newsأسرار المدن

العراق: السلطة تتبرأ من العنف.. والمحتجون يرفضون التراجع

المدن - عرب وعالمالسبت 2019/10/26
iraq.jpg
العراق:عشرات القتلى وآلاف الجرحى والمتظاهرون يرفضون إخلاء الشارع (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
ارتفع عدد ضحايا التظاهرات العراقية في بغداد والمحافظات الجنوبية إلى 40 قتيلاً وأكثر من 2300 جريح، فيما تستعد مجموعات من المحتجين في بغداد ومحافظات عراقية أخرى لتنظيم اعتصامات مفتوحة في ساحات التظاهر رغم الإجراءات الأمنية المشددة.

وأفادت وسائل إعلام عراقية بوصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى مناطق مختلفة. وقررت السلطات العراقية تمديد حظر التجوال في كربلاء وميسان حتى إشعار آخر. 

جاء ذلك عقب ليلة قضاها المتظاهرون داخل خيم نصبوها في ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات الأخرى، لم تخل من هتافات منددة بالفساد واحتكاك مع عناصر الأمن، وخاصة مع فرض الأمن العراقي حظراً على التجوال في سبع محافظات، وهي ذي قار والبصرة وميسان وواسط والمثنى وبابل والديوانية حتى إشعار آخر.

ورصدت إحصائية سابقة وثقتها مفوضية حقوق الإنسان العراقية أن عدد قتلى التظاهرات بلغ 30 قتيلاً، مبينة أن "8 منهم سقطوا في بغداد، و9 في محافظة ميسان، ومثلهم في ذي قار، و3 قتلى في البصرة، وقتيلا واحدا في المثنى".

وأضافت المفوضية أنه "تم حرق وإلحاق الأضرار بـ50 مبنى حكومياً ومقراً حزبياً في محافظات الديوانية وميسان وواسط وذي قار والبصرة وبابل"، داعية المتظاهرين إلى "الحفاظ على سلمية التظاهرات وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة"، كما دعت القوات الأمنية إلى "الحفاظ على أرواح المتظاهرين".

ومع سقوط كل تلك الأعداد من المتظاهرين وعناصر الأمن العراقي تحدث الأمن العراقي عن "مخربين" نفذوا أعمال العنف تلك.

وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان، إنه "في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تظاهرات للمطالبة بالحقوق التي كفلها الدستور العراقي، فقد استغل البعض هذه التظاهرات وعمل على قتل المواطنين وإصابة آخرين وحرق الممتلكات العامة والخاصة ونهبها، من دون أي واعز ضمير".

وأضافت: "ستتعامل قواتنا الأمنية بجميع صنوفها مع هؤلاء المخربين المجرمين بحزم وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب، وتعتبر هذه التصرفات غير القانونية جريمة يجب التعامل الفوري معها بشكل ميداني وعاجل"، محذرة من "العبث بأمن المواطنين، وسيكون هناك إجراءات صارمة بحق هؤلاء الذين لا يمتون للمتظاهرين السلميين بصلة". ودعت المتظاهرين إلى "الإبلاغ عن المخربين وعدم السماح لهم بالتواجد في صفوفهم".

وفي السياق، أغلقت السلطات العراقية جميع الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير وسط بغداد، بهدف منع المتظاهرين من الوصول إليها، والانضمام لمئات المحتجين الذين قضوا الليلة الماضية في الساحة، بينما انتشرت قوات عراقية بكثافة في محيط المنطقة الخضراء، بالتزامن مع نية البرلمان عقد جلسة طارئة لمناقشة الأحداث التي رافقت التظاهرات.

ومن المقرّر أن تشهد تظاهرات السبت، تزايداً في أعداد المشاركين فيها، مع ارتفاع عدد ضحايا مواجهات الجمعة إلى 40 قتيلاً، وسلتبلغ ذروة تجمعهم بعد ظهر السبت.

وحاولت مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية إلصاق التهم بالمتظاهرين، من خلال اتهامهم بالارتباط بجهات خارجية. وأصدرت بياناً انتقدت فيه حرق مقرات المليشيات، قائلة إن ما وقع من أحداث مؤسفة يؤكد ما نبهنا إليه في بيانات سابقة، مضيفة: "شددنا على ضرورة الحيطة من عملاء محور الشر الصهيو أميركي سعودي، ومن استغلال التظاهرات لتنفيذ مخطط تخريبي في العراق".

في هذه الأثناء، يستعدّ مجلس النواب العراقي لعقد جلسة خاصة لمناقشة الأحداث التي رافقت التظاهرات. ودعت كتلة "المستقبل" النيابية البرلمان إلى مواصلة جلساته للنظر في مطالب المتظاهرين، معبرة في بيان عن أسفها لما يحدث في العراق.

وبيّنت أن الأوضاع مكتظة بالظلم السياسي والفساد المالي والإداري، نتيجة لتراكم الأداء الضعيف والرديء للحكومات المتتالية بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، مشددة على ضرورة اللجوء للعقل والحكمة، بدلاً عن السلاح.

في السياق، اعتبر مستشار رئيس البرلمان الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن أميركا وإسرائيل والسعودية، تستغل المطالب الحقيقية للشعب العراقي، وتستخدم أنصار صدام حسين، لتهيئة الأجواء للتدخل الأجنبي في هذا البلد.

وقال: "تسعی أميركا وإسرائيل والسعودية لاستغلال مطالب الشعب العراقي واستخدام البعثيين والمتسللين من أجل خلق حالة من عدم الاستقرار للإطاحة بالحكومة المنتخبة، والتمهيد لتدخل أجنبي". وأضاف أن "هذه البلدان تتبع طريقة توظيف البعثيين التابعين لصدام حسين والمندسين من أجل استغلالهم في عرقلة عمل الحكومة".

وشدد عبد اللهيان على أن "الحل يكمن في الاهتمام الحقيقي بالمطالب المعيشية للشعب العراقي والانسحاب الفوري للقوات العسكرية الأمريكية من العراق".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث