تعرضت مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، ليل الأربعاء/الخميس، إلى قصف مدفعي وصاروخي هو الأول من نوعه من حيث الكثافة والمدى البعيد للقذائف، ما تسبب بوقوع انفجارات عنيفة في عدد من أحياء المدينة، ووقوع إصابات في صفوف المدنيين، في حين رجح بعض قادة الفصائل المعارضة أن تكون مليشيات النظام الإيرانية المتمركزة في نبل والزهراء هي مصدر النيران، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.
فرضية قصف المليشيات الإيرانية لإعزاز لم تحدث تغييراً في شكل الرد المعتاد على القصف الذي تتعرض له مدن وبلدات "درع الفرات"، إذ قصفت فصائل "الجيش الوطني"، والمدفعية التركية مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية المنتشرة على طول خط التماس مع المعارضة في منطقة تل رفعت شمالي حلب، وتجاوز عدد المواقع المستهدفة الـ10، غالبيتها تقع إلى الشمال من تل رفعت وبالقرب من الجبهات مع المعارضة جنوبي إعزاز وعفرين، وقتل في القصف عناصر من "وحدات الحماية" في مواقعهم القريبة من مطار منغ.
مصدر عسكري في "الجيش الوطني"، أكد لـ"المدن" أن القصف الذي تعرضت له إعزاز هو قصف مشترك للوحدات التي استهدفت المدينة وحاجز الشط بالقذائف المدفعية والهاون من مسافات قريبة، وقصف آخر لمليشيات النظام الإيرانية براجمات الصواريخ متوسطة المدى استهدف المدينة وأطرافها. وبحسب المصدر، فإن قصفاً مكثفاً تعرضت له عدد من المدن والبلدات في ريف حلب خلال اليومين الماضيين شاركت فيه مليشيات النظام المتمركزة في ثكنات شمالي نبل ودير جمال وتل عجار، وبحسب المصدر، غالبية النقاط والمواقع التي ما تزال تشغلها "وحدات الحماية" يتواجد فيها عناصر من مليشيات النظام، وبشكل خاص في خطوط التماس مع المعارضة في مارع شرقي تل رفعت، وجبهات حربل وأم حوش.
مواقع إعلامية موالية لـ"وحدات الحماية" قالت إن مليشيات النظام قصفت إعزاز براجمات الصواريخ، واستهدفت "قوات تحرير عفرين" التابعة للوحدات مواقع المعارضة في محيط المدينة بالهاون والمدفعية، ونقلت عن قادة عسكريين في الوحدات في "مقاطعة الشهباء" قولهم، إن "القوات والمليشيات تقصدت التصعيد عسكرياً في مختلف الجبهات مع المعارضة في ريف حلب لتحقيق أهداف مشتركة"، وقالت المواقع إن القوات نفذت عملية استدراج ناجحة لمقاتلي المعارضة في جبهة كفر كلبين جنوبي اعزاز، وهي النقطة رقم 8 بحسب تقسيم الوحدات لخطوط التماس، وقُتل في العملية المفترضة عدد من مقاتلي المعارضة بعد وقوعهم في حقل ألغام.
عملياً، هناك تصعيد عسكري في جبهات ريف حلب خلال الساعات أل48 الماضية، من حيث القصف والهجمات البرية المحدودة ومحاولات التسلل، وجرت، الأربعاء، اشتباكات متقطعة وقصف متبادل بين الطرفين في أكثر من محور، جبهات مارع وكفر كلبين وإعزاز وجنوبي عفرين. وفي الجبهات الممتدة بين مارع والباب شرقاً، وأصيب عدد من مقاتلي المعارضة في الجبهات الواقعة بين إعزاز شمالاً ومارع جنوباً في انفجار لغم.
لماذا تصعد المليشيات الإيرانية؟
في تصريح سابق للناطق الرسمي باسم "الجيش الوطني"، الرائد يوسف حمود، أكد لـ"المدن"، أن "وحدات حماية الشعب" الكردية، لم تنسحب من منطقة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، وذلك بحسب نص الاتفاق التركي-الروسي الذي حدد مهلة لانسحاب الوحدات بعمق 30 كيلومتراً إلى العمق بعيداً عن الحدود السورية-التركية، ومن ضمنها مناطق انتشار "وحدات الحماية" في ريف حلب في منطقتي منبج وتل رفعت.
وترفض مليشيات النظام الإيرانية أي انسحاب مفترض لـ"وحدات الحماية" من منطقة تل رفعت، وتتخوف من أي يشجع الانسحاب المعارضة والجيش التركي على تنفيذ هجوم بري يهدف إلى السيطرة على تل رفعت، الفصائل جاهزة بالفعل للتحرك في أي لحظة، لذلك أمدت المليشيات "وحدات الحماية" بذخائر متنوعة منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر لتكثف من عملياتها الهجومية في مختلف المحاور، وتكفلت المليشيات بتقديم الدعم الناري لمحاولات الاشغال والإرباك المستمر في الجبهات.
مليشيات نبل والزهراء كانت قد منعت في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر مرور شحنة أدوية ومساعدات إلى مخيمات النازحين والمهجرين التي تديرها "وحدات الحماية" في فافين وأحرص وتل سوسين في ريف حلب، وهي مساعدات تم جمعها في أحياء الأشرفية والشيخ مقصود في حلب. المليشيات سمحت بمرورها بعد يومين من المنع، وسمحت بدخول مواد ومحروقات ومواد تموينية، وشجعت المليشيات أنصار الوحدات على الخروج في مظاهرات مناهضة للمعارضة والجيش التركي، أكبر المظاهرات كان في مدينة تل رفعت.
ريف حلب: هل قصفت مليشيات النظام الإيرانية إعزاز؟
المدن - عرب وعالمالخميس 2019/11/28

Almodon
حجم الخط
مشاركة عبر
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها