العراق: النقمة على إيران تتصاعد

المدن - عرب وعالمالخميس 2019/11/28
iraq.jpg
Getty
حجم الخط
مشاركة عبر
أغلقت قوات الجيش العراقي جميع مداخل ومخارج مدينة النجف وعزلتها عن بقية مناطق البلاد على خلفية إضرام النيران بمبنى القنصلية الإيرانية وسط المدينة.

وكان مئات المحتجين قد أضرموا ليل الأربعاء، النيران في قنصلية طهران بمدينة النجف وهو ما دفعت السلطات لفرض حظر التجوال حتى إشعار آخر، وتعطيل الدوام الرسمي الخميس.


وقال ضابط برتبة رائد في قيادة عمليات الفرات الأوسط ل"الأناضول"، إن "قيادة عمليات الفرات الأوسط قررت إغلاق جميغ مداخل ومخارج مدينة النجف وعزلها عن بقية مناطق البلاد". وأوضح أن قوات الجيش لا تسمح بدخول السيارات إلى المدينة أو الخروج منها، وسيتم تطبيق هذا الإجراء حتى إشعار آخر لحين تهدئة التوتر في المدينة.

من جهته، أبلغ مصدر طبي في مستشفى النجف التعليمي بأن "الفرق الصحية سجلت إصابة 32 متظاهراً بجروح خلال مواجهات مع قوات مكافحة الشغب قبل اقتحام وإحراق مبنى القنصلية الإيرانية في المدينة". وأوضح المصدر أن "غالبية الإصابات جاءت نتيجة إطلاق الغازات المسيلة للدموع بالإضافة إلى التدافع بين المحتجين أثناء اقتحام مبنى القنصلية".

يذكر أن محتجين عراقيين حاولوا مراراً اقتحام القنصلية الإيرانية في كربلاء المجاورة للنجف، من دون جدوى. كما حاولوا حرقها، وهو ما يعكس غضب المتظاهرين العراقيين من تصاعد النفوذ الإيراني في بلادهم.

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان الخميس، أنها تدين ما تعرضت له قنصلية إيران في النجف من اعتداء من قبل أشخاص وصفتهم بأنهم "غرباء عن واقع التظاهرات الحقة" التي تشهدها عدد من المدن العراقية.

ورأت الخارجية أن الهدف من ذلك "بات واضحاً وهو إلحاق الضرر بالعلاقات التاريخية بين العراق وإيران، وكذا مع بقية دول العالم الذين تعمل بعثاتهم في العراق". وحذرت من "دخول أشخاص يبتغون حرف التظاهرات ذات المطالب الحقة عن جادة الانضباط القانوني، ومسارها الصحيح". واعتبرت أن "ما تعرضت له القنصلية في النجف دليل واضح لما يحمل هؤلاء من أجندات بعيدة عن المطالب الوطنية.

من جهته، ندّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي بالاعتداء على القنصلية الايرانية في النجف، مطالباً الحكومة العراقية باتخاذ "إجراءات مسؤولة وحازمة ومؤثرة في الرّد على المعتدين والمخربين".

وفي معرض التنديد بهذا الاعتداء والتذكير بمسؤولية الحكومة العراقية لحماية المراكز والبعثات الدبلوماسية لديها، قال موسوي إنه تم إبلاغ السفير العراقي في طهران رسمياً بشأن احتجاج إيران الشديد في هذا الخصوص، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

وتشهد بغداد ومحافظات أخرى في الوسط والجنوب احتجاجات غير مسبوقة ضد الحكومة منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وتخللت الاحتجاجات أعمال عنف واسعة النطاق خلفت 348 قتيلاً على الأقل و15 ألف جريح.

لكن التوتر ليل الأربعاء في النجف وصل مستويات عالية جداً شهدت التأهب من قبل قوات الحشد الشعبي والهجوم على المتظاهرين في أي لحظة. وانتشرت أخبار على وسائل التواصل الاجتماعي أن المتظاهرين يحاصرون المرجعية الشيعية الأعلى في العراق على السيستاني، كما انتشرت أخبار أن المتظاهرين أحرقوا مكتباً لأحد المراجع،محمد تقي المدرسي، لكن جرى نفي الخبر لاحقاً.

وقال القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس إن جميع ألوية الحشد في حالة إنذار قصوى. وأضاف في بيان، أن ألوية الحشد الشعبي الآن بإمرة المرجعية العليا وسيتم قطع يد من يحاول الاقتراب من السيستاني.

وكانت مصادر في مدينة النجف قد تحدثت عن انتشار المئات من عناصر الحشد الشعبي في المدينة على خلفية الأحداث الأخيرة.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث