الأربعاء 2019/11/20

آخر تحديث: 11:46 (بيروت)

دمشق: هجوم إسرائيلي واسع على مقرات عسكرية لـ"الحرس الثوري"

الأربعاء 2019/11/20
دمشق: هجوم إسرائيلي واسع على مقرات عسكرية لـ"الحرس الثوري"
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الضربة التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، استهدفت منشآت عسكرية إيرانية، وكانت رداً على قصف تعرضت له إسرائيل فجر الثلاثاء.

وقال نتنياهو: "لقد أوضحت أنه بغض النظر عن الجهة التي ستضر بنا، سنرد عليها رداً مؤلماً، وهكذا فعلنا ضد أهداف عسكرية لقوات القدس الإيرانية ومنشآت عسكرية سورية بعد أن أُطلقت منها صواريخ أمس باتجاه إسرائيل. سنكون ثابتين في ضمان أمن إسرائيل".

وكان الجيش الاسرائيلي، في خطوة نادرة، قد أعلن في "تويتر"، صباح الأربعاء، إنه شن ضربة "على نطاق واسع" استهدفت مواقع للنظام السوري ولـ"فيلق القدس" الإيراني. وقال الجيش في تغريدته "مقاتلات الجيش الاسرائيلي نفذت هجمات على نظاق واسع على أهداف عسكرية لفيلق القدس الايراني والقوات المسلحة السورية في سوريا، بما في ذلك صواريخ أرض جو ومقار قيادة عسكرية ومستودعات وقواعد عسكرية".

في حين قالت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" إن "وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري تصدت بعد منتصف ليل الثلاثاء لعدوان إسرائيلي كثيف بالصواريخ على محيط مدينة دمشق ودمرت معظم الصواريخ قبل الوصول إلى أهدافها فيما استشهد مدنيان وأصيب آخرون جراء العدوان".

وأضافت "سانا" نقلاً عن مصدر عسكري، أنه "في تمام الساعة الواحدة والدقيقة العشرين من فجراً قام الطيران الحربي الإسرائيلي من اتجاهي الجولان المحتل ومرج عيون اللبنانية باستهداف محيط مدينة دمشق بعدد من الصواريخ وعلى الفور تصدت منظومات دفاعنا الجوي للهجوم الكثيف وتمكنت من اعتراض الصواريخ المعادية وتدمير معظمها قبل الوصول إلى أهدافها".

وتداول ناشطون عشرات المقاطع المصورة التي تظهر لحظة تعرض مواقع النظام للاستهداف بالغارات الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن إسرائيل هاجمت أهدافاً عسكرية إيرانية وسورية في سوريا، الأربعاء، رداً على إطلاق صواريخ صوب إسرائيل الثلاثاء. وذكر الجيش الإسرائيلي أن أنظمته الدفاعية أسقطت أربعة صواريخ أُطلقت من سوريا باتجاه إسرائيل الثلاثاء. وقال أدرعي في تويتر: "شن جيش الدفاع الليلة الماضية غارات ضد أهداف تابعة لفيلق القدس الإيراني وأخرى تابعة للجيش السوري وذلك ردا على الهجوم الذي نفذته قوة إيرانية ضد إسرائيل أمس من خلال إطلاق 4 صواريخ. الغارات تركزت في منطقة دمشق التي أُطلقت منها الصواريخ ضد إسرائيل".

وأضاف أدرعي: "الهجوم الإيراني على الأراضي الإسرائيلية، من خلال إطلاق الصواريخ التي تم اعتراضها يعتبر خير دليل للسبب الحقيقي لإيران في سوريا. التموضع الإيراني يشكّل خطرا على أمن إسرائيل والاستقرار في المنطقة وعلى النظام السوري".

وتسبب تطاير شظايا الصواريخ الناجمة عن اطلاق المضادات الجوية بسقوط جرحى وضحايا بين المدنيين، في سعسع وضاحية قدسيا وبيت سابر، في ريف دمشق.

مصادر متقاطعة في دمشق وريفها، أكدت لـ"المدن"، ان اغلب مواقع الدفاع الجوي المتواجدة في دمشق ومحيطها، شاركت في عملية إطلاق الصواريخ المضادة، باتجاه الصواريخ الإسرائيلية. وشارك باطلاق المضادات مطار المزة العسكري، والقواعد المتواجدة في جبل قاسيون، والمنصات الموجودة في جبال المعضمية، والقواعد المنتشرة على طريق بيروت دمشق، وكذلك منصات اطلاق الصواريخ الموجودة في مقرات "الفرقة الأولى" في ريف دمشق الجنوبي.

وأشارت مصادر "المدن"، إلى أن الاستهداف الإسرائيلي تركز بمجمله على أطراف مطار المزة العسكري، وعلى مواقع في ريف دمشق الجنوبي الغربي، حيت تتواجد عشرات المواقع العسكرية والمستودعات التابعة للمليشيات الإيرانية والتي انتقلت إليها تدريجياً وبدأت تعزز تواجدها فيها منذ مطلع عام 2017، رغم تعرضها للاستهداف اكثر من مرة.

مصدر عسكري مطلع، قال لـ"المدن"، إن معسكر قيادة "اللواء 68 ميكا" سابقاً، الواقع على أوتوستراد السلام بين مدينة خان الشيح ومنطقة بيت سابر في ريف القنيطرة، تعرض للاستهداف بعدد من الصواريخ الإسرائيلية، ما أسفر عن حدوث دمار في الموقع، وسقوط قتلى وجرحى جرى نقلهم الى دمشق.

ويتواجد ضمن المعسكر أكثر من 80 عنصراً من المليشيات الإيرانية ومن "حزب الله" اللبناني، وهم مسؤولون عن تأمين الموقع وحمايته، إضافة الى تواجد عدد محدود من جنود النظام.

ووفقاً لمصدر "المدن"، يوجد في المعسكر 13 آلية عسكرية تابعة للنظام متنوعة، منها للنقل وللخدمة، وتوجد 3 عربات استطلاع حديثة، إضافة إلى "محطة حرب الكترونية" إيرانية الصنع تضم محطة تنصت وتشويش. كما يوجد في المعسكر فصيلة لمضادات الدروع "كونكورس" ومداها 5 كيلومترات، وراجمة صواريخ روسية نوع "ب م 21"، وكذلك 3 سيارات جيب تتواجد أمام مقر إقامة مجموعة القيادة.

كما وتعرض موقع تل أبوسية للاستهداف، وهو على مسافة 8 كيلومترات من معسكر قيادة "اللواء 68 ميكا"، ويتواجد فيه عناصر من المليشيات الإيرانية و"حزب الله"، ومجهز بمنصتي صواريخ أرض-أرض، إضافة إلى ثلاثة مستودعات لتخزين الأسلحة والصواريخ بدأت المليشيات الإيرانية بتجهيزها منذ العام 2015.

وأضاف مصدر "المدن"، أن صواريخ إسرائيلية سقطت في محيط "اللواء 91" على أوتوستراد درعا-دمشق، ويبعد عن مركز العاصمة 10 كيلومترات، وتتخذه المليشيات الإيرانية مركزاً لها منذ سنوات، وقد تعرض للاستهداف من الجانب الإسرائيلي أكثر من مرة. ويعتبر مقر "اللواء 91" نقطة الوصل بين المواقع الإيرانية الموجودة في المنطقة، ويتميز بوجوده في منطقة محاطة بالتلال والمرتفعات الجبلية الصخرية أبرزها جبل المانع وجبل سلح الطير وجبل كريم، وهي منطقة مناسبة للإنشاء والتحصين بسبب طبيعة الارض الصخرية.

وأشار مصدر "المدن"، إلى أن موقع "اللواء 91" الذي استهدفته اسرائيل، كانت قد قسمته المليشيات الإيرانية إلى ثلاثة اقسام؛ القسم الاول للقياديين والخبراء والفنيين من "الحرس الثوري" و"حزب الله" وبعض المستودعات التي تحتوي على معدات صواريخ ومعدات الكترونية. والقسم الثاني يتواجد فيه قادة عسكريون من "الحرس" و"الحزب" ومليشيات عراقية، ومستودعات لمحطات الرادار والتشويش والحرب الالكترونية ومعدات لطائرات مسيرة من دون طيار، وفيه مقر خاص للقادة والخبراء. وعُرِفَ من المهندسين الإيرانيين الموجودين ضمن الموقع المهندس "طهراني"، وغالباً هو اسم مستعار. ويضم القسم الثاني أيضاً مستودعات للصواريخ بعيدة المدى من نوع "ميسلون" المطورة عن صواريخ "سكاد"، كما توجد مستودعات تحتوي على قطع ومعدات صواريخ. أما القسم الثالث، فهو عبارة عن 14 مستودعاً، منها تحت الارض وفوق الأرض، وتحتوي على صواريخ متنوعة ومعدات صواريخ، وكذلك على وقود سائل لصواريخ "ميسلون".

من جهتها، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، قوله إن "الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا خطوة خاطئة وإن موسكو تواصلت مع حلفائها بشأن الواقعة"، مؤكداً أن "توجيه ضربات لدولة ذات سيادة يتناقض كليا مع مبادئ القانون الدولي ويساهم في مزيد من التوتر".

ونشر الجيش الإسرائيلي خريطة توضح المواقع التي استهدفتها غاراته في ضواحي دمشق قائلاً إنها تعود لـ"فيلق القدس" الإيراني وقوات النظام. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الغارات جاءت "ردا على إطلاق القذائف الصاروخية من قِبل قوة إيرانية من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل، والتي تم توجيهها للمساس بالأراضي الإسرائيلية. وخلال الغارات، تم إطلاق صواريخ أرض جو سورية بالرغم من التحذير الواضح للجانب السوري لتجنب ذلك. في أعقاب ذلك، تم تدمير بطاريات دفاع جوية سورية متعددة". وأضاف البيان :" يبقى جيش الدفاع جاهزا لمختلف السيناريوهات وسيستمر بالعمل من أجل أمن مواطني دولة إسرائيل طالما تطلب الأمر ذلك".



وذكرت وكالة "سانا" أن شظايا أحد الصواريخ الإسرائيلية أصابت منزلاً في بلدة سعسع ما أسفر عن تدمير المنزل ومقتل شخصين وإصابة عدد آخر تم نقلهم إلى المشافي في القنيطرة ودمشق لتلقي العلاج المناسب، وأكد مصدر طبي في مشفى قطنا الوطني أن رجلا وامرأة قتلا، فيما أصيب عدد آخر جراء الغارات على بلدة بيت سابر بمنطقة سعسع في جنوب غرب دمشق.

كما قالت الوكالة إن شظايا أحد الصواريخ الإسرائيلية أصابت بناية سكنية في ضاحية قدسيا بغرب دمشق، ما أسفر عن إصابة فتاة وإلحاق أضرار كبيرة في البناء.

مصادر "المدن" أكدت أن جميع الإصابات بين المدنيين ناتجة عن شظايا المضادات الجوية السورية، التي لم تتمكن من إصابة أي من الصواريخ الإسرائيلية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها