الجمعة 2019/10/25

آخر تحديث: 14:09 (بيروت)

"نبع السلام" لم تتوقف!

الجمعة 2019/10/25
"نبع السلام" لم تتوقف!
Getty ©
increase حجم الخط decrease
تستمر الاشتباكات المتقطعة بين "الجيش الوطني" والقوات التركية من جهة، وبين "قوات سوريا الديموقراطية" والنظام من جهة أخرى، على جبهات متعددة في ريفي الرقة والحسكة، رغم إعلان وقف إطلاق النار وانتهاء العمليات العسكرية ضمن عملية "نبع السلام".

واندلعت اشتباكات عنيفة على جبهة مدينة رأس العين، بعدما شنّت "قسد" مدعومة بقوات النظام، هجوماً ليل الخميس/الجمعة، على مواقع "الفيلق الثاني" التابع لـ"الجيش الوطني" في قرى العامرية والأربعين وليلان جنوبي رأس العين، لينسحب "الجيش الوطني" لساعات قبل أن يعاود الهجوم مرة أخرى ويستعيد السيطرة على تلك القرى.

كما شنت "قسد" هجوماً مماثلاً هو الأعنف على قرية وصوامع المناجير جنوبي رأس العين، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين استطاع فيها "الجيش الوطني" صدّ الهجوم واحكام السيطرة على الصوامع، بينما تدور اشتباكات حالياً داخل القرية. وسقط 6 مقاتلين من "الفيلق الثاني" خلال الاشتباكات، كما قتل عدد من عناصر "قسد".

وخلال الاشتباكات التي شاركت فيها قوات النظام، تمكن "الجيش الوطني" من قتل عنصرين للنظام، في قرية الكوزلية التابعة لناحية تل تمر شمالي الحسكة.

وشرقي مدينة رأس العين جرت اشتباكات متقطعة في قرية أم عشبة بين الطرفين، خلال محاولة "الجيش الوطني" التوغل باتجاه مدينة عامودا، فيما أصيب 5 جنود أتراك جراء قصف بقذائف الهاون والمدفعية على نقطة لهم شرقي رأس العين.

وعلى المحور غربي مدينة تل أبيض، تمكن "الجيش الوطني" من بسط سيطرته على قرى الحلوية والخفية والبوعاصي، وجرت اشتباكات عنيفة على المحور الغربي باتجاه مدينة عين العرب "كوباني"، في محاولة من "قسد" لاستعادة بعض القرى.

وفي السياق، تستمر قوات النظام باستقدام التعزيزات العسكرية لمحافظتي الرقة والحسكة، ووصل رتل مدجج بالعربات المصفحة والدبابات لناحية عين عيسى، وتمركز في "اللواء 93" وانتشر على طول الطريق الدولي من مصنع لافارج إلى مركز مدينة عين عيسى.

كما وصلت تعزيزات للنظام إلى محيط مدينة عين العرب، وتمركزت في نقاط مقابلة لمناطق سيطرة "الجيش الوطني" في مدينة جرابلس وريفها. وتمركزت التعزيزات في محيط قبر السلطان سليم في قرية اجمة غربي عين العرب، وعملت على إنشاء محارس على طول الحدود.

والواضح أن الاتفاق بين "قسد" والنظام لا زال ضمن الأطر العسكرية فقط، إذ لم تنتشر وتتحرك قوات النظام الا ضمن نقاط وطرق محددة، وليس من سيطرة كاملة للنظام. إذ ان قوات "الاسايش" واستخبارات "وحدات حماية الشعب" الكردية لا زالت صاحبة اليد الطولى في كافة مناطق "قسد".

من جهتها، أجرت دوريات روسية جولة على مواقع "قسد" في مدينة عين العرب وريفها وفي مدينة القامشلي وريفها. ويبدو، بحسب ما قالت مصادر عسكرية من "قسد" لـ"المدن"، بإن هناك رفضاً تاماً من "قسد" للإنسحاب من كافة المواقع، وأن على روسيا أن تجبر تركيا على الرضوخ للواقع العسكري الحالي، وهو ما ينذر بتصعيد تركي في ظل وعود روسية وأميركية بالتنسيق لانشاء المنطقة الآمنة.

ورغم إعلان "قسد" انسحابها بعمق 32 كيلومتراً عن الحدود، إلا أن مصادر "المدن" تؤكد بأن "قسد" لا زالت متواجدة بسلاحها الثقيل ولم تنسحب، بل قامت بتبديل شارتها ولباسها وأعلامها بتلك الخاصة بالنظام، ولا زالت تتشارك النقاط مع قوات النظام.

وأوضحت مصادر "المدن" أن عمليات حفر الأنفاق والخنادق متواصلة في ريف عين العرب، وتحديداً في قرى الحمداش القناية وقوردينا وجقل ويران وخروص. كما ملأت "قسد" عشرات الخنادق بالفيول والاطارات، وذلك استعدادا لمعركة مرتقبة ضد الجيش التركي.

وبحسب مصادر "المدن"، فإن المسؤولين في "قسد" عن حفر الانفاق، طالبوا العمال المدنيين بضرورة العودة لعمليات الحفر، وزيادة أجورهم اليومية إلى 25 دولاراً بعدما كانت 15 دولاراً، بهدف تسريع عمليات الحفر واستكمال شبكات الانفاق.

وفي مناطق سيطرة "الجيش الوطني" والقوات التركية وصل نحو 20 شاباً من "قسد" أعلنوا انشقاقهم وهروبهم، قادمين من ريف الرقة الشمالي ومن مدينة الرقة.

ورغم إعلان وقف إطلاق النار إلا أن ما يجري على أرض الواقع مختلف تماماً، فالعمليات العسكرية مستمرة بوتيرة منخفضة، وتصطدم محاولة إقامة المنطقة الآمنة بفوضى أمنية وتفجيرات متوقعة خاصة بعد تهديدات "قسد".

ويبدو أن تركيا تسعى لتحصيل مكاسب عبر الطرق الدبلوماسية أكثر من من العملية العسكرية، وذلك من خلال الحصول على ذراع طويلة في مناطق شرق الفرات بعد إيقاف عمليتها. لكنها تواجه مصاعب كثيرة أبرزها وجود النظام قرب المنطقة، وتهديده للأمن فيها.

ولم يبدِ "الجيش الوطني" حتى اللحظة أي رد فعل على الاتفاقية الروسية-التركية وانتشار النظام في مواقع متعددة برعاية روسية، إلا أن تصدعاً واضحاً بدأ يظهر بين أبناء المناطق الشرقية في "الوطني"، من الذين كانوا يعلقون آمالاً كبيرة على "نبع السلام" للعودة إلى ديارهم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها