إسرائيل في ربع الساعة الآخير:الانتخابات أقرب من الحكومة

لم تنفرج بعد في إسرائيل على مستوى تشكيل حكومة تنقذها من انتخابات ثالثة خلال أقل من عام، فيما يتصلب جميع السياسيين في مواقفهم، ما قد يدفع الكنيست إلى حل نفسه تلقائياً صباح الأربعاء.

وأعلن رئيس حزب "ييش عتيد" يائير لبيد الإثنين، المرشح الثاني على قائمة "أزرق أبيض"، أنه سيتنازل عن اتفاق التناوب على رئاسة الحكومة الذي اتحد بموجبه مع حزب "مناعة لإسرائيل"، برئاسة بيني غانتس. كما أكدت الكتلة أنها تخوض الانتخابات المقبلة موحدة ضمن  الكتلة التي خاضت الانتخابات لاختيار الكنيست الـ21 والـ22.

في المقابل، أكد مسؤولون في حزب "ليكود" أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، المتهم بقضايا فساد، بنيامين نتنياهو، لن يتنازل عن طلب الحصانة، وذلك في ظل دعوات غانتس، لنتنياهو للتنازل عن الحصانة لتشكيل حكومة وحدة، منعاً لإجراء انتخابات ثالثة في أقل من عام.

وقال لبيد في اجتماع لكتلة "أزرق أبيض": "نحن جميعاً في "أزرق أبيض" متحدون خلف غانتس، مرشحنا لرئاسة الحكومة، أنا لا أعلن عن تنازل، إنه لشرف عظيم أن أكون جزءاً من أزرق أبيض". وما أن أعلن لبيد عن تنازله عن التناوب مع غانتس، ألغى كل من "ليكود" و"إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان، اجتماعين منفصلين لكتلتيهما البرلمانية.

ولم يفوت غانتس اجتماع كتلة "أزرق أبيض" دون أن يهاجم نتنياهو قائلاً: "ادعى نتنياهو خلال حملته الانتخابية أن جميع الملفات ستنهار مثل برج من بطاقات الورق، وسرعان ما استيقظنا على ثلاث تهم خطيرة موجهة ضده... لقد جلسنا عشرات الساعات في غرف التفاوض وبقي نتنياهو متمترساً خلف مع الشعار نفسه، مجرد كلمات عن الحصانة والتناوب وإعلان التعذر عن القيام بمهامه رئيساً للحكومة".

وكرر غانتس التفاؤل الذي عبّر عنه بالأمس رغم قرب انتهاء الوقت المتاح لتشكيل الحكومة. وقال: "رغم ذلك، حتى اليوم، لم تنته الفرص لمنع انتخابات باهظة الثمن وغير ضرورية، يجب على نتنياهو أن يضع إسرائيل على سلم أولوياته، قبل نتنياهو وأن يتحرك. أدعو نتنياهو مجددا، وأكرر ما قلته لك ولمندوبيك منذ اليوم الأول للمفاوضات - إذا تخليت عن الحصانة، فنحن شركاء في مفاوضات مشتركة.

نتنياهو تجاهل بدوره، دعوات غانتس، ودعا ليبرمان إلى خوض مفاوضات مكثفة لتشكيل حكومة "وطنية". وأضاف مخاطباً قيادة "أزرق أبيض": "غانتس ولبيد، كفى مع كل هذه المراوغات المكشوفة التي تهدف إلى صرف الانتباه عن رفضكم تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة من شأنها إقامة تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة وضم أجزاء كبيرة من يهودا والسامرة(الضفة الغربية)".

ورأى نتنياهو أن ليبرمان هو الشخص الوحيد الذي يستطيع في هذه المرحلة منع إجراء انتخابات ثالثة تبدو وشيكة أكثر من أي وقت مضى، ووجه له رسالة قال فيها: "لأن لبيد وغانتس يصران على رفض التعامل مع التحديات ويدوران في حلقات جوفاء، هناك خيار واحد ووحيد لمنع إجراء انتخابات غير ضرورية؛ أحث أفيغدور ليبرمان على الدخول في مفاوضات سريعة خلال الساعات ال48المتبقية لتشكيل حكومة وطنية قوية لإسرائيل".

يأتي ذلك، في وقت أكد القيادي في "ليكود" جدعون ساعر عزمه على منافسة نتنياهو، على زعامة الحزب، رغم تأجيل الانتخابات التمهيدية للحزب، استجابة لطلب نتنياهو.

وقال ساعر:" أنا عازم على الترشح لقيادة الحزب انطلاقاً من إدراك أن التغيير ضروري لإخراج الأمة من الأزمة السياسية المستمرة، وتشكيل حكومة يقودها ليكود توحد الشعب".

وكان المئات من نشطاء حزب "ليكود" قد صوتوا بأغلبية، لصالح تأجيل الانتخابات التمهيدية، لاختيار قائمة الحزب للانتخابات، مع انغلاق أفق تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي أجري الأحد لصالح هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي الرسمي، تعزيز قوة حزب "ليكود" وتحالف "أزرق أبيض"، في حال أجريت انتخابات ثالثة للكنيست.

ووفقاً للاستطلاع، ففي حال أجريت الانتخابات بهذه الفترة سيحصل تحالف "أزرق أبيض" على 35 مقعداً، بينما ستستقر قوة "ليكود" عند ال34، فيما ستحافظ القائمة العربية المشتركة على قوتها وستحصل على 13 مقعداً لتكون القوة الثالثة في الكنيست. ولن يتمكن أي من تحالفي اليمين برئاسة نتنياهو أو الوسط واليسار برئاسة غانتس على الحصول على 61 مقعداً المطلوبة لتشكيل حكومة.