "احتمال حصول هذا وارد للغاية".


العديد أيضًا من أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين حذروا شانهان من مخاطر الانسحاب الأمريكي بهذه الطريقة وطالبوه بإقناع ترامب بإيقاف هذه الخطة، لكن شانهان كان يظل صامتاً عاجزاً عن الرد، مكتفيًا بتكرار التأكيد على تعليمات الرئيس وأنه "تلقى الرسالة". الأعضاء الحاضرون للاجتماع أبلغوا شانهان أيضًا "عزم الحزبين على عدم السماح لترامب بتنفيذ قرار الانسحاب"، وطالبوه بإبلاغ الرئيس أن أعضاء الحزبين لديهم وجهة نظر موحدة في هذا الأمر.


غراهام أمضى عطلة نهاية الأسبوع في ميونخ بالعمل على إقناع الدول الأوروبية بخطة بديلة قائمة على نشر قوات أوروبية مشتركة داخل سوريا وإنشاء منطقة آمنة على الحدود السورية التركية، ما سيضمن بحسب الخطة عدم عودة الحياة لتنظيم "الدولة الإسلامية" وإنشاء منطقة فصل بين الجيش التركي العازم على دخول سوريا وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيًا، والتي يبدو أن أمريكا مستعدة للتخلي عنها الآن.


بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، رجح ألا يوافق الأوروبيون على هذه الخطة إلا في حال قرر ترامب الإبقاء على بعض القوات الأمريكية في المنطقة، ليؤكد السناتور شيلدون وايتهاوس أن ترمب سيحصل على دعم الأوروبين والكونغرس بكلا الحزبين بقوة في حال موافقته، لكن العائق الأكبر يبقى بحسب غراهام في إقناع ترامب بـ "الكارثة المحتملة" من هذا الانسحاب التي من المحتمل أن تفتح الباب لاندلاع حرب جديدة في المنطقة، وهو بطبيعة الحال ما سينعكس بشكل سيء على إعادة انتخاب ترامب رئيسًا لفترة جديدة.


"بعد ما حصل في العراق، الانسحاب من سوريا بهذه الطريقة لن يكون خطأ عادياً، نحن نعرف مسبقًا ما الذي سيحدث"، "هذا القرار يضع رئاسة ترامب على المحك، وأمامه فرصة لتعديل سياسته والقيام بما لم يقم به أوباما من قبله، إذا فعل ذلك فسيتم اعتباره الرئيس الذي قاد السياسة الأمريكية بشكل ناجح للغاية"، يقول غراهام الذي يبدو من لهجته في مخاطبة الرئيس الأمريكي أنه يتأرجح بين الترهيب من مخاطر الانسحاب، والترغيب بالتراجع عن القرار أو التوصل إلى اتفاق مع الأوروبيين لنشر قوات بديلة، لعل إحدى هاتين السياستين تدفع ترمب للتراجع عما يعتبره العديد من أعضاء الكونغرس بـ "الخطيئة التي لا يمكن التغاضي عنها أبدًا".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها