الجمعة 2019/12/13

آخر تحديث: 18:09 (بيروت)

إدلب: المعارضة تستخدم "دبيب النمل" لاستعادة مواقعها

الجمعة 2019/12/13
إدلب: المعارضة تستخدم "دبيب النمل" لاستعادة مواقعها
Getty ©
increase حجم الخط decrease
نجحت الفصائل المعارضة والإسلامية في الدفاع عن مواقعها الجديدة في الجبهات جنوب شرقي إدلب، وتمكنت من التصدي لهجمات معاكسة شنتها مليشيات النظام الروسية في محاور "الكتيبة المهجورة" وأم التينة وسهل الغاب. وتسعى المعارضة لمواصلة هجماتها النوعية واستعادة مواقعها التي خسرتها لحساب المليشيات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، متبعة على الأغلب تكتيك "دبيب النمل" في عملياتها المفترضة، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

"دبيب النمل"
غيّرت المعارضة من تكتيكاتها العسكرية المتبعة في المعارك مع مليشيات النظام في محاور القتال في ريف معرة النعمان الجنوبي الشرقي، وانتقلت من الهجمات الواسعة والمكلفة إلى الهجمات المحدودة التي تضمن لها استعادة المواقع والقرى التي خسرتها، على مراحل. ويستنزف التكتيك الجديد المليشيات ويقلل من خسائر المعارضة، وينقلها من الدفاع إلى الهجوم.

ونجحت المعارضة في أولى خطوات التكتيك المفترض، واحتفظت بالسيطرة على "الكتيبة المهجورة" والمزارع شرقي قرية أم التينة، رغم الهجمات المعاكسة والمتكررة التي شنتها المليشيات في وقت قياسي. ولم تكتفِ المعارضة بعمليات الدفاع عن مواقعها الجديدة بل حاولت التقدم نحو أطراف المشيرفة وقصفت مواقع المليشيات بالأسلحة الثقيلة. وخسرت المليشيات أكثر من 35 عنصراً في المعارك والقصف، وفي المقابل خسرت الفصائل المعارضة والإسلامية 7 مقاتلين على الأقل.

تبدو خسائر المعارضة قليلة مقارنة بخسائرها في الهجمات السابقة ضد المليشيات، في المحاور العليا مطلع كانون الأول/ديسمبر، مثل رسم الود وسروج وإعجاز. وساهمت عوامل متعددة في نجاح تكتيكات المعارضة، من حالة الطقس الماطر التي ساعدت في تجنيبها غارات جوية كثيفة، وتسببت بصعوبة حركة الدبابات والمدرعات في منطقة الاشتباك الطينية المكشوفة، واستخدام المعارضة للنيران الثقيلة والرصد المسبق للأهداف والخطوط الخلفية.

وحاولت مليشيات النظام المتعثرة في محاور الكتيبة المهجورة وأم التينة فتح محاور جديدة لتشتيت المعارضة، ونفذت مجموعات من "الفيلق الخامس" عملية تسلل إلى نقاط المعارضة في محور الحويجة في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. وشهدت محاور الحويجة وخربة الناقوس والزيارة اشتباكات متقطعة وقصفاً متبادلاً بين الطرفين. وامتدت الاشتباكات إلى المحاور غربي أبو الظهور، وتمكنت "الجبهة الوطنية للتحرير" من تدمير رشاش وقتل عدد من العناصر.

المليشيات تهدد
نفى قادة في مليشيات النظام وجود هدنة مع المعارضة وفق النتائج المفترضة للجولة الـ14  من محادثات أستانة. وهدد قادة المليشيات بتصعيد العمليات العسكرية البرية في جبهات شرقي ادلب خلال الفترة المقبلة. وتداولت مواقع إعلامية موالية للمليشيات معلومات حول التجهيزات العسكرية الجديدة لدعم خطوط التماس المشتعلة بهدف استئناف العمليات الهجومية.

مواقع إعلامية معارضة نقلت تصريحاً منسوباً لمدير "مركز حميميم" التابع لوزارة الدفاع الروسية يوري بورينكوف، قوله إن "وسائل الاستطلاع الروسية رصدت على مدار اليومين الماضيين عملية نقل راجمات صواريخ ومدرعات من قبل التشكيلات المسلحة غير الشرعية باتجاه مدينة حلب وبلدة أبو الظهور في محافظة إدلب".

مصدر عسكري في "تحرير الشام" أكد لـ"المدن"، أن الاتهامات الروسية تبدو تبريراً مسبقاً لعملية برية مقبلة للمليشيات، مشيراً إلى أن تحركات المعارضة في جبهات حلب وغرب أبو الظهور في ريف ادلب هي تحركات روتينية للدفاع عن المنطقة التي تشهد عمليات إعادة انتشار لمليشيات النظام.

ويبدو أن التصريحات الروسية ليست دقيقة، إذ لم تؤكدها وزارة الدفاع الروسية بشكل رسمي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها