الأحد 2019/11/03

آخر تحديث: 13:44 (بيروت)

غزة تقترب من المواجهة.. بسبب "الجهاد" أم "السلفيين"؟

الأحد 2019/11/03
غزة تقترب من المواجهة.. بسبب "الجهاد" أم "السلفيين"؟
Getty ©
increase حجم الخط decrease

بدا بيان "الجهاد الإسلامي" التحذيري لإسرائيل من مغبة تنفيذ تهديداتها بشن حرب واسعة على قطاع غزة، وتأكيد الجهاد أن "العدو يجب أن لا يشعر بالراحة، وأن لا يعيش بهدوء"، وكأن الحركة تبنت ضمناً لا صراحة إطلاق صواريخ ليل الجمعة/السبت اتجاه مستوطنة سديروت المحاذية.

بالمحصلة عززت لغة البيان اتهام إسرائيل منذ الوهلة الأولى بأن "الجهاد" هي من تقف وراء الصواريخ العشرة.

ورجح مصدر من الجهاد لـ"المدن"، أن يتسبب البيان برد إسرائيلي، إضافة إلى ذلك الذي شهده القطاع الليلة قبل الماضية، وتمثل بقصف مواقع المقاومة؛ ما أدى إلى استشهاد شاب وإصابة ثلاثة آخرين.

وعلى ضوء التطورات يجتمع المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت"، الأحد، لبحث التصعيد الأخير في الجبهة الجنوبية، وسط تعالي المزايدات الداخلية في الدولة العبرية التي تنتقد سياسة حكومة نتنياهو باعتبار أن "سياستها غير الصارمة واللارادعة ضد صواريخ الجهاد وحماس تسببت بمعاناة مستمرة للسكان الإسرائيليين في غلاف غزة ".

ويستعد الجيش الإسرائيلي لاتساع مجال إطلاق القذائف من غزة، حيث أعاد نشر "القبة الحديدية" للتصدي للصواريخ.

الواقع، أن ما جرى من تصعيد وصفه رئيس شبكة الأقصى الإعلامية التابعة لـ"حماس" وسام عفيفة لـ"المدن"، بالمفاجئ وغير المفهوم؛ كونه جاء من دون مقدمات وفي ظل هدوء نسبي شهده القطاع في الفترة الأخيرة، معتبراً أن الصواريخ التي أطلقت من غزة هي "خارج إطار غرفة العمليات المشتركة وبعيدا عن التوافق الوطني".

وأضاف عفيفة أن أي فصيل لم يعلن مسؤوليته عن "عملية الإطلاق"، مشيراً إلى ثلاثة سيناريوهات للجهة التي تقف وراء إطلاق الصواريخ؛ الأول أن المجموعة التي أطلقت الصواريخ لديها أسباب خاصة تتعلق بحاجيات ومتطلبات ورؤية معينة.

وأما السيناريو الثاني، فيتمثل بتلقي المجموعة التي اطلقت الصواريخ تعليمات من جهات خارجية (من دون علم قيادة الغرفة المشتركة للمقاومة)- في إشارة ضمنية إلى الجهاد الاسلامي التي قد تكون تلقت تعليمات إيرانية بهذا الجانب.

بينما يتعلق السيناريو الثالث بوقوف عناصر سلفية "متشددة" متغطية بتنظيمات نجحت بإختراقها.

بالمحصلة، يقول قيادي من "حماس" لـ"المدن"، مفضلاً عدم ذكر إسمه، إن غزة هي من تتحمل الضرر بالمحصلة وأن "حماس" أكثر طرف تتلقاه؛ مذكّراً أن الرد الإسرائيلي طال أهدافاً للحركة، ما يشكّل لها حالة استنزاف وهو أمر لا تقبله الحركة.. ولو أرادت حماس التصعيد، لكانت قد استعدت ورفعت من مستوى جهوزيتها، يقول هذا القيادي.

ووفق إفادات ميدانية لـ"المدن"، فإن الصواريخ التي تم إطلاقها ليل الجمعة/السبت هي من النوع الذي يمكن أن يمتلكه أي فصيل صغير، وأن عملية الإطلاق لم تكن عشوائية وتظهر أن المجموعة التي تقف وراءها هي مدربة ولديها قدرات صاروخية.

وبعثت حركة "حماس" برسائل إلى إسرائيل عبر الوسيط المصري، تقول إنها غير مسؤولة عن إطلاق الصواريخ، محذرة من لعبة الإحتلال بتحميل "حماس" المسؤولية بشكل يمس بقواعد الإشتباك، فيما هي طرف رئيس بالتهدئة.

ويبدو أن حماس تدرس في هذه الأثناء بجدية مسألة إطلاق الصواريخ "خارج التوافق" للحيلولة دون تكرارها، وقد عزز جديتها بمعالجة الأمر، وفق ما يقوله مصدر أمني من الحركة لـ"المدن"، ما كشفته التحقيقات التي أجرتها الحركة بشأن التفجيرين الإنتحاريين اللذين نُفذا ضد قوة امنية تابعة ل"حماس" قبل نحو شهرين، حيث بيّنت أن المجموعة التي تقف خلف التفجيرين وتتبنى فكراً متشدداً، كانت تخطط لإطلاق وابل من الصواريخ اتجاه المستوطنات المحاذية لغزة بالتزامن مع التفجيرين.. ولكن لسبب ما، لم يتم تنفيذ عملية إطلاق الصواريخ.

هذا الكشف دفع الجهات العسكرية والأمنية في "حماس" إلى الشك بهذه الجهات وتتعامل بحذر اكبر، وإن انتمت إلى هذا الفصيل أو ذاك.

وتقول مصادر أمنية في غزة، إن الهدف من تشكيل غرفة مشتركة تضم كافة الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة في غزة، هو تكريس حالة من التناغم والضبط وقد أثبتت جدواها بمحطات سابقة من المواجهة، واستطاعت "المشتركة" خلق أهداف للمواجهة وأن حالة الضبط ساهمت في جعل المواجهة بإطار وطني بعيداً عن اي اجندات خاصة.

ووفق هذا المعنى، تعتبر هذه المصادر أن "المشتركة فرصة جيدة للحفاظ على مقدّرات المقاومة والحيلولة دون استنزافها والإستفراد بأي تنظيم عبر تنفيذ اغتيالات".

في المقابل، يُقر مصدر من "الجهاد الإسلامي" لـ"المدن"، أن مسؤول الوحدة الصاروخية في "الجهاد" بهاء أبو عطا هو من أعطى تعليمات بإطلاق الصواريخ الأخيرة، بالتنسيق مع أمين عام "الجهاد" زياد النخالة المعروف بقربه الشديد من إيران.

ويؤكد المصدر أن "سرايا القدس" تتلقى دعماً إيرانياً قوياً ما أدى إلى تزايد قوتها منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، وبشكل أثار إندهاش "حماس" وفق قوله. ويتساءل "نحن وإيران حلفاء وأمام هذا الدعم، ننسق في ما بيننا أي إطلاق للصواريخ، فلماذا الإستغراب؟!".

في غضون ذلك، نقلت مصر رسالة قوية من إسرائيل ل"حماس" و"الجهاد" مفادها "اننا أقرب من اي وقت مضى لعملية عسكرية ضد غزة"، وذلك في ظل الإنتقادات الشديدة التي يتلقاها نتنياهو من خصومه بسبب سياسته "غير الرادعة" ضد الصواريخ، خاصة مع تعثر تشكيل الحكومة الجديدة في تل أبيب حتى اللحظة، وإحتمال الذهاب لإنتخابات ثالثة.

ومع ذلك، عزت صحيفة "إسرائيل اليوم" سبب "ضبط النفس" من قبل إسرائيل أمام غزة، إلى تقديرات بمواجهة قريبة مع إيران في الشمال. بينما رأت صحيفة "هآرتس" في تحليلها أن غزة تأتي الثانية في الأولوية الإسرائيلية بعد إيران، ولكن الأمر قد يتغير.

من ناحيتها، علقت صحيفة "معاريف" على التصعيد الأخير في الجبهة الجنوبية قائلة: "الحياة بين مواجهة وأخرى: نبدأ نهاية الأسبوع ولا نعلم كيف تنتهي".

أما موقع "واللا نيوز" العبري، فقد شدد على أن الإسرائيليين في الجنوب يتخوفون من اتساع دائرة إطلاق القذائف من غزة، ويقولون "إن العيش مستحيل في ظل الخوف".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها