قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الخميس، إنه يتوجب على دمشق أن تتسلم السيطرة على الحدود السورية التركية، بحسب ما نقلت عنها قناة "روسيا اليوم".
وأضافت زاخاروفا للصحافيين "نحن على يقين بأن تحقيق الاستقرار والأمن على المدى الطويل والمستدام في هذه المنطقة من سوريا، وفي البلاد، وفي المنطقة ككل، لا يمكن إلا على أساس بسط سيادتها (سوريا) وسلامة أراضيها، أولا وقبل كل شيء. وهذا يعني في نهاية المطاف نقل السيطرة على جميع الأراضي السورية إلى الحكومة السورية الشرعية، بما في ذلك الحدود مع تركيا. وفي هذا الصدد، لا يمكننا إلا أن نرحب بتحقيق الاتفاقات الملائمة بين دمشق والأكراد".
ولفتت زاخاروفا في بيانها إلى أن موسكو تدعو جميع الأطراف على الأرض إلى ضبط النفس بعد بدء العملية التركية، قائلة: "في هذه الظروف، ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس ومعايرة أفعالها بعناية من أجل منع المزيد من تصعيد التوتر".
وأضافت زاخاروفا: "نحن مقتنعون بأن تصاعد التوتر في شمال شرق سوريا يجب ألا يعوق تعزيز الجهود لدفع العملية السياسية (في سوريا) وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254".
كما أعربت المتحدثة عن قلق موسكو من حالة "حراسة مسلحي داعش الإرهابيين المحتجزين" بعد بدء العملية العسكرية التركية، وقالت: "استغل الإرهابيون موجة التوتر، وقاموا بتنشيط شبكة الخلايا النائمة. وفي هذا الصدد ، فإن قضية حراسة أسرى داعش، المحتجزين في سجون شرقي الفرات، وأفراد أسرهم تثير قلقا كبيرا، فهم يتواجدون في معسكرات للنازحين، بما في ذلك في مخيم الهول الذي يحتوي على 70 ألف شخص".
وفي ما يخص العملية السياسية قالت زاخاروفا: "نحن نبذل جهودا حثيثة، على وجه الخصوص، بالتعاون مع الجانب السوري، مع شركاء تنسيقية أستانة وبالتنسيق مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، للتحضير لعقد اللجنة الدستورية في جنيف في أواخر أكتوبر. نحن ننطلق من حقيقة أن كل شيء جاهز للاجتماع الأول للجنة، وتمت دعوة جميع المرشحين، ويستعدون للسفر إلى جنيف".
من جهة ثانية، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيبحث الأسبوع المقبل مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، قلق موسكو بشأن العملية العسكرية التي أطلقتها أنقرة شمال شرقي سوريا.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، للصحافيين أن بوتين أعرب لأردوغان في المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما مؤخرا عن قلقه بشأن العواقب الإنسانية المحتملة للحملة التركية في شرق الفرات.
وذكر بيسكوف أن موقف موسكو بهذا الشأن معروف ولم يتغير، مضيفا: "الوضع في شمال شرقي سوريا متوتر بسبب هذه العملية، وهذا سيكون نقطة مهمة للغاية ضمن أجندة المفاوضات المقررة بين الرئيسين بوتين وأردوغان في سوتشي (بجنوب روسيا) يوم الثلاثاء المقبل".
وفي معرض تعليقه على تقارير صحافية تتحدث عن وجود خلافات بين موسكو وأنقرة بشأن حدود المنطقة الآمنة المزعومة التي تنوي تركيا إقامتها في الأراضي السورية عند حدودها، دعا المتحدث باسم الكرملين إلى "عدم الاستعجال في القفز إلى الاستنتاجات".
وتابع، ردا على سؤال عما إذا كان الجانب التركي الذي يصر على أن المنطقة الآمنة المزعومة يجب أن تكون بعرض 30 كلم يتجاهل الدعوات الروسية إلى أن يكون عرض المنطقة عشر كيلومترات، تابع قائلا: "لا يمكن طرح سؤال بهذه الطريقة، ليس عن 30 كيلومترا ولا عن عشر كيلومترات. ثمة مواضيع محددة للمفاوضات التي ستجري في سوتشي الثلاثاء".
موسكو تدعو دمشق لتتسلم المنطقة الحدودية مع تركيا
المدن - عرب وعالمالخميس 2019/10/17

AFP
حجم الخط
مشاركة عبر
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها