الإثنين 2019/11/18

آخر تحديث: 12:21 (بيروت)

حرب الجسور..هدف إستراتيجي حتى إسقاط الحكومة

الإثنين 2019/11/18
حرب الجسور..هدف إستراتيجي حتى إسقاط الحكومة
قوات الأمن أطلقت النار لتفريق المحتجين من على جسور بغداد الرئيسية الثلاثة (الأوروبية)
increase حجم الخط decrease
ما بين كر وفر، يربك المحتجون ليل بغداد على الأجهزة الامنية، وتحديداً وسطها المار فوق نهر دجلة والذي يفصل جانب الكرخ عن الرصافة، والهدف في كل مرة جسر الشهداء وجسر الاحرار الحيويين، فبعد أن تمت لهم السيطرة أخيراً على مساحة بذلوا من أجلها الكثير من الدماء متمثلة بساحة الخلاني القريبة من ساحة التحرير مركز الاحتجاجات في العراق، تمكن متظاهرو بغداد ليل الأحد من استعادة السيطرة على جسر الاحرار، ثالث أهم جسر في بغداد بعد جسري الجمهورية والسنك، في عودة لسيناريو سابق تعاملت معه جهاز مكافحة الشغب بقوة موقعة قتلى وجرحى بداية الشهر الحالي.

سيطرة المحتجين على الجسر استمرت لساعات قبل انسحابهم، اثر مقتل أحدهم وجرح أخرين بنيران قوة من الجيش وفقاً لمصدر في الداخلية العراقية، أكد لـ"المدن"، ان المتظاهرين تحركوا بالتزامن نحو جسر الشهداء الذي يمثل نهاية شارع الرشيد من جهة منطقة الرصافي التجارية وسط العاصمة من دون أن يتمكنوا من الوصول اليه بفعل كثافة الرد من قوات مكافحة الشعب التي تعاملت معهم بقوة مستخدمة القنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع.

تلك التطورات أتت بعد ساعات من أغلاق محتجين، غالبيتهم من اتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر شوارع ومناطق ببغداد ومحافظات أخرى لاجبار الموظفين على العودة لمنازلهم تطبيقاً لدعوة وجهها زعيمهم للإضراب العام، تتواصل الاثنين في بغداد بنحو أقل تأثيراً، فضلاً عن محافظات جنوبية بينها كربلاء والبصرة باستثناء ذي قار التي تصاعدت فيها حدة الموقف بعد قيام متظاهرين باغلاق دائرتي الجنسية والتقاعد والصحة والعديد من المدارس الحكومية والأهلية تطبيقاً للاضراب العام ولو بالقوة، وسط عجز الأجهزة الأمنية هناك عن المواجهة بسبب كثافة الاعداد الغاضبة.

مصادر من تنسيقيات المحتجين في العاصمة، ذكرت لـ"المدن"، أن لا عودة عن خيار السيطرة على جميع جسور بغداد باعتباره هدفاً استراتيجياً للحركة الاحتجاجية لشل طرق المرور فوق نهر دجلة واجبار السلطات على تنفيذ المطالب والتي يقع في مقدمتها رحيل حكومة عادل عبد المهدي، مشيرين الى أن ليل بغداد ونهارها سيكونان على موعد شبه دائم مع حراك "الثائرين" للسيطرة على الجسور، وربما يتطور الأمر للتحرك نحو مناطق حيوية في العاصمة.

من جهة ثانية، وبعد خطبة جمعة وصفت بالتاريخية تارةً وبالمتأخرة تارةً أخرى بسبب صراحتها وجرأتها للمرجعية الشيعية، عاد الزخم لساحة التحرير ولساحات التظاهر في مدن العراق الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية، فيما استثمر المتظاهرون الدعم القوي المعلن من المرجع بتعزيز صفوفهم بأعداد كبيرة وسط بغداد، وهو أمر ردت عليه القوى السياسية الشيعية بالدعوة لعقد اجتماع عاجل مطلع الأسبوع للتباحث في كيفية التعليق والرد على خطبة المرجعية الدينية، خاصة وأنها كانت واضحة في البيان بوجوب تغيير الوجوه الحالية طالما أراد الشعب ذلك.

وما بين خطبة أخيرة وخطبة أخرى يتوقع لها أن تكون اشد على الطبقة الحاكمة في العراق، يرجح ائتلاف النصر التابع لرئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي أن يشهد يوم الجمعة المقبل خطبة تسقط شرعية الحكومة الحالية، وتدعو العراقيين للنزول الى الساحات والشوارع لإجبارها على الاستقالة، على ما نقلت وكالة محلية عن ندى شاكر جودت النائبة في البرلمان العراقي.

إذاً هو عد تنازلي، اقترب معه سقوط حكومة عبد المهدي، ما بين مسافة أيام أو أسابيع تستبق دخول عام 2020 ربما، يشتد الخناق عليها في الشارع عبر تحركات المحتجين المفاجئة ذات الكثافة العالية التي يبدو أنها لن تتوقف رغم القمع والبطش الشديدين معززة بموقف داعم لحراكهم من رجال الدين في العراق، فيما تحاول قوى سياسية أن تبرهن للشعب أنها داعمة لثورته، من دون أن تقوم بخطوات حقيقية تجاه سحب ثقة عن الحكومة التي يحاول التيار الصدري ممثلاً بكتلة "سائرون" استحصال تأييد أكبر عدد من المؤيدين تحت قبة البرلمان لجمع 164 صوتاً تصوت على سحب الثقة عن عادل عبد المهدي وكابينته، فيما يرى المحتجون أن هكذا نوايا ان كتب لها النجاح لن تكون كافية لإعادتهم الى منازلهم، لأن هدفهم هو اسقاط جميع الأحزاب الحالية التي اتفقت على قتل العراقيين وسرقة مقدراتهم منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها