اسرائيل:تهم الفساد تشمل قائد البحرية السابق

وجّه قادة أحزاب سياسية إسرائيلية  انتقادات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب فساد مسؤولين مقربين منه في قضية جنائية تتعلق بصفقة غواصات كانت إسرائيل تسعى لشرائها من ألمانيا، وهو ما يزيد من معاناة نتنياهو السياسية بعد توجيه تهم فساد له في وقت سابق.

وأعلنت النيابة الإسرائيلية العامة الخميس، أنها ستوجه تهمة الرشوة وغسيل الأموال لمقربين من نتنياهو، في قضية شراء الغواصات العسكرية.

وقالت النيابة إنها ستوجه تهمة الرشوة لقائد سلاح البحرية الإسرائيلية السابق اليعيزر مروم، ورجل الأعمال ميكي غانور، ورئيس مكتب نتنياهو السابق دافيد شاران، وعضو الكنيست السابق مودي زاندبيرغ.

كما ستوجه النيابة في إطار القضية ذاتها المعروفة باسم (الملف 3000) تهمة غسل الأموال ضد المحامي ديفيد شمرون وهو ابن عم نتنياهو وأحد المقربين منه. وستوجه التهم بشرط عقد جلسة استماع للمشتبه بهم.

وتتعلق القضية بعملية خداع ودفع رشاوى في عطاءات صفقة شراء غواصات وسفن حربية من شركة "تيسنكروب" الألمانية بين عامي 2009 و2017.

ورغم أن نتنياهو ليس مشتبهاً به في القضية إلا أن الانتقادات طالته بسبب تورط مقربين له فيها. وقال زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس في تغريدة، إنه طوال خدمته العسكرية مدة 38 عاماً "لم يتوقع أبداً أن يسمع كلمتي فساد وأمن إسرائيل في سياق واحد"، واصفاً هذا اليوم بـ"التعيس".

أما شريك غانتس في "أزرق-أبيض" ووزير الدفاع السابق موشيه يعالون فغرّد قائلاً:  "قضية الفساد هذه هي الأخطر في إسرائيل في المجال الأمني". وتابع: ""يتم تقديم لوائح اتهام خطيرة ضد أكثر المقربين من نتنياهو، وهو لا يعلم؟".

كذلك وجه زعيم حزب "العمل" عمير بيرتس انتقاداً لنتنياهو وقال: "إن كان يعلم فهذا خطير جداً، وإن كان لا يعلم فهذا أخطر بكثير"، مطالباً نتنياهو بالتنحي.

من جهة ثانية، قدّر المستشار القضائي للكنيست أيال يانون أن جولة الانتخابات الثالثة للكنيست ستجري في 3 آذار/مارس، وأنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة في الدقيقة الأخيرة، عند منتصف ليلة الأربعاء/الخميس المقبلة، فإن هذا الأمر يستوجب إجراء تعديلات قانونية.

وقال يانون الجمعة، إن "إسرائيل موجود في أزمة سياسية عميقة وعلى ما يبدو أنه لم نشهد مثلها من قبل". ونقلت وسائل إعلام عنه أنه "لا يمكننا أن نكون هادئين، وإذا تلقينا يوم الأربعاء عند الساعة 23:59 بشكل مفاجئ بيانا أنه توجد حكومة وحدة، فهذه الإمكانية أيضاً تحتاج إلى تعديلات قانونية مثل إرساء التناوب على رئاسة الحكومة بقانون".

نتنياهو قال إنه ليس معنيا بتولي رئاسة حكومة وحدة لنصف سنة فقط، وإنما وافق على ذلك، خلال الاتصالات مع كتلة "أزرق أبيض"، بسبب أهمية استمرارية توليه المنصب ووفقاً للخطة التي طرحها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.

ودعا نتنياهو إلى دراسة مقترح إجراء انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة قائلاً: "بدأت هذه الفكرة أن تكون مثيرة للاهتمام". وقال إنه على استعداد للبقاء في الحكم لمدة 6 أشهر فقط، في حال الاتفاق على حكومة وحدة تتفادى انتخابات ثالثة.

ونقلت صحيفة "جروزاليم بوست" عن الناطق باسم حزب "ليكود" أن نتنياهو "سيغادر منصبه في أيار/مايو في حال التوصل إلى اتفاق حول حكومة وحدة تمنع انتخابات ثالثة".

وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو أبلغ الصحفيين المرافقين له في زيارته إلى العاصمة البرتغالية لشبونة، بأنه مستعد للبقاء في منصبه لمدة 6 أشهر، يتسلم بعدها بيني غانتس رئاسة الحكومة لمدة عام ونصف، ثم يعود نتنياهو إلى الحكم لمدة 6 أشهر أخرى.

لكن الصحيفة نقلت عن مسؤول في "أزرق أبيض" أن على نتنياهو تقديم عرضه علناً. وفي حال إقامة حكومة وحدة، فإنها ستضم على الأقل "الليكود" و"أزرق أبيض"، اللذين لديهما أكثر من 60 مقعداً في الكنيست.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قالت إن نتنياهو يريد البقاء في الحكم خلال فترة تقديم لائحة ضده بتهم الفساد. ويلزم القانون الإسرائيلي الوزراء بالاستقالة من مناصبهم في حال تقديم لائحة اتهام ضدهم، ما عدا رئيس الوزراء الذي بإمكانه البقاء في منصبه حتى إدانته نهائياً من قبل المحكمة.