السبت 2019/11/16

آخر تحديث: 12:29 (بيروت)

حلب: عادت أزمة المحروقات

السبت 2019/11/16
حلب: عادت أزمة المحروقات
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
بدأت أزمة الغاز المنزلي والمحروقات في مدينة حلب بالتصاعد، مع الانخفاض النسبي في درجات الحرارة وزيادة الطلب. ويقف الأهالي في طوابير طويلة للحصول على أسطوانة غاز، ويشتكون من ارتفاع حاد في أسعار مختلف أنواع المحروقات وندرتها في السوق السوداء، وتحكّم مليشيات النظام بتسويقها واحتكارها. وأثرت أزمة المحروقات على قطاع النقل، وزادت أسعار السلع الأساسية المتأثرة أصلاً بارتفاع سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

ويتهم أهالي حلب مخاتير الأحياء ورؤساء القطاعات الخدمية وشعب المراقبة التابعة لمجلس المدينة، بسرقة مخصصاتهم من المحروقات والغاز المنزلي، وبيع جزء منها في السوق السوداء وتوزيع جزء من المخصصات على أقاربهم وعلى المسؤولين في المحافظة والأجهزة الأمنية والمحسوبين على شُعَبِ وفرق حزب البعث في حلب.

الأهالي في أحياء الشهباء وحلب الجديدة والجميلية وسيف الدولة وغيرها وسط المدينة وفي قسمها الغربي ناشدوا بشار الأسد، لوضع حد للفاسدين وتجار الأزمات في حلب. وجاء في بعض الشكاوى والمناشدات "حلب بلا مسؤولين، نضع بين أيديكم هذه الشكوى في منطقة سيف الدولة- الخزان الأرضي، حيث نعاني من قلة مادة الغاز الواردة للحي، 150 جرة بشكل متقطع وهي غير كافية، علماً أن عدد المواطنين الواقفين في الطابور أكثر من 300 شخص ولجنة الحي والمختار يقومون بسرقة أكثر من نصف الكمية، وتوزيعها على أصحاب الواسطة والمدعومين من الأجهزة الأمنية وفرع الحزب والدفاع المحلي". ويعاني الأهالي من سوء معاملة مخاتير ولجان الأحياء وموظفي شعب المراقبة التابعة لمجلسي المحافظة والمدينة ومديرية المحروقات.

مجلس المحافظة التابع للنظام، أجرى مؤخراً تناقلات إدارية في القطاعات الخدمية وشعب المراقبة في أحياء الحمدانية والسريان والسليمانية وقاضي عسكر والمعادي، وقلل الأهالي من أهميتها لأنها أبقت المسؤولين والموظفين في مناصبهم، وما تم بالفعل هو نقل الأشخاص من قطاع لآخر بعدما أفتضح أمر الذين يسرقون المخصصات ويبيعونها في السوق السوداء.

مصادر خاصة أكدت لـ"المدن" أن ظاهرة طوابير الغاز المنزلي والمحروقات تكاد تكون عامة ومنتشرة في كافة أحياء مدينة حلب، الغربية والشرقية، إذ "يحتاج الشخص للحصول على أسطوانة غاز أن يقف في الطابور ليوم كامل تقريباً، وإذا كان محظوظاً سيحصل على اسطوانته التي انتظر لأجلها طويلاً وبضعف السعر أحياناً، والقيمة المضافة هي مبالغ مالية يتم دفعها للسماسرة والمقربين من المختار أو مدير مركز التوزيع، وبعض عناصر الشرطة والمفارز الأمنية تحولوا إلى سماسرة في الفترة الأخيرة".

وبحسب المصادر، فإن ندرة المحروقات والغاز المنزلي امتدت إلى الريف الحلبي، إذ يشتكي أهالي دير جمال في ريف حلب الشمالي من فقدان الغاز منذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر، ولا يختلف حال الأهالي في ريفي حلب الجنوبي والشرقي في أزمة المحروقات عن باقي مناطق حلب.

وقامت دورية أمنية مشتركة ومسؤولون في مجلس محافظة حلب التابع للنظام، بتنظيم أكثر من 30 ضبط مخالفة بحق الأهالي المتواجدين في محيط قلعة حلب والأسواق القديمة، لأنهم رموا الأوساخ وقشور المكسرات في محيط القلعة. ومن المفترض أن يتم تنظيم المزيد من المخالفات لمنع انتشار المظاهر "غير الحضارية". وسخر الأهالي من تلك المخالفات، فالطوابير الطويلة أمام مراكز توزيع الغاز والمحروقات والأفران تعتبر "مظاهر حضارية"، وكان الأولى أن تقوم المجالس الخدمية والأمنية على الحد من انتشارها ومحاربتها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها